بقلم: بروفيسور دان شيفطانيشهد العالم العربي في السنوات الاخيرة تحولات عميقة تغيّر من الأساس وضع اسرائيل في المنطقة ومن شأنها أن تُملي مستقبلا تقليصا دراماتيكيا في الخيارات المفتوحة امامها جيلا كاملا على الأقل. ولا يصل الى وعي الجمهور الاسرائيلي سوى طرف الجليد العائم للظاهرة، التي تشمل تشمل النظرة الى الغرب والعالم الحديث بشكل عام. لذلك يجب التأكيد على انها تنسخ مركز الثقل في الصراع الاسرائيلي – العربي من المستوى السياسي والاقليمي الى البعد الثقافي، في شروط اصعب من هذه التي ميزت الحلبة قبل مجيء السادات.
بقلم د. داني رابينوفتشإبعاد النائبة تمار غوغانسكي من قائمة "الجبهة- حداش" للكنيست، وضم النائب أحمد الطيبي ليحتل المكان الثالث لفعّال في القائمة، إضافة إلى دحر المرشح اليهودي البارز، المحامي دوف حنين، إلى المكان الرابع، على الحافة، كلها تنتظم في تحرك يعكس منطقا حسابيا يبدو أنه منطق معقول. ففي انتخابات العام 1999 حصلت الجبهة (حداش) على حوالي 15 ألف صوتا من الناخبين اليهود.
في الثّامن عشر من نيسان عام 1948، وقبل أن تمّ إعلان استقلال اسرائيل، أقيم "مجلس الشّعب"، وفي الرّابع عشر من أيّار سُمّّي بـ "مجلس الدّولة الموقّت"، والّذي كان بمثابة المجلس التّشريعيّ للدّولة العبرية الجديدة الى حين إجراء الانتخابات للمجلس التأسيسي.
حتّى أواخر عام 1949 عقد كل من مجلس الدّولة الموقّت والكنيست الأولى جلساتهما في متحف تل أبيب وفي مبنى سينما "كيسم" وفي فندق "سان - ريمو". في السّادس والعشرين من كانون الأوّل عام 1949نقلت الكنيست مقرّها إلى بيت فرومين الواقع في شارع الملك جورج في القدس. وفي الحادي والثّلاثين من آب / أغسطس عام 1966 إنتقلت الكنيست إلى مقرّها الدّائم في غفعات رام.
يثار أحيانا الانطباع ان معظم الجمهور يرى في الانتخابات القريبة نوعا من الاستعراض، والترفيه التلفزيوني. وفي المعركة الانتخابية هناك متنافسون، وثمة توتر، وهذا الاسبوع علمنا بوجود مافيات، كما ان الجثث السياسية تتطاير في كل الاتجاهات. وفي أيام فظيعة كهذه ينبغي قول "شكرا" لكل عمليات صرف الانظار. لأن أغلبية الجمهور مقتنعة بأن الامر لا يتعلق بحدث سيغير من الواقع في شيء في نهاية المطاف. فأولا، لان الفائز، وبحكمة تقليدية وإجماعية، معروف سلفا. وثانيا، لان ما كان هو في الأصل ما سوف يكون، بما في ذلك على الصعيد الاقتصادي والأمني. وفي الاساس، خسارة على الوقت، ولكن للأسف، القانون يفرض الانتخابات، إذن على الأقل لنرى في ذلك بعض التسلية.وعلى خط انطلاق "الحملة" يقف جمهور ناخبين منهك، لا مبالي، وربما انه مريض جزئيا. فهو لا يؤمن بساسته، وان كان لديه إيمان، فانه لا ينتظر منهم شيئا. وقد نصح ذات مرة رجل المال اليهودي الاميركي، برنارد بروخ: <<صوّت للمرشح الذي يقلل من إطلاق الوعود، لأنه سوف يكون الأقل مدعاة للخيبة>> والجمهور الذي شبع خيبات وغرق فيها حتى العنق، وقع في فخ ظروف لا سيطرة له عليها من الناحية الظاهرية، ولذلك فانه يفضل أرييل شارون، الذي عنده بات الوضع القائم تقريبا قضية أيديولوجيا. وبعد هذا الاسبوع، فان الحلفاء الطبيعيين لشارون في معركة المحافظة على الوضع القائم هم في الأساس مرشحي حزب العمل للكنيست. وفي نظر هؤلاء، تعتبر الوحدة الوطنية مطمح نفوسهم والكراسي الى جانبها، ومعظمهم على استعداد للتوقيع على بياض منذ الآن على ورقة انضمامه لحكومة تتبنى الخطة السياسية للرئيس بوش، كما وعد شارون. وحكومة كهذه ستحظى بأغلبية ساحقة في مركز حزب العمل، تفوق الدعم الذي سوف تناله في مركز الليكود. لأنه من جهة ثانية، ستكون لكتلة الليكود التي انتخبت هذا الاسبوع مصالح مشتركة غير قليلة تحديدا مع عميرام متسناع، رغم انهم من الناحية السياسية يقفون على طرفي نقيض. ومثله، فان قسما كبيرا من زعماء الليكود الجدد يشمئزون من حكومة الوحدة ومن الوضع القائم ويفضلون الحسم، واذا كان ممكنا، الآن.
الصفحة 853 من 860