المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

عمق الجيش الأسرائيلي في اليوم الأخير عملياته العسكرية ضد حركة "حماس"، سواء في نابلس او في قطاع غزة، وذلك بسلسلة من العمليات التي سوف تستمر، كما يبدو، وقتا طويلا. هذه العمليات ضد "حماس" قد تتسع اكثر لتشمل الإستيلاء على مناطق تحَكّم. كل ذلك على خلفية اطلاق صواريخ "قسام" على مدينة "سديروت".تعامل الجيش الأسرائيلي مع مدينة نابلس، حتى الآن، باعتبارها "عاصمة الأرهاب" في المناطق وباعتبار منطقة القصبة فيها مركزا تنشط فيه "حماس" وتسيطر عليه. فنشطاء هذه الحركة يجوبون المنطقة وهم مسلحون، دون أي خوف. في مواقع مختلفة من المناطق تلقت حماس ضربات قاسية، وتضعضع الإتصال بين مجموعات الحركة المختلفة. ويحاول قادة "حماس" في قطاع غزة اتصال مع خلايا المنظمة المختلفة في الضفة.

في الجيش الأسرائيلي تقرر التركيز، هذه المرة، على القصبة في نابلس. من الناحية العملياتية، النشاط هناك معقد للغاية، لأنه ينبغي القيام به بواسطة قوات راجلة ودون مساعدة المدرعات، غالبا. هنالك خطر اصابة الجنود برصاص القناصة وبضربات توجه اليهم من المنازل المرتفعة المطلة على الأزقة الضيقة. كما ان الأنتقال من منزل الى آخر دون الإنكشاف على مصادر محتملة للضربات هو أمر في غاية الصعوبة. في اليوم الأول للعمليات قتل فلسطينيان - احدهما، فتى في السادسة عشرة من عمره، أطلقت عليه النيران بعد القائه زجاجة حارقة على الجنود، حسبما ادعى الجيش. والثاني - عامل في مخبز يفحص الجيش ملابسات موته. وتم ايضا وضع اليد على مختبر لإنتاج المواد المتفجرة.

قضت القوات ليلة في القصبة ومن المتوقع استمرار العملية هناك وقتا غير قصير، إذ لم يحدد حتى الآن موعد لأنهائها.

العملية في غزة استهدفت، منذ البداية، معامل وضعت فيها ادوات خراطة تستخدم في تركيب قذائف القسام والراجمات. في المنطقة التي تجري فيها العملية، هنالك مدرسة اسلامية وفيها مكتب لزعيم "حماس" في القطاع، الشيخ أحمد ياسين. العملية في غزة استغرقت وقتا طويلا وتخللتها مقاومة من جانب مسلحين فلسطينيين ينتمون بغالبيتهم، كما يبدو، لحركة "حماس". وغالببية القتلى الـ 11 الذين سقطوا في العملية كانت منهم. بعضهم اصيب بقصف من الطائرات وآخرون من نيران مصوبة بدقة أطلقها جنود "غفعاتي". هذه العملية ايضا هي واحدة في سلسلة عمليات ستتواصل في الفترة القريبة.

ليست لدى الجيش نية للأستيلاء على مناطق في القطاع والبقاء فيها، كما فعل في الضفة. لكن ما قد يغير هذا القرار هو عملييات القصف المتكررة على "سديروت". حتى امس ، كانت المرة الأخيرة التي تعرضت فيها المدينة لقصف بصواريخ قسام قبل حوالي ثلاثة اسابيع. ويبدو ان التوقف عن القصف كان نتيجة الضغوط التي مارسها جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة على حركة "حماس".

القيادة العامة للجيش عقدت امس اجتماعا للبحث في كيفية مواصلة العملية. ويميل الجيش الى عدم السكوت على قصف سديروت. ولكن لكي يتم وضع حد لهذا القصف، لن يكون مفر من الإستيلاء على مناطق تحكمية في شمال قطاع غزة، يضمن رجال "حماس" منها المسفة المطلوبة لأصابة سديروت. خطوة عسكرية كهذه من شأنها ان تثقل على بلدة بيت حانون التي تصل خلايا القسام اليها ،عادة، من مدينة غزة. وكان الجيش قد دمر مؤخرا عددا من الجسور في شمال القطاع، من اجل عرقلة مرور تلك الخلايا.

("هآرتس"، 20 شباط – ترجمة: "مدار")

المصطلحات المستخدمة:

المطلة, هآرتس

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات