المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

يبدو أن محاولات المسؤولين الاسرائيليين، الحكوميين والعسكريين، زرع الرعب بين أوساط الاسرائيليين ونشر "أجواء الطوارىء" في اسرائيل في ما يتعلق بالأستعدادات الأمريكية لشن الحرب على العراق، وما سيتخللها من ضربات عراقية محتملة ضد أهداف اسرائيلية، قد فشلت، وذلك في حين يتعمد المسؤولون الاسرائيليون في الأسابيع الأخيرة رفع حدة ووتيرة التحذير من أخطارها واحتمالات وقوعها "الأكيدة".


هذا الفشل تؤكده، على الأقل، نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته شركة "ديالوغ" (حوار) لصالح صحيفة "هآرتس" التي نشرت تفاصيله الكاملة يوم (13/2).

وتحمل نتائج هذا الاستطلاع، من هذه الزاوية، مفاجأة غير متوقعة. فقد كان من الطبيعي التوقع بأن الأسرائيليين، في غالبيتهم الساحقة، سوف يرددون موقف زعمائهم السياسيين والعسكريين في الحماس والتلهف الشديدين لشن الحرب الأمريكية على العراق. لكن النتائج دلت على فشل المحاولات المتنوعة والمستمرة التي بذلها القادة السياسيون والعسكريون (ولا يزالون) بمساعدة العديد من وسائل الاعلام، لخلق وتجنيد رأي عام اسرائيلي حاسم ومتماسك في تأييد الحرب وتأكيد "ضرورتها".

هذه المحاولات فشلت في تحقيق غايتها، كما يتضح من نتائج هذا الاستطلاع، على الأقل: 20% من الاسرائيليين يعارضون، في كل الأحوال، شن الحرب على العراق ، بينما يرى 23% انه ينبغي، بدايةً، استنفاد جميع الوسائل والسبل السياسية والدبلوماسية، وفقط في حال فشلها كلها يمكن مهاجمة العراق. وقال 46% من الذين شملهم الاستطلاع انهم يؤيدون شن الحرب على العراق في أقرب وقت ممكن.

وبهذه النتائج يكون الرأي العام الاسرائيلي قد وضع نفسه في منطقة وسطية بين الرأي العام الأمريكي المؤيد، بغالبيته الساحقة، لشن حرب جديدة على العراق، من جهة، وبين الرأي العام الأوروبي، المعارض لهذه الحرب، من الجهة الأخرى.

أما النتائج الأبرز لهذا الأستطلاع فهي تلك التي وردت في اجابات المستطلعين على الأسئلة المتعلقة بـ "الجانب الاسرائيلي" لهذه الحرب. وفي مقدمة هذه النتائج ان الصواريخ العراقية تشكل مصدر الخوف والقلق الأول لـ 12،4% فقط من الاسرائيليين، ومثلهم تقريبا (11،1%) يعتبرون خطر هجوم بالصواريخ من جنوب لبنان (حزب الله) مصدر القلق الأول، بينما لا تزال العمليات الفلسطينية المسلحة هي أكثر ما يثير القلق والخوف لدى الاسرائيليين (43،4% أكدوا ذلك).

ويعتقد 37% من المستطلعة آراؤهم ان اسرائيل لن تتعرض لضربات صاروخية عراقية خلال الحرب الوشيكة، بينما يرى 43% عكس ذلك، بل ويرجح الجزء الأكبر منهم (24%) أن تكون الصواريخ حاملةً رؤوساً بيولوجية أو كيماوية.

ورغم ذلك، فان أكثر من 67% من الذين شملهم الأستطلاع يعلنون انهم لن يلجأوا الى أية وسائل وقائية - دفاعية في حال تعرض اسرائيل لهجمات صاروخية عراقية، علمًا بأن الجهات الحكومية والعسكرية المسؤولة تنظم، منذ أشهر عديدة، حملات اعلامية ـ ارشادية (تخويفية، في بعض جوانبها) حول الوسائل الوقائية المختلفة: الأقنعة ( الكمامات) الواقية، والحقن، والغرف المحكمة الأغلاق والملاجىء. ويعزو جزء غير قليل من هؤلاء موقفهم هذا الى عدم الأقتناع وعدم الأيمان بنجاعة هذه الوسائل وجدواها في الوقاية، على خلفية تجربة الاسرائيليين خلال الحرب الأمريكية الأولى على العراق (1991) حين تبين، لاحقا، ان الكمامات التي كانت بحوزتهم آنذاك كانت غير صالحة ولم يكن بمقدورها ضمان الحماية والوقاية اللازمتين لو أن اسرائيل تعرضت لصواريخ بيولوجية أو كيماوية.

وقال 6% من الذين شملهم الاستطلاع انه اذا ما هوجمت اسرائيل بصواريخ عراقية، فانهم سيغادرون منازلهم وينتقلون الى مناطق أخرى في داخل البلاد، بينما قال 0،5% منهم انهم سيغادرون البلاد كلياً.

أما في ما يتعلق بكيفية الرد الاسرائيلي المطلوب في حال تعرض اسرائيل لهجوم صاروخي عراقي، فقد قال 55% من المشاركين في الاستطلاع ان اسرائيل ملزمة بالرد عسكريًا على أي هجوم، فيما رأى 23% آخرون أن القرار بشأن الرد أو عدمه ينبغي اتخاذه حسب نوعية الهجوم ونتائجه: 12،3% قالوا بوجوب الرد فقط اذا أوقعت الصواريخ العراقية اصابات بين الأسرائيليين. وقال 11% بوجوبه فقط اذا كانت الصواريخ العراقية حاملةً رؤوساً بيولوجية أو كيماوية. بينما قال 13% أن على اسرائيل أن تمتنع، في كل الأحوال، عن أي رد عسكري.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات