يشكك وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في ان تكون السياسة التي تتخذها السلطة الفلسطينية في <<الحرب على الارهاب>> ستتغير، على رغم تشكيل الحكومة الفلسطينية وتولي ابو مازن رئاستها، وبرأس اجندته وضع حد <<للفوضى الامنية وتعدد السلاح>>.<<عرفات يعتزم بذل قصارى جهده لإفشال ابو مازن>>، قال موفاز خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية (الاحد 4/5). <<قيادة مزدوجة لن تقود الى حرب على الارهاب>>، اضاف.
في الجلسة المذكورة اسهب موفاز في تفسير نظريته عن <<القيادة المزدوجة>>، قائلا ان هناك طرفين بامكانهما مضايقة ابو مازن في عمله: <<منظمات الارهاب الفلسطينية التي لا تلتزم بتعليمات السلطة ومجلس الامن القومي برئاسة هاني الحسن، الذي شكله (الرئيس ياسر) عرفات لكي يتجاوز صلاحيات محمد دحلان>>.
ويرى موفاز ايضاً ان <<الكرة موجودة الآن لدى ابو مازن>>، مشيراً الى ان <<امتحانه سيكون بالافعال لا بالاقوال>>.
ونفى موفاز ايضاً الانباء الاخيرة عن تحرك السلطة السورية ضد المنظمات الفلسطينية <<الراديكالية>> العاملة من اراضيها، وادعى ان الضغط الامريكي الذي مارسه كولن باول تركز في القضايا المتصلة بالعراق.
وخلال الجلسة المذكورة قال موفاز ايضاً ان المادة المتفجرة التي استخدمت في عملية تل ابيب الاخيرة <<اخفيت داخل القرآن>>، مضيفاً ان اسرائيل ستعزز الرقابة على دخول مواطنين اجانب الى اراضيها والى الاراضي الفلسطينية، بسبب العملية وكذلك نتيجة ارتفاع الاصابات في اوساط الناشطين الاجانب المتضامنين مع الشعب الفلسطيني.
"غزة اولا" – من جديد!
<<اسرائيل والفلسطينيون يبلورون خطة للخروج من الانتفاضة>>. وبحسب "معريف" (4/5) يبدو ان الخطة تتجه لأن تكون <<غزة اولاً>> ثانية، بعد ان <<خرجت اريحا، عملياً، من الانتفاضة>>. وتقول "معريف" ان خطة <<غزة اولا>> أخذت تتبلور في الايام الاخيرة في التخطيطات الداخلية لجهاز الامن في اسرائيل وكذلك في الاتصالات الامنية بين مسؤولين اسرائيليين كبار وقياديين فلسطينيين من الصف الاول، تم بعضها في الايام القليلة الماضية.
<<اسرائيل والفلسطينيون يبلورون خطة للخروج من الانتفاضة>>. وبحسب "معريف" (4/5) يبدو ان الخطة تتجه لأن تكون <<غزة اولاً>> ثانية، بعد ان <<خرجت اريحا، عملياً، من الانتفاضة>>.
في هذه الاثناء تتواصل الاتصالات الهادئة بين الجانبين تمهيداً للقاء محتمل بين ابو مازن وارئيل شارون.
وبموجب الخطة الآخذة بالتبلور، تعمل قوات الامن الفلسطينية، المتواجدة تحت مسؤولية محمد دحلان، بالتدريج، على وقف العمليات داخل قطاع غزة. بالمقابل، تنسحب قوات الجيش الاسرائيلي بالتدريج من عمق القطاع، وبخاصه شماله، لتسهيل حركة تنقل الفلسطينيين بين اطرافه.
وتقول "معريف" ان خطة <<غزة اولا>> أخذت تتبلور في الايام الاخيرة في التخطيطات الداخلية لجهاز الامن في اسرائيل وكذلك في الاتصالات الامنية بين مسؤولين اسرائيليين كبار وقياديين فلسطينيين من الصف الاول، تم بعضها في الايام القليلة الماضية.
ويتباحث مساعد وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز الذي يزور اسرائيل مع المسؤولين فيها وكذلك مع الجانب الفلسطيني بشأن اخراج الخطة الى حيز التنفيذ.
ونقلت الولايات المتحدة للفلسطينيين رسائل مفادها ان مفاوضات بين السلطة الفلسطينية و"حماس" والتنظيمات الفلسطينية الاخرى (حوارات القاهرة) لا يمكن ان تأتي بدل <<العمل الحازم والحقيقي ضد الارهاب، يشمل اعتقالات ميدانية وجمع السلاح والعمل ضد قواعد الارهاب>>. وتقول "معريف" ان الرسائل الامريكية جاءت بعد تردد انباء عن عدم اعتزام ابو مازن <<خوض مجابهة مع حماس>>، مفضلا اجراء مفاوضات معها والتوصل الى وقف متفق عليه لاطلاق النار.
وفي مباحثات جرت مؤخراً لدى وزير الدفاع الاسرائيلي موفاز وفي اماكن اخرى تقرر عدم قبول اتفاق كهذا لوقف النار وعدم الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين او التقدم في خارطة الطريق تحت وقف نار محدد زمنياً. <<يجب ان يدرك الفلسطينيون انه من دون حرب حقيقية ضد الارهاب لا يمكننا التقدم>>، قال مصدر امني اسرائيلي كبير لصحيفة "معريف". <<عليهم ان يقرروا وجهتهم، لا يمكن الامساك بالعصا من الطرفين>>.
وبعد تقديم "خارطة الطريق" الى الجانبين في الاسبوع الماضي، تقول التقديرات الاسرائيلية ان الادارة الامريكية جادة في التوصل الى وقف لاطلاق النار في المنطقة. وتقول هذه التقديرات ان رئيس الحكومة الفلسطينية ابو مازن والوزير الجديد محمد دحلان <<مصممان على التوصل الى وقف للعمليات، وهما سيكونان على ما يبدو مستعدين لهذه الغاية لخوض مجابهة مع حماس>>.
وبحسب المصادر الاسرائيلية، تنحصر اتصالاتهما الان مع التنظيمات المسلحة <<الراديكالية>> على محاولة التوصل لوقف لاطلاق النار يكون بمثابة <<هدنة>>. وتضغط اسرائيل والولايات المتحدة على الفلسطينيين لتجاوز <<الهدنة>> بين السلطة والتنظيمات، <<خشية ان تستغل هذه الوقت لترميم نفسها>>، والعمل ضدها بحزم.
وفي ضوء تطورات الايام الاخيرة بدأت اجهزة الامن الاسرائيلية ببلورة <<سلة تسهيلات>> بدافع من النية لإظهار <<النوايا الحسنة>>. وتقوم هذه الخطة على تسوية مشابهة تقول "معريف" انها <<ادت الى الهدوء في اريحا في الشهور الاخيرة، واشتملت على جمع السلاح من الفلسطينيين وتسليمه الى القوات الاسرائيلية>>، كما كشفت الصحيفة ذاتها في الشهر الماضي.
وتسود تقديرات امنية بأن <<خطة اعادة الاستقرار الى قطاع غزة ستأخذ عدة اسابيع لذلك لا يتوقع انسحاب عسكري في الايام القريبة>>. وترى المحافل الامنية الاسرائيلية ان التنظيمات المسلحة ستحاول تنفيذ عمليات <<لكي تثبت انها ليست مستعدة للخضوع لأملاءات ابو مازن>>. وتتوقع هذه المحافل ان تزداد محاولات التنظيمات الفلسطينية المسلحة تنفيذ عمليات داخل اسرائيل، لذلك تخطط اغلاقا كاملا ومشدداً على الاراضي الفلسطينية الى ما بعد الانتهاء من احتفالات اسرائيل بيوم اقامتها الـ 55.