تعالج هذه الورقة التحركات والديناميكيات التي تشهدها الحلبة السياسية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، والتي تحدث في ظل الغموض الذي يكتنف مصير الكنيست الحالي ما بين فرص بقائه واحتمالات حله. ويترك هذا الغموض اللاعبين السياسيين في حالة ترقب وتردد في نفس الوقت، غير أن المشهد السياسي الإسرائيلي يشهد ديناميكيات سياسية تدل على أن هناك انتخابات في الأفق، أو على الأقل تؤكد أن الانتخابات المقبلة لن تجري في موعدها.
تعالج هذه الورقة الوضع الراهن في المشهد الإسرائيلي- السوري، وما قد ينبثق عنه من علاقات مركبة مع أطراف أخرى، وأساساً إيران، حزب الله وروسيا.
وتنطلق الورقة من مقولة أن الوضع الراهن في المشهد السوري سوف يتطلب من إسرائيل اتخاذ إجراءات من شأنها أن تحسم موقفها السياسي والميداني إزاء الأزمة السورية. وقد لا يكون هذا الحسم بضربة واحدة، سياسية أو عسكرية، وإنما قد تكون التطورات الراهنة في سورية تعني انتقال مرحلة الضغط والتدخلالمتواصل إلى مرحلة الحسم. وقد يكون شكل الحسم من خلال تفاهمات سياسية دولية وإقليمية تضطر إسرائيل إلى القبول بها أو التأثير عليها لضمان مصالحها، أو من خلال سلسلة ضربات عسكرية حاسمة أخيرة، تكون فيها إسرائيل قد أنهت مرحلة الحل العسكري المؤقت والمتراكم، وبدأت التوجه نحو مرحلة الاستعداد لمواجهة شاملة في المستقبل البعيد.
تهدف هذه الورقة إلى تحليل الموقف الإسرائيلي من الأحداث الأخيرة المتعلقة بقطاع غزة، ولا سيما تواتر الحديث عن توقيع تسوية مع حركة حماس حول مستقبل القطاع المنظور.
وتنطلق الورقة من مقولة أن الموقف الإسرائيلي الحالي من الأحداث الأخيرة، سواء على مستوى الخطاب أو على مستوى السلوك (السياسي والعسكري والدبلوماسي)، ظل مرتبطا مع التوجه الإسرائيلي الإستراتيجي المتمثل في فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، بحيث تحول هذا الهدف إلى المحور المركزي في الإستراتيجية الإسرائيلية، بينما تراجعت هوية من يحكم غزة إلى محور هامشي، ما دامت إسرائيل قادرة على ضمان وتحقيق الهدف المركزي لها بالنسبة إلى قطاع غزة.
تهدف هذه الورقة الى تحليل الوضع الراهن لحزب "يش عتيد" ("يوجد مستقبل") برئاسة عضو الكنيست يائير لبيد (لاحقا: حزب لبيد)، لم يتم اختيار هذا الاسم للاختصار فحسب، بل أيضاً كونه يعبر عنه، فـ"يش عتيد" هو حزب الشخص الواحد الذي يقرر فيه كل شيء من تركيبة القائمة بشكل منفرد وحتى التوجهات السياسية العامة والعينية. لا سيما بعد تراجع التوقعات التي كانت تعطيه فرصة ليكون بديلاً عن حكم الليكود، عقب توقعات الاستطلاعات في بداية السنة الحالية بأن يحصل الحزب على عدد مقاعد أكثر من الليكود، لكن حدث هناك تغيير كبير في الاستطلاعات التي بدأت تُظهر تراجع عدد مقاعد الحزب وصعود الليكود بحصوله على أكبر عدد من المقاعد بفارق كبير جدا عن حزب لبيد.
الصفحة 13 من 19