لمراسل "هآرتس" في لندن
في المظاهرات الحاشدة التي جرت خلال الشهرين الاخيرين في بريطانيا ضد الحرب على العراق، رفعت يافطات وشعارات تحمل ادانة لاسرائيل وممارساتها تجاه الشعب الفلسطيني. ويلاحظ ان الربط بين النزاعين يستغل من قبل تنظيمين اسلاميين بارزين في بريطانيا - "المجلس الاسلامي في بريطانيا" (MCB) وهو اعلى هيئة للجالية المسلمة في بريطانيا و"الاتحاد الاسلامي في بريطانيا"(MAB) – بهدف الامعان في الاساءة لاسرائيل والطعن في شرعيتها.
قائد القوات البرية التابعة للجيش البريطاني في العراق، الضابط الذي احتلت قواته البصرة، هو الجنرال روبين بريمز. روبين، كإسم مساعد "باتمان" المخلص، الرجل الوطواط الذي يحارب الجريمة في المدينة الكبيرة بين النهرين. وبعيدًا عن نيويورك، إحتل "باتمان" وروبين العالم، أمس، في بغداد، مقر العدو الأكبر، صدام حسين، وقررا حقيقة تاريخية: الغرب عاد إلى الشرق منتصرًا - الشرق الذي رحل عنه.كما أن توني بلير ساهم نوعًا ما في إصلاح ما خرّبه واحد من سابقيه برئاسة حكومات "العمل" البريطاني، هارولد ويلسون.
أصدرت محكمة العدل العليا الإسرائيلية، (الاثنين 10 آذار)، أمراً مع وقف التنفيذ ضد تعيين تساحي هنغبي (من "الليكود") في منصب وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وذلك بعد أن قدمت "حركة نزاهة السلطات الحاكمة" التماسًا إلى المحكمة العليا بهذا الشأن.
وأمهلت المحكمة الاسرائلية النيابة العامة مدة ثلاثين يومًا، لشرح الأسباب التي دعت رئيس الحكومة، أريئيل شارون، إلى تعيين هنغبي في منصب وزير الأمن الداخلي. مع ذلك، سيكون بإمكان هنغبي مواصلة تأدية مهامه في منصبه الجديد، إذ لم تصدر المحكمة أمرًا احترازيًا؛ وعليه، لم يجمد تعيينه.
صدرت عن منشورات جامعة تل أبيب، مؤخرًا، ترجمة جديدة لكتاب "مرشد الحيارى" للحاخام موسى بن ميمون (الرمبام) أنجزها من العربية ميخائيل شفارتس. من السهل نسيان ان "الرمبام" - كما كبار المفكرين اليهود الآخرين في العصور الوسطى، بدءًا بالحاخام يهودا هليفي وانتهاء بالحاخام سعاديا غاؤون - عاش في دولة عربية، وكتب باللغة العربية، وتأثر شديد التأثر بالثقافة الأسلامية. ومن السهل اكثر، وخاصة في هذه الأيام، أن ننسى أنَّ تعايشًا سياسياً وثقافيًا قد ساد بين اليهود والعرب في اسبانيا الأندلسية.
في اسرائيل اليوم ميل ما للنظر الى اللغة العربية باعتبارها لغة العدو، ليس الا، والنظر الى الثقافة العربية باعتبارها ثقافة دونية أو تشكل مصدر تهديد. صحيح ان السنوات الأخيرة شهدت، في بعض الأحيان، انفتاحًا ما على هذه الثقافة - الأستماع الى أغاني أم كلثوم، مثلا، أصبح شائعا بين الأجيال الشابة - لكن يبدو انه لا يزال هنالك حاجز نفسي يحول دون انكشاف العديد من الإسرائيليين على الثقافة العربية.
أوحت تطورات الأيام الأخيرة وما رافقها من تدهور أمني في اسرائيل والأراضي الفلسطينية، بأن اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية "حماس" تخوضان صراعًا بلا هوادة بينهما، حيث وجد قادة كل من الطرفين انفسهم مستهدفين بعد اغتيال قيادي بارز في حركة "حماس" (السبت 8 آذار) هو الدكتور ابراهيم المقادمة المسؤول الأمني في الحركة.
وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز في تصريحات صحفية من انه <<لا يمكن لاي زعيم "ارهابي" ولا سيما في حركة حماس ان يدعي الافلات من العقاب. سنضرب جميع المتورطين في "الارهاب">>.
ان وضع تعيين رئيس للحكومة الفلسطينية شرطاً لاستئناف مفاوضات السلام، يذكر بالاجراءات التي سبقت المؤتمر الدولي الذي عقد في مدريد في تشرين الأول / اكتوبر 1991. رئيس الحكومة اسحاق شمير اشترط، آنذاك، المفاضات مع الوفد الأردني - الفلسطيني بانضمام الدول العربية المجاورة، وخاصة سوريا ولبنان، الى المؤتمر. وكان شمير يستند على تقديرات الاستخبارات العسكرية التي رأت ان الأسد لن يخف للمشاركة في عملية لا تضمن خروج سوريا منها وقد استعادت الجولان.الأسد اكد تشخيص اليمين المحافظ بأنه لا ثقة بالعرب.
الصفحة 51 من 119