المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

اعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الأربعاء 4 يونيو في ختام قمة جمعته الى رئيسي الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون والفلسطيني محمود عباس في العقبة جنوب الاردن ان تقدما كبير احرز خلال قمة العقبة.

واشار الرئيس الاميركي الى انه يدعم انشاء دولة فلسطينية وانه ملتزم ايضا بضمان امن دولة اسرائيل، مشددا على ان "تقدما كبيرا" احرز في هذا الاتجاه".

واعلن بوش ان الولايات المتحدة سترسل فريق مراقبين الى الشرق الاوسط لمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على تطبيق "خارطة الطريق" (بوش).

واكد الناطق باسم البيت الابيض اري فلايشر ان واشنطن تدعم فكرة التوصل الى وقف اطلاق نار بين الاسرائيليين والفلسطينيين، مشددا في الوقت نفسه على ضروة القيام "بحملة حقيقية ضد الارهاب".

وقال فلايشر للصحافيين الذين رافقوا الرئيس الاميركي جورج بوش في الطائرة التي اقلته من شرم الشيخ في مصر الى العقبة في الاردن ان "الاهم اليوم هو القيام بحملة حقيقية ضد الارهاب وتفكيك الارهاب في موازاة وقف اطلاق النار".

وقال المتحدث باسم البيت الابيض ان "وقفا لاطلاق النار هو مفيد طبعا، الا انه يجب ان يكون جزءا من حملة" لمكافحة الارهاب.

وقال المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية افي بازنر قبيل افتتاح قمة العقبة "اننا نعارض اتفاقا على وقف اطلاق النار فحسب، لان المنظمات الارهابية ستقوم باستغلاله لاعادة تنظيم قواها". واضاف ان "اسرائيل تشارك في القمة بحسن نية وتأمل بتحقيق تقدم واعادة الحياة الى عملية السلام التي كانت تتخبط في العنف والارهاب".

وتابع بازنر ان "كل شيء يتوقف على الفلسطينيين، اذا كانوا مستعدين لملاحقة الارهابيين ومصادرة اسلحتهم واحالتهم امام القضاء وتفكيك بناهم التحتية".

واعلن رئيس الوزراء الفلسطيني في ختام القمة الثلاثية ان السلطة الفلسطينية تتعهد بذل "كل الجهود لانهاء الانتفاضة المسلحة".

وردت ثلاثة فصائل فلسطينية هي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وحركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاربعاء بعد انتهاء قمة العقبة باعلان تمسكها بالمقاومة المسلحة ضد اسرائيل.

وكان عباس اعرب الثلاثاء في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" التلفزيونية الاميركية عن ثقته بامكانية التوصل الى اتفاق مع حركتي حماس والجهاد الاسلامي الاصوليتين لوقف "العمليات العسكرية" في اسرائيل وقطاع غزة.

وبدوره تعهد شارون بـ "البدء فورا بازالة المستوطنات غير المرخص لها" التي اقامها مستوطنون في الضفة الغربية، مؤكدا ان اسرائيل "تدعم بحزم" وجود دولتين اسرائيلية وفلسطينية.

وانتقدت حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية بشدة خطاب ابو مازن. واعلنت حركتا حماس والجهاد الاسلامي تمسكهما بالكفاح المسلح. من جابنها، اكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "استمرار المقاومة والانتفاضة" مشددة على ان خطاب رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس في ختام قمة العقبة (الاردن) "يستجيب لأمن اسرائيل".

وفي خطاب القاه في افتتاح المؤتمر الصحافي الذي تلى انعقاد القمة الثلاثية، اكد الملك الاردني عبد الله الثاني ان التنازلات لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني "هبات للسلام" للمنطقة.

من جانبه، اكد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الفلسطينيين حصلوا خلال قمة العقبة على التزام اميركي بتنفيذ وعود الرئيس الاميركي جورج بوش سيما فيما يتعلق بقيام دولة فلسطينية وتنفيذ خارطة الطريق.


