المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • مقالات مترجمة
  • 1730

في عزّ الحرب الامريكية - البريطانية على العراق، عاد إلى الحياة فجأةً السعي الدبلوماسي على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني، أيضًا. وتقف "خارطة الطريق" لحل النزاع في مركز القمة التي ستجمع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، ورئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، في كامب ديفيد. وسيقدِم إلى واشنطن في نهاية الأسبوع، وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم، في زيارة أولى بعد توليه المنصب الجديد، حيث سيشارك في مؤتمر اللوبي من أجل إسرائيل ("أيباك") وسيلتقي مع المستوى الرفيع في النظام الأمريكي.


ويضغط البريطانيون على بوش من أجل تسريع نشر "خارطة الطريق"، كأساس لحل دولي مفروض، وعدم قبول أية تعديلات وملاحظات أخرى على الوثيقة. وقد أثار النشر (في "هآرتس") عن التعديلات المئة التي تقترحها إسرائيل على "خارطة الطريق"، قلقًا كبيرًا في واشنطن ولندن، ونُظر إلى هذه التعديلات على أنها محاولة إسرائيلية لعرقلة الخطة وكسب الوقت في مداولات عقيمة حول الصياغات والبنود.

وتدعو "خارطة الطريق" إلى تطبيق حل على مراحل، تقوم من خلاله دولة فلسطينية في حدود موقتة حتى نهاية هذه السنة، ويتحقق الحل النهائي حتى سنة 2005. وأوضحت الولايات المتحدة أن الخطة ستُقدم رسميًا إلى الأطراف بعد التعيين الرسمي للحكومة الفلسطينية، برئاسة "أبو مازن". وتقول مصادر سياسية اسرائيلية في القدس الغربية إنه وبحسب التفاهمات مع البيت الأبيض، فسيكون بإمكان إسرائيل عرض ملاحظات "جوهرية" على "خارطة الطريق"، في حالة كانت قليلةً، وفي حالة عدم الإطالة في المداولات على الصياغة.

وقد توصل الطاقم الذي عمل على صياغة الرد الاسرائيلي على "خارطة الطريق"، برئاسة مدير مكتب رئيس الحكومة، دوف فايسغلاس، إلى تفاهم حول تدريج الملاحظات والتعديلات بحسب أهميتها. وبحسب المصادر السياسية، هناك حوالي 20 تعديلاً جوهريًا "مهمًا" في الصيغة المعدلة لوثيقة الرد الاسرائيلي، ستُصرّ إسرائيل عليها "حتى الرمق الأخير".

ما الذي ستصرّ عليه إسرائيل؟

• تغيير القيادة الفلسطينية.

• يمكن أن تقوم دولة فلسطينية، في حدود موقتة وفي حل نهائي لاحقًا، وذلك بعد مفاوضات متبادلة مع إسرائيل فقط.

• رفض المبادرة السعودية الداعية إلى إنسحاب إسرائيل إلى حدود 67، كواحدة من ثوابت الخطة.

• تفصيل المطالب الأمنية من الجانب الفلسطيني، بطلبات لتنفيذ إعتقالات، تحقيق ومحاكمة مشتبه بهم بـ "الارهاب"؛ والتوضيح أن قيام الدولة الفلسطينية سيتم بعد القضاء نهائيًا على البنى التحتية لـ "الارهاب" فقط.

• الحفاظ على حرية عمل الجيش الاسرائيلي في مناطق السلطة الفلسطينية.

• ستوافق إسرائيل على تجميد البناء في المستوطنات، بعد أن يحل الهدوء الأمني الشامل والمستمر فقط، ولن توافق على إخلاء مستوطنات في الفترات المرحلية، من أجل توسيع مساحة الدولة الفلسطينية في الحدود الموقتة.

• الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كـ "دولة يهودية".

ووافق رئيس الحكومة الاسرائيلية، أريئيل شارون، على إعتبار "خارطة الطريق" أساسًا للتقدم، شريطة أن تكون مطابقة لخطاب الرئيس بوش الذي ألقاه في الرابع والعشرين من حزيران 2002.

ويقولون في مكتب رئيس الحكومة إن إسرائيل ترغب في التقدم السياسي، لكنها تتوقع رؤية كيفية عمل "أبو مازن": هل سينجح في نقل صلاحيات فعليه إليه، وهل سيعمل ضد "الارهاب"؟ "إذا كان ‘أبو مازن‘ شريكًا جديًا، فإن التقدم سيكون أسرعَ بكثير مما يُعتقد"، يقول مصدر سياسي اسرائيلي في القدس الغربية، "وإذا لم يفعل شيئًا، فإن 60 ‘خارطة طريق‘ لن تجدي نفعًا".

4 عوامل في السياسة البريطانية

تبنى طوني بلير وحكومته، في الأشهر الأخيرة، المسألة الفلسطينية كموضوعٍ أساس في سياساتهم الخارجية، وحاولوا إستغلال علاقاتهم المقربة مع واشنطن من أجل دفع الولايات المتحدة إلى ضلوع أكبر.

ودلّ تحليل أجرته جهات مهنية إسرائيلية، على أربعة عوامل في السياسة البريطانية: محاولة "الموازنة" بين دعم بلير للحرب على العراق، وبين العناية بالقضية الفلسطينية؛ مواجهة الانتقادات الشديدة في الجمهور البريطاني وفي حزب "العمل" على الحرب المختلف عليها على العراق؛ الأيمان بأن الضغط الدولي وحده الكفيل بإخراج العملية السياسية من جمودها؛ والتقدير أن شارون ليس معنيًا بالتقدم فعلاً، وأن على بريطانيا أن تدفع الولايات المتحدة لكي تضغط عليه، عن طريق "خارطة الطرق".

وبإمكان بلير أن يقطف النتائج. فقد منحته إستطلاعات الرأي العام في بريطانيا ثقة كبيرة في علاجه لموضوع دفع العملية السلمية. وقد تجاوز وزير خارجيته، جاك سترو، الأمر بخطوة إلى الأمام، وتحدث عن "المعايير المزدوجة" عند المجتمع الدولي في تعامله مع تطبيق قرارات الأمم المتحدة على العراق وعلى إسرائيل.

محادثات سلفان شالوم في واشنطن وسيحظى وزير الخارجية الاسرائيلي، شالوم، باهتمام خاص في واشنطن: غداء مع نظيره الأمريكي كولين باول، لقاء نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الأمن القومي كوندوليسا رايس، وربما أيضًا "قفزة صغيرة" من بوش في واحد من اللقاءات. ويدل هذا الاستقبال على أن النظام الأمريكي يرى في شالوم قابلا للحوار، وهم معنيون في خلق حوار معه.

وستقف في مركز المحادثات "خارطة الطريق" والخطوات التي ستتبعها إٍسرائيل مقابل تعيين "أبو مازن". كما التقى شالوم، مع شارون تحضيرًا لسفره. وبعد اللقاء قالت مصادر سياسية في القدس الغربية، إن لا تغيير في مواقف إٍسرائيل، وهي تصرّ على إدخال التعديلات "الجوهرية" على "خارطة الطريق".

 

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات