قال تقرير جديد لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إن عدد الطلاب في المعاهد العليا الإسرائيلية انخفض ما بين العامين 2013 وحتى 2017 بنسبة 1%، في الوقت الذي سجل فيه عدد الطلاب في دول منظمة التعاون والتنمية للدول المتطورة OECD، ارتفاعا بنسبة 5ر3%. وفي تقرير آخر، لمجلس التعليم العالي الإسرائيلي، يتبين أن نسبة الطلاب العرب من إجمالي الطلاب في المعاهد الإسرائيلية ارتفعت خلال عشر سنوات بـ 80% من حيث النسبة المئوية، وأكثر من 100% من ناحية عددية.
منذ صدور النتائج النهائية لانتخابات أيلول الماضي، لم يصدر صوت في حزب العمل، فيما غابت قيادته المتبقية عن واجهة وسائل الإعلام، وهذا يحدث لأول مرّة، فقد "عوّدنا" هذا الحزب الذي بات يبعد خطوة أو أكثر عن نهايته، على الأقل بحلته الحالية، على أنه بعد كل هزيمة انتخابية، تستل السيوف على رئيس الحزب، "الذي قاد للفشل"، فهذا ما كان بعد انتخابات نيسان الماضي، ولكن هذا لم يحدث بعد انتخابات أيلول.
تناول عدد قليل جدا من المقالات الدور الحاسم لرئيس المحكمة العليا الإسرائيلية الأسبق، مئير شمغار، في تكريس نظام الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967، بل وقيامه قبل الاحتلال بوضع البنية التحتية لهيكله القضائي!
فيما يلي مقالان بارزان تناولا بالنقد الجريء هذه الصفحات القاتمة من سجلّ من تتوّجه نخب إسرائيل بأنه "أعظم العظماء" و"سيّد الإجماع".
ففي مقال للمحامي ميخائيل سفارد، المختص في قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والذي يترافع عن منظمات ونشطاء حقوق إنسان، كتب أن هذا القاضي قد "حارب لمنح شعبه حقوقاً وحرمانها من الشعب الآخر".
كان القاسم المشترك للصحف الصادرة عشيّة عيد "سمحات توراه" (الذي يختتم عيد العرش العبري) هو مئير شمغار. فقد توفي رئيس المحكمة العليا ونائب المدعي العام السابق يوم العيد عن عمر يناهز 94 عاماً، وفي الصباح التالي احترمت جميع الصحف اليومية العامة ذكراه واحتلت وفاته العناوين بشكل بارز.
إنه "الإجماع الأخير"، يعرّفه ناحوم بارنياع في "يديعوت أحرونوت"، الصحيفة الوحيدة التي تصدرت وفاته عناوينها الرئيسية. وشمغار، كما يكتب برنياع، هو "آخر صانعي القرار الذين يقبل جميع مركبات المجتمع الإسرائيلي، بمن في ذلك السياسيون، أحكامه القضائية. وحتى عندما اختلفوا معه فعلوا ذلك بأدب، ليس كما عومل خلفاؤه على عرش جهاز القضاء. إن شخصية شمغار قد ساهمت إلى حد غير قليل في ذلك: احترام وليس تخويفا؛ هيبة وليس عضلاتيّة؛ موضوعية وليس بلاغة. ولكن كان هناك شيء آخر، لا يقل أهمية: السياسيون اعتبروه شريكاً، وليس خصماً".
الصفحة 317 من 860