شارون: اسرائيل "تدعم بحزم" وجود دولتين اسرائيلية وفلسطينية

وفي كلمته في ختام القمة في العقبة اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون ان اسرائيل "تدعم بحزم" رؤية الرئيس الاميركي جورج بوش حول وجود دولتين اسرائيلية وفلسطينية تعيشان بأمن وسلام جنبا الى جنب.

وقال شارون ان "اسرائيل، كدول اخرى غيرها، اعلنت دعمها لرؤية الرئيس بوش التي عبر عنها في 24 حزيران/يونيو 2002، لجهة وجود دولتين، اسرائيل والدولة الفلسطينية، تعيشان جنبا الى جنب بأمن وسلام".

وقال في تصريح مقتضب "هناك الان امل بفرصة جديدة من اجل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين". واضاف شارون "ان حكومة وشعب اسرائيل يرحبان بالفرصة التي اتيحت لهما لبدء مفاوضات مباشرة وفقا لاجراءات 'خارطة الطريق' كما اعتمدتها الحكومة الاسرائيلية لتحقيق هذه الرؤية".

واكد المسؤولون الاسرائيليون، وشارون بالدرجة الاولى، ان "خارطة الطريق" كما صاغتها اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) تختلف عن خطاب بوش في 24 حزيران/يونيو 2002. واكدوا خصوصا ان هذا الخطاب كان كثير التطلب حيال الفلسطينيين في المجال الامني.

وجاءت تصريحات شارون في العقبة بعد ان تمت دراسة كل كلمة بعناية فائقة بحسب المصادر الاسرائيلية، لتؤكد هذه الريبة لدى الحكومة الاسرائيلية حيال خطة السلام هذه.

وقال شارون ان اسرائيل تعترف بـ "اهمية التلاصق الجغرافي في الضفة الغربية من اجل دولة فلسطينية قابلة للاستمرار". وتعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اليوم الاربعاء في العقبة "البدء فورا بازالة المستوطنات غير المرخص لها" التي اقامها مستوطنون في الضفة الغربية.

وبقبولها "خارطة الطريق" في 25 ايار/مايو، اعلنت الحكومة الاسرائيلية انها توافق "على الاجراءات المحددة في 'خارطة الطريق'" وليس على "خارطة الطريق" بالذات.

محمود عباس يدعو الى وقف الانتفاضة المسلحة

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الفلسطينيين الى وقف "الانتفاضة المسلحة" داعيا الى "استخدام الوسائل السلمية لانهاء الاحتلال". وقال في خطاب القاه في ختام القمة ان السلطة الفلسطينية تتعهد ببذل "كل الجهود لانهاء الانتفاضة المسلحة".

واضاف "لكي اكون صريحا وواضحا، لا يوجد حل عسكري لصراعنا ونكرر ادانتنا ورفضنا للارهاب والعنف ضد الاسرائيليين اينما كانوا". واضاف "ان هذه الوسائل لا تنسجم مع تقاليدنا الدينية والاخلاقية بل تشكل عقبة خطيرة امام دولتنا المستقلة ذات السيادة وتتعارض مع الدولة التي نريد بناءها". ودعا ابو مازن الفلسطينيين الى "استخدام الوسائل السلمية لانهاء الاحتلال والمعاناة".

وقال "هدفنا دولتان، فلسطين واسرائيل، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن وطريقنا التفاوض المباشر لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وحل كافة قضايا المرحلة النهائية وانهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 وعانى في ظله الفلسطينيون شديد المعاناة". واضاف: "لا نتجاهل عذابات اليهود على مر التاريخ وقد حان الوقت لانهاء كل هذه المعاناة".

وقال "نؤكد تصميمنا تنفيذ ما التزمنا به امام شعبنا والمجتمع الدولي: سيادة القانون وسلطة سياسية واحدة وسلاح شرعي واحد في يد الجهات المختصة للحفاظ على القانون والنظام العام وتعددية سياسية في اطار الديموقراطية". واكد "سنكون شركاء كاملين في الحرب الدولية ضد الاحتلال وندعو شركاءنا في هذه الحرب الى منع المساعدات المالية والعسكرية عمن يعارضون هذا الموقف". واضاف "سنعمل ضد التحريض على العنف والكراهية، مهما كان شكله وكانت وسائله، سنقوم باجراءات من جانبنا لضمان ان لا يصدر اي تحريض عن المؤسسات الفلسطينية".

وقد كرست قمة العقبة بين عباس وشارون والرئيس الاميركي انطلاق الية تطبيق خارطة الطريق التي تنص على قيام دولة فلسطينية بحلول 2005.


كلمة محمود عباس في قمة العقبة

فيما يلى نص الكلمة التي القاها رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس عقب قمة العقبة الثلاثية مع الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون:

لا شك اننا ندرك جميعا ان هذه اللحظة في غاية الاهمية. نحن امام فرصة جديدة للسلام مبنية على اساس رؤية الرئيس بوش وخارطة الطريق التي قبلناها دون تحفظات.

هدفنا دولتان، فلسطين واسرائيل، تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن، وطريقنا هو طريق التفاوض المباشر لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وحل كافة قضايا المرحلة النهائية وانهاء الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 وعانى في ظله الفلسطينيون شديد المعاناة.
وفي ذات الوقت، لا نتجاهل عذابات اليهود على مر التاريخ وقد حان الوقت لانهاء كل هذه المعاناة.

على اسرائيل الوفاء التام بمسؤولياتها وسنقوم بما يتوجب علينا لانجاح المسعى. ولكي اكون صريحا وواضحا، لا يوجد حل عسكري لصراعنا ونكرر ادانتنا ورفضنا للارهاب والعنف ضد الاسرائيليين اينما كانوا.

ان هذه الوسائل لا تنسجم مع تقاليدنا الدينية والاخلاقية بل تشكل عقبة خطيرة امام دولتنا المستقلة ذات السيادة وتتعارض مع الدولة التي نريد بناءها.

سنبذل كافة الجهود وسنستخدم كل امكاناتنا لتنتهي الانتفاضة المسلحة وعلينا ان نستخدم الوسائل السلمية في سعينا لانهاء الاحتلال ومعاناة الفلسطينيين والاسرائيليين وبناء الدولة الفلطسينية.

نؤكد تصميمنا على تنفيذ ما التزمنا به امام شعبنا والمجتمع الدولي: سيادة القانون وسلطة سياسية واحدة وسلاح شرعي واحد في يد الجهات المختصة للحفاظ على القانون والنظام العام وتعددية سياسية في اطار الديموقراطية.

هدفنا واضح وسنطبقه بحزم وبلا هوادة، نهاية كاملة للعنف والارهاب. وسنكون شركاء كاملين في الحرب الدولية ضد الاحتلال وندعو شركاءنا في هذه الحرب الى منع المساعدات المالية والعسكرية عمن يعارضون هذا الموقف في سياق التزامنا مصلحة الشعب الفلسطيني وبصفتنا اعضاء في الاسرة الدولية.

كما وسنعمل ضد التحريض على العنف والكراهية مهما كان شكله وايا كانت وسائله وسنقوم باجراءات من جانبنا لضمان ان لا يصدر اي تحريض عن المؤسسات الفلسطينية كما يجب ان نعيد تفعيل وتنشيط اللجنة الاميركية الاسرائيلية الفلسطينية لمكافحة التحريض.

اننا سنستمر في سعينا لبسط سيادة القانون وتاكيد سلطة الحكومة ضمن مؤسسات فلسطينية تتصف بالمساءلة ونسعى الى بناء دولة ديموقراطية تشكل اضافة نوعية الى المجتمع الدولي وستكون كافة اجهزة الامن الفلسطينية جزءا من هذه الجهود وستعمل معا لتحقيق هذه الاهداف.

ان مستقبلنا الوطني على المحك ولن نسمح لاحد بتهديده. نحن ملتزمون بهذه الخطوات لانها اساسا في مصلحتنا الوطنية.

