العنوان مكتوب على الحائط، والحروف آخذة في التشكل: أريئيل شارون يطبخ حكومة وحدة، خطوةً فخطوةً. حاليًا، كل التطورات تسير بحسب الخطة الأصلية، وربما أسرع منها بقليل. هكذا ستبدو الحكومة الجديدة: "الليكود"، "شينوي"، "العمل" و"المفدال". وكلما تقدمت المحادثات بين طومي لبيد زعيم "شينوي" وبين أيفي أيتام زعيم "المفدال"، كلما اتضح أن شارون سيعرض أمام عمرام متسناع ورفاقه حكومة من دون "حريديم"، لا يمكن أن يرفض "العمل" الانضمام إليها.
ويتضح من خلال المحادثات والاتصالات الداخلية التي تجري في الأيام الأخيرة، أن غالبية كبار حزب "العمل" سيلاقون في مثل هذه الوضعية، جهودَ شارون بالأيجاب، وبعدة شروط. وسيضطر رئيس الحكومة لتنفيذ خطوات دراماتيكية وتظاهرية ودفعهم الدفعة الأخيرة إلى الداخل، مثل إخلاء كل المستمسكات غير القانونية في ليلة واحدة.
عند شارون خريطة أعدها الأمريكيون، وفيها رسم دقيق لكل هذه المستمسكات. وهو سيتعهد بالدخول في مفاوضات على "الحل الدائم"، وبمنح "العمل" مكانة متساوية في هذه المفاوضات. وهو مستعد لمنح "العمل" أية وزارة كبيرة يرغبون بها. وهو يتحدث مع عدد غير قليل من كبار "العمل"، وهم يعرفون: سيكون من الصعب، وربما من الصعب جدًا، أن يرفضوا.
ومن المتوقع أن تجهز هذه الخطة قريبًا جدًا، مع بداية الهجوم الأمريكي على العراق. في مثل هذا الوضع، ومع إقتصاد منهار، وحرب وشيكة، وخطة سياسية والكثير من الحقائب الوزارية، بامكان شارون أن يكمل خطته.
في قيادة "العمل" واعون أيضًا لما يحدث. من الممكن سماع الأصوات ورؤية المناظر- في حفلة عيد ميلاد بن إليعيزر، مثلا، التي أجريت يوم الخميس 13 شباط. بن اليعيزر يتحدث مع شارون أيضًا، وليس شمعون بيرس فقط، وربما بعد قليل، سيكون بالامكان البدء بخياطة البدلات.
* يوم لبيد
دخلت المفاوضات الائتلافية نهاية الاسبوع إلى وتيرة عالية، من خلال سلسلة لقاءات سرية تدور كلها حول رئيس "شينوي"، طومي لبيد.
في البداية التقى لبيد مع رئيس "المفدال"، أيفي أيتام، في بيت رئيس بلدية القدس الغربية، إيهود أولمرت. وقالت مصادر في "شينوي" و"المفدال" إن تقدمًا حصل في اللقاء، في موضوع الدين والدولة. وبعد ذلك اجتمع لبيد في بيته مع أوري شاني، رئيس طاقم المفاوضات عن "الليكود". وحاول شاني ونجح في إقناع لبيد بعدم الاستمرار في إلغاء الجلوس في حكومة واحدة مع أفيغدور ليبرمان، رئيس "الاتحاد القومي".
وفي ساعة متأخرة من نفس الليلة التقى لبيد مع رئيس "العمل"، عمرام متسناع، في لقاء بادر إليه متسناع. وحاول لبيد في اللقاء أن يقنع متسناع بانضمام "العمل" إلى حكومة علمانية تعتمد على "الليكود"، "العمل" و"شينوي" فقط. وقال لمتسناع إن الخط السياسي لمثل هذه الحكومة هو "خارطة الطرق" التي اقترحها بوش، لكن متسناع قال له إنه لا يؤمن بأن شارون سيتبنى "خارطة الطرق" هذه. ومن المفترض أن يتلقيا ثانيةً في الأيام القريبة. وقال متسناع للبيد أيضًا إنه ليست هناك أية طريقة لترميم الوضع الاجتماعي- الاقتصادي في موقف يسود فيه وضع سياسي سيء إلى هذه الدرجة.
* ضغط في "العمل"
في حزب "العمل" يزداد الضغط بالدخول إلى مفاوضات مع "الليكود"، لاقامة حكومة وحدة قومية.
واذاعت القناة 10 (الخميس 13 شباط) أن رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون تحدث، قبل عدة أيام، مع عضو الكنيست بنيامين بن إليعيزر، وذلك على الرغم من أن مكتب بن إليعيزر يدعي أن الاثنين لم يتطرقا لحكومة الوحدة، بينما تدعي عناصر في "العمل" أن الاثنين تحدثا حول الموضوع.
وقال بن إليعيزر (الخميس 13 شباط)، ولأول مرة، إنه يجب عقد مركز حزب "العمل" فورًا، بما يخالف موقف رئيس "العمل"، وتقرير سلسلة من الشروط للدخول إلى حكومة وحدة. "على كل هذه المواقف أن تُقال علانية، وفي حالة موافقة شارون عليها، يجب الجلوس مقابله والتحدث"، قال بن إليعيزر.
وهو ينضم بذلك إلى موقف شمعون بيرس ومتان فلنائي، الذي صرح لـ "معريف" (13 شباط)، للمرة الأولى، بتصريحات تدل على دعمه للدخول في مفاوضات حول حكومة وحدة قومية.