هيلينا كوبان
المعروف أن مراحل التوتر في صراع ما تطمس تلك الأصوات المعتدلة المسموعة عادة، الداعية الى التعقل والاحترام المتبادل وصنع السلام عن طريق حل ايجابي للمشاكل. وهذا ما حصل لمبادرة السلام المنصفة تماماً، التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير عبد الله في ربيع 2002 وتبنتها القمة العربية في بيروت، ولم تجد آذاناً صاغية في اسرائيل. السبب كان دوامات العنف التي غمرت الاسرائيليين والفلسطينيين في نيسان (ابريل) من السنة نفسها.
إكتشف مواطنو دولة إسرائيل، في بداية شهر (أيلول 2003)، أنهم راضون عن حياتهم. وذلك بموجب بيان الى الصحافة عممته دائرة الاحصاء المركزية، وبه نتائج إستبيان وزعته خلال سنة 2002 على حوالي 7000 مواطن.
لكن استطلاعات اخرى قدمت نتائج مغايرة لما جاء تحت بند "الرضى العام عن الحياة" في تقرير دائرة الاحصاء، من أن "83% من مُجمل السكّان البالغين في إسرائيل راضون أو راضون جدًا عن حيواتهم".
* عن جدار الفصل العنصري: أؤيد بشرط أن يكون غير نهائي * عن لجنة أور: تأييد غير مشروط * عن التصفيات: فقط في حالة "خطر مؤكد.."! * "قرار طرد ياسر عرفات يفتقر للحكمة السياسية"..
حوار: فراس خطيب
شمعون بيرس يحتفل، إنه يحتفل بكل قواه، كل العالم يحتفل معه.
بماذا يحتفل يا ترى؟
لقد بلغ الثمانين من عمره. إنه جيل يدعو إلى الاحترام. أنا لا أحسده على احتفالاته هذه (فأنا أيضا قد بلغت الثمانين منذ فترة وجيزة، وأنا أيضا احتفلت بهذه المناسبة).
من الطبيعي لشخص يصل إلى مثل هذه السن أن يدعو أصدقائه لمشاركته في فرحته، ولذلك دعى بيرس بعض أصدقائه مثل بيل كلينتون، ميخائيل غورباتشوف، فريدريك دي كلارك ويوشكا فيشر، رؤساء ألمانيا، سلوفينيا ومالطا، وبعض الملياردرات، بعض المطربين وصانع الفيلم المتعلق بالكارثة اليهودية كلود لنتسمان. حتى الآن يبدو كل شيء على ما يرام..
أظهرت استطلاعات الرأي الإسرائيلية، لشهر أيلول (سبتمبر) 2003، التي نشرتها كبرى الصحف الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" يوم الجمعة (5/9/2003)، أن هناك تآكلاً في "شعبية"رئيس الوزارء الإسرائيلي أريئيل شارون، وذلك على خلفية المستجدات السياسية وفي طليعتها سقوط الهدنة مع الفلسطينيين وعودة العمليات الانتحارية في العمق الإسرائيلي، حسبما أشار إلى ذلك المعلق في صحيفة "معاريف"، حيمي شاليف. كذلك لا يمكن استبعاد تحقيقات البوليس الإسرائيلي مع عائلة شارون والمقربين منه حول قضايا يلوح منها احتمال "ارتكاب مخالفات جنائية" كعاملٍ ذي ثقلٍ في تآكل هذه الشعبية.
أصبح الأمر رسميا الآن: حكومة إسرائيل تنوي قتل ياسر عرفات.
لم يعد الأمر "طردا". لم يعد "الطرد أو القتل". بل ببساطة "النفي".
من الواضح ان القصد ليس "النفي" إلى دولة أخرى. ليس هناك من شخص يتخيل بأن ياسر عرفات سيستسلم ويترك نفسه يقع في الأسر. سيقتل هو ورجاله "خلال علمية تبادل إطلاق النار". كما حدث للآخرين.
حتى وإن كان من الممكن طرد عرفات إلى خارج البلاد، فأي من زعماء الدولة لم يكن يحلم بذلك. هل جننّا؟ أندعه يتجول بين بوتين وشرودر وشيراك؟ هذا غير وارد في الحسبان، كما سبق وأُعلن. ولذلك فالخطة تقضي بنفيه إلى العالم الآخر.
الصفحة 53 من 119