يجب ان لا يخشى الفلسطينيون على حياتهم وممتلكاتهم وارزاقهم كما نؤكد ونرحب بالحاجة الى دعم المجتمع الدولي وخاصة الدول العربية، كما نرحب ونؤكد على الحاجة الى آلية رقابة دولية بقيادة الولايات المتحدة لتمكننا من تحقيق هدفنا في دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة قادرة على الحياة في اطار حسن جوار مع كافة الدول في المنطقة بما فيها اسرائيل.

الملك عبد الله: التنازلات لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني "هبات للسلام"

واكد الملك الاردني عبد الله الثاني ان التنازلات التي سيضطر الى تقديمها الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي لانهاء النزاع بينهما "هبات سلام" للمنطقة.

وقال في خطاب القاه في افتتاح المؤتمر الصحافي الذي تلى انعقاد القمة الثلاثية: "ينظر الكثيرون الى التنازلات التي ستقدم خلال مفاوضاتكم بانها تنازلات مؤلمة ولكن لماذا لا يتم اعتبارها هبات سلام" للمنطقة.

كذلك، اكد الملك الاردني الذي استضافت بلاده القمة الثلاثية "موقفنا القوي ضد العنف بكافة اشكاله ومهما كان مصدره".

واضاف "تفجير الحافلات لن يقنع الاسرائيليين بالمضي قدما ولا قتل الفلسطينيين او هدم بيوتهم ومستقبلهم. يجب ان يتوقف كل هذا". وتابع العاهل الاردني "اليوم لدينا الفرصة والالتزام باحياء الثقة بالعملية السلمية وتنشيط الامال في مستقبل افضل، فنحن ببساطة لا نستطيع احتمال البديل فخلال السنوات القليلة الماضية، اظهرت طريق المواجهة عواقبها : فقدان الارواح البريئة والدمار والخوف لكن الاكثر كلفة كان فقدان الامل".

واكد الملك الاردني ان خارطة الطريق "تخاطب احتياجات الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء". وقال ان الخطة "توفر للاسرائيليين ضمانات امنية من جميع العرب ومعاهدة سلام وعلاقات طبيعية مع الدول العربية ونهاية للصراع".

اما بالنسبة للفلسطينيين فالخطة "تحقق نهاية الاحتلال ودولة قابلة للحياة والوعد بالعيش كشعب حر ومزدهر". وقد كرست قمة العقبة بين عباس وشارون والرئيس الاميركي انطلاق الية تطبيق خارطة الطريق التي تنص على قيام دولة فلسطينية بحلول 2005.

ابو ردينة: حصلنا على التزام اميركي بتنفيذ "خارطة الطريق"

وفي غزة اكد نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الفلسطينيين حصلوا خلال قمة العقبة على التزام اميركي بتنفيذ وعود الرئيس الاميركي جورج بوش سيما فيما يتعلق بقيام دولة فلسطينية وتنفيذ خارطة الطريق . وقال ابو ردينة "حصلنا على التزام اميركي بتنفيذ ما تحدث عنه الرئيس جورج بوش" في اشارة الى تنفيذ خارطة الطريق وقيام دولة فلسطينية وفقا لرؤيته التي اعلن عنها في السابق .

واضاف ابو ردينة ان الرئيس "بوش وعد باستمرار التدخل الشخصي والمتابعة والمراقبة الدائمة ايضا" موضحا انه "سيتواجد ممثل دائم للرئيس بوش في المنطقة، وهذا مهم جدا من اجل الاشراف ومتابعة تنفيذ بنود خارطة الطريق". وشدد مستشار الرئيس عرفات على ان "المهم ان نرى التنفيذ الاسرائيلي لخطة خارطة الطريق على الارض ".

وكان الرئيس الاميركي اعلن في العقبة ان الولايات المتحدة سترسل فريق مراقبين الى الشرق الاوسط لمساعدة الاسرائيليين والفلسطينيين على تطبيق "خارطة الطريق" (بوش).

من جهة ثانية قال مسؤول فلسطيني فضل عدم ذكر اسمه ان خطاب ابو مازن في قمة العقبة "تم بالتنسيق وبموافقة الرئيس عرفات ".

المصطلحات المستخدمة:

اريئيل, دولة اسرائيل

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات