المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • منوعات
  • 4768

أقيم في تل أبيب بين السادس والثامن من شهر حزيران الحالي معرض الأسلحة ISDEF (إزرائيل ديفنس)، وعُرضت فيه أسلحة وعتاد أمني وأجهزة تكنولوجية ومحوسبة، مخصصة على وجه الخصوص لحرب السايبر (الفضاء الإلكتروني) والتجسس في شبكات التواصل الاجتماعي. وهذه المعروضات هي من صنع شركات إسرائيلية حكومية وخاصة، وكذلك من صنع شركات أجنبية.

 

وبادرت إلى إقامة المعرض "أفنون غروب"، التي تضم مجموعة شركات لصناعة الأسلحة وتطوير عتاد أمني وتكنولوجي. كما أنها تمثل عشرات شركات الأسلحة والعتاد الأمني الأجنبية في إسرائيل، وتبيع هذه المصنوعات لأجهزة الأمن في إسرائيل والعالم. وبحسب القيمين على المعرض فقد زاره خلال أيامه الثلاثة قرابة 100 وفد أجنبي و15 ألف شخص بينهم أربعة آلاف شخص يتولون مناصب رسمية في دولهم.

وأفادت معطيات نشرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية، مؤخرا، أن حجم صادرات الأسلحة الإسرائيلية والعتاد الأمني بلغت 5ر6 مليار دولار خلال العام 2016، وهذه الصادرات موجهة بالأساس إلى آسيا، وخاصة الهند. وارتفع في هذا العام حجم صادرات الأسلحة الإسرائيلية إلى دول في أوروبا وأفريقيا، وتم بيع أسلحة ومنظومات تكنولوجية إلى أوروبا بحجم 8ر1 مليار دولار وإلى دول أفريقية بحجم 275 مليون دولار.

وقال تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، مؤخراً، إن دولا تدور فيها حروب أهلية ويجري فيها انتهاك لحقوق الإنسان، شاركت في المعرض عبر إرسال مندوبين عنها إلى تل أبيب.

ووزع نشطاء إسرائيليون من حملة "مسلحون" قبل أسبوعين من افتتاح المعرض، قوائم شملت قسما من هذه الدول، وبينها جمهورية أفريقيا الوسطى، الموجودة على شفا حرب أهلية، والكونغو وساحل العاج والكاميرون وبورما، علما أن مجلس الأمن الدولي يفرض حظرا على بيع أسلحة وعتاد أمني لجمهورية أفريقيا الوسطى والكونغو، بينما تم رفع حظر كهذا عن دول شاركت في المعرض قبل سنوات قليلة فقط. كما زار المعرض في تل أبيب وفد من إندونيسيا بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بينها وبين إسرائيل.

وكان معرض الأسلحة ISDEF السابق احتل العناوين بعدما شارك فيه مندوبون من دولة جنوب السودان التي تدور فيها حرب أهلية وترتكب خلالها جرائم حرب وفظائع. وكان المسؤولون عن المعرض في حينه عززوا الحراسة حول أعضاء الوفد الذي ترأسه وزير المواصلات الجنوب سوداني. والبيانات الرسمية هذا العام لم تشمل معلومات حول مشاركة وفد من جنوب السودان.

صناعات إسرائيل الأمنية وعملياتها العسكرية

تعتبر إسرائيل واحدة من أكبر عشر دول مصدرة للسلاح في العالم، إلا إن المنافسة في هذه السوق كبيرة وشرسة، ولذلك تحاول الصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، الحكومية والخاصة، التميّز في مجالات معينة والتفوق فيها على غيرها من الدول.

ويقول مؤسس "أفنون غروب"، تومِر أفنون، في ملحق خاص، تسويقي، حول معرض ISDEF 2017، إنه "برغم حجم دولة إسرائيل، فإنها تحافظ بشكل مثابر على مكان مرتفع جدا في قائمة مصدرات الأمن العالمية". وعزا ذلك إلى أن "الخبرة والتجديد الإسرائيليين، إلى جانب التجربة الكبيرة والاستنتاجات المستخلصة من ميدان القتال حولت الخبرة والإنتاج الإسرائيلي الأمني مع مرور الزمن إلى اسم ساطع في جميع أنحاء العالم، ويفضل الزبائن الدوليون بشكل واضح منتجات إسرائيل وضلوعها في مشاريع المشتريات الأمنية".

وأقوال أفنون هذه ليست للتسويق فقط، وإنما تعكس أيضا مفهوما وتوجها تجاريا عسكريا، عبر عنه عدد من الخبراء العسكريين الإسرائيليين، ومفاده أن إسرائيل بادرت إلى عمليات عسكرية واسعة، خاصة ضد قطاع غزة والضفة الغربية، واستخدمت فيها أسلحة وعتادا أمنيا من صنع شركاتها، وبعد ذلك أخذت تسوقها كأسلحة ناجعة ذات "رصيد وتجربة مثبتة".

وتحدث أفنون عن "تهديد السايبر"، أي الحرب في الفضاء الافتراضي في الشبكة العنكبوتية، على أنه "أحد المحركات الأساسية لقدرة نمو الصادرات الإسرائيلية. ويوجد إدراك متزايد في أنحاء العالم أن هذا التهديد حقيقي ويتعلق بكافة نواحي حياتنا، من حساباتنا البنكية وحتى الدفاع عن الحدود. وإسرائيل متفوقة في هذا المجال ويبدو أن الشركات الإسرائيلية عرفت كيف تستعد له مسبقا".

وإحدى الشركات الإسرائيلية المتخصصة في مجال التكنولوجيا الأمنية هي شركة BLER. ويقول أوري بوروس، وهو أحد أصحاب الشركة، إن مجال التجسس الجديد هو جمع معلومات استخباراتية من الشبكات الاجتماعية والتطبيقات في الهواتف المحمولة، الذي يمكن من خلاله صنع ملامح دقيقة لمشتبه بهم، من خلال الحفاظ على سرية كاملة لعملية التجسس أثناء عمليات البحث في الشبكة.

وتوقع أفنون استمرار التعاون الأميركي – الإسرائيلي في مجال تطوير الأسلحة والمنظومات الأمنية، مشيرا إلى أن "كمية المشاريع المشتركة للصناعات الإسرائيلية والأميركية كبيرة جدا بحيث لا تقارن بتعاون بين الولايات المتحدة ودول أخرى... والتهديدات المتصاعدة ضد الدول الغربية في أوروبا تستدعي زيادة ميزانيات الدفاع، وعلى الأرجح أن هذا الوضع سيوسع التعاون الإسرائيلي – الأميركي".

ورأى المدير العام لـ"أفنون غروب"، أفيعاد ماتسا، أنه "بسبب تحديات إسرائيل الأمنية واحتياجاتها، إلى جانب الخبرة والتجديد الإسرائيليين والعلامة التجارية الإسرائيلية القوية جدا في سوق الأمن العالمية، فإنه في تقديري سيستمر النمو المطرد لسوق الأمن الإسرائيلية في المستقبل".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات