<<منذ أن تسلم مهام منصبه رئيساً للحكومة الفلسطينية، أخذت اسرائيل تستشعر بدايات حرب فلسطينية على الارهاب>>. هذا ما صرح به مصدر امني اسرائيلي كبير لصحيفة "يديعوت احرونوت" (4/5)، منوها الى ان ذلك يتمثل اولا باعتقال ناشطين في تنظيمات مسلحة، تسميهم هي بـ <<الارهابيين>>.مع ذلك، ابلغت مصادر رفيعة في القدس الغربية انه <<لم يطرأ أي تغيير جدي في النشاط الفلسطيني ضد الارهاب>>، مشيرة في هذا السياق الى <<الارتفاع الكبير الذي طرأ في الاونة الاخيرة على الانذارات بالتخطيط لتنفيذ عمليات>>.
بالمقابل، ونقلا عن مصادر اوروبية، اشارت "يديعوت" الى ان اجهزة الامن الفلسطينية احبطت في الاسابيع الاخيرة عدداً من العمليات الكبيرة التي كان مخططًا لها ان تتم داخل اسرائيل. وبحسب الاوروبيين أيضاً، تأتي ادعاءات اسرائيل بوجود ارتفاع في الانذارات، لكي تبرر اعمالها الوحشية في قطاع غزة على وجه الخصوص.
وأكدت المصادر الاسرائيلية والفلسطينية، ان اتصالات بدأت اواخر الاسبوع بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لتنسيق لقاء اوّلي بين رئيسي الحكومتين الفلسطينية والاسرائيلية، ابو مازن وارئيل شارون. وأعربت مصادر سياسية في القدس الغربية عن اعتقادها بأن اللقاء سيتم في الأيام القريبة، ولكن ليس قبل وصول وزير الخارجية الامريكي الى اسرائيل وفلسطين خلال ايام، وكذلك ليس قبل يوم ذكرى اقامة اسرائيل (الاستقلال).
وقال مصدر فلسطيني ان وزير الدولة للشؤون الامنية في الحكومة الفلسطينية محمد دحلان يقوم بالتفاوض عن الجانب الفلسطيني، وذكر راديو اسرائيل ان الاجتماع قد يتم خلال الايام القليلة القادمة.
"سنة مفاوضات أمنية"
وتوصل الوسطان العسكري والسياسي في اسرائيل الى اتفاق على حصر الاتصالات الاسرائيلية – الفلسطينية في المجال الامني.
وبدأ مكتب شارون اتصالات فنية لتنسيق اللقاء ابو مازن – شارون. وقالت "هارتس" ان الجانبين لم يتفقا بشأن طابع اللقاء: هل يكون علنياً، ام يستمران في اطار اللقاءات السرية بين شارون وكبار القياديين الفلسطينيين.
وتستعد اسرائيل لزيارة وزير الخارجية الامريكي كولن باول، المنتظر وصوله السبت 10 ايار الى القدس الغربية ورام الله. وسيبحث باول مع شارون وابو مازن في سبل تطبيق خارطة الطريق.
وبدأ رئيس قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الامريكية وليام بيرنز مباحثاته في اسرائيل تمهيداً لزيارة كولن باول القريبة. وجاء بيرنز الى القدس الغربية مباشرة من دمشق، بعد ان شارك في مباحثات كولن باول مع المسؤولين السوريين.
وتتمحور مباحثات بيرنز في اسرائيل في اقامة جهاز الرقابة الدولي على تطبيق خارطة الطريق. وفي ذلك تتحرك الادارة الامريكية في عدة مسارات، لتسريع اقامة الجهاز الذي سيتولى تقديم التقارير حول اجراءات الطرفين وتقدمهما في تطبيق الخارطة. وذكرت "هارتس" ان ريتشارد اردمان من وزارة الخارجية والمرشح للوقوف برأس الجهاز سيصل في الايام القريبة الى القنصلية الامريكية في القدس الشرقية للاتفاق على طريقة عمل الجهاز. وبحسب الصحيفة، يجري في الاسابيع الاخيرة الملحق العسكري في سفارة امريكا في تل ابيب اتصالات مع قيادة الجيش الاسرائيلي، للتوصل الى تفاهم حول طريقة عمل المراقبين.
وترى اسرائيل ان على المراقبين ان يكونوا امريكيين فقط، وان الرقابة يجب ان تكون فعالة وان تقوم على اجراءات فورية في الميدان. وتدفع اسرائيل الى ان تتركز الرقابة في المرحلة الاولى بشكل خاص في الاجراءات التي سيقوم بها الفلسطينيون ضد <<الارهاب>>.
وشكل وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز طاقماً خاصًا برئاسته لادارة الاتصالات مع الفلسطينيين. وكلف شارون وزير دفاعه بتركيز الاتصالات الامنية مع الفلسطينيين بدافع من التقدير بأن الجانبين سيتركزان في المرحلة الاولى من تطبيق خارطة الطريق – التي ستستمر حوالي العام – في المجال الامني. ويتمسك شارون بموقفه الرافض اجراء مفاوضات سياسية قبل وقف <<الارهاب>>.
ويضم الطاقم الخاص الذي يرئسه الوزير موفاز كلا من قائد الاركان العسكرية ونائبه ورؤساء "شين بيت" و"الموساد" ومجلس الامن القومي، ورئيس المخابرات العسكرية ورئيس شعبة التخطيط العسكرية ورئيس الطاقم السياسي – الامني التابع لوزير الدفاع، البريغادير جنرال عاموس جلعاد، الذي سيتولى ايضًا تركيز الاتصالات مع الفلسطينيين. وسيستدعى قادة المناطق العسكرية الوسطى والجنوبية للمباحثات بحسب الحاجة، وسيتولون تشكيل طواقم عمل مشتركة مع "شين بيت"، لتنسيق الاتصالات الامنية مع نظرائهم في الجانب الفلسطيني.
وتقول الاوساط الامنية الاسرائيلية ان اقامة طواقم التخطيط تستهدف ضمان بقاء الاتصالات مع الفلسطينيين ضمن تنسيق وشفافية، وان توضع مختلف التقديرات والتوصيات الصادرة عن الهيئات المختلفة على نفس الطاولة للتشاور وتبادل الاراء. وسيتولى عاموس جلعاد العمل قبالة المسؤول الجديد عن الامن في السلطة الفلسطينية، الوزير محمد دحلان.
"خارطة طريق شاملة"
وتتحدث الادارة الامريكية عن "خارطة طريق" شاملة لحل الصراع العربي – الاسرائيلي، تشمل بالاضافة الى الفلسطينيين سورية ولبنان ايضاً.
وكانت الادارة الامريكية قدمت رسمياً الى الطرفين، الفلسطيني والاسرائيلي، النص النهائي للخارطة، التي تعرض خط تسوية من ثلاث مراحل تؤدي الى اتفاق دائم خلال ثلاث سنوات. في المرحلة الاولى يتم التوصل الى اتفاق لوقف النار، وانسحاب القوات الاسرائيلية من مناطق السيادة الوطنية الفلسطينية، وتقوم اسرائيل بتجميد اعمال البناء في المستوطنات، وفي المرحلة الثانية تقوم دولة فلسطينية داخل حدود مؤقتة. في المرحلة الثالثة تجري مفاوضات حول الحل الدائم.
وتحث الادارة الامريكية اسرائيل والسلطة الفلسطينية للتوصل الى تفاهمات بينهما حول تطبيق الخارطة. واوضحت الادارة ان بنود خارطة الطريق ليست فرضًا على احد وانه يمكن التقدم اسرع اذا رغب الطرفان بذلك.
ومن المقرر ان يجري قبل نهاية الشهر الجاري لقاء اضافي للطاقم السياسي الاسرائيلي برئاسة مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية دوف فايسغلاس ونظرائه الامريكيين للتباحث بشأن الملاحظات التي قدمتها اسرائيل على الخارطة. وتتعلق غالبية الملاحظات بتفسيرات وصياغات بنود الخارطة، والخطوات المخططة للمراحل التالية. وبحسب مصادر سياسية في القدس الغربية لا يوجد سبب لتأخير التطبيق الى ما بعد استكمال الانسحاب.