خلافا لكل التوقعات، يبدأ حزب "الليكود" باستعادة ناخبية الذين فقدهم بعد ملفات الفساد، بينما تهبط شعبية حزب "العمل"، خصمه الأول، بشكل مأساوي. وفي ذلك قد يكون رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون فشل في إقناع الناخبين ببراءته من ملف القرض المشبوه وقضايا الفساد الاخرى في حزبه، لكنه نجح على ما يبدو في اشعال موقدة القبيلة – "الليكود" – ليبدأ الناخبون، او قسم منهم على الأقل، مشوار العودة الى البيت، قبل موعد الانتخابات التشريعية باسبوعين.
ويشير استطلاع "معريف – هغال هحداش" الى ارتفاع بما يعادل مقعدين في شعبية "الليكود"، بالقياس مع استطلاعات نهاية الاسبوع (9 الجاري)، مقابل هبوط في شعبية "العمل" بما يعادل مقعدين.
ويبدو ان الزيادة في قوة "الليكود" جاءت على حساب "شاس"، الذي تراوح في مكانه، بعد ان سجل ارتفاعا معينا في الاستطلاعات الاخيرة على حساب "شينوي"، الذي يسجل ايضا هبوطا لأول مرة منذ شهر ونصف.
وجاء تعزز قوة "الليكود" على رغم ان شارون لم يعد "كنزا انتخابيا" كما بدا مرة لناخبيه. ويشير فحص خاص اجرته "معريف" الى ان "الليكود" كان سيحصل على 36 مقعدا لو وضع بنيامين نتنياهو برأس قائمته الانتخابية، بما يعادل اربعة مقاعد اكثر مما كان سيحصل عليه مع شارون. ولو خاض حزب "العمل" معركة امام نتنياهو لحصل على ثلاثة مقاعد اكثر (23) مما كان سيحصل في تنافسه أمام شارون (20).
على رغم ذلك، يعتبر تغيير توجهات الناخبين الاسرائيليين العامة نجاحا لاستراتيجية شارون ومستشاريه، سواء تم التخطيط لها مسبقا، او تم ارتجالها بعد قرار رئيس لجنة الانتخابات المركزية حيشين قطع بث مباشر لوقائع مؤتمر صحفي مع شارون يوم الخميس الماضي (9 الجاري). يبدو ان شارون نجح في اثارة مشاعر ناخبيه النائمين، الذين ابدوا استياء من خطوة حيشين والاعلام المعادي، اكثر مما لو كان من "ملفات الفساد" والتهم الموجهة ضد شارون، حتى لو ظلت الاسئلة المفتوحة حولها بلا جواب.
في تفسير هذا التحول، يقول حيمي شليف ("معريف"، 13 الجاري): "استمع 65% من الناخبين الى كلمات شارون في مؤتمره الصحفي ولم يقتنعوا بها. كذلك فإن غالبية الجمهور تؤيد قرار القاضي حيشين قطع مؤتمر شارون. لكن هذه الخطوة جعلت ناخبي "الليكود" عاطفيين وعصبيين، وهذا هو الامر المقرر في مثل هذه الظروف.".
وتشير نتائج استطلاع "معريف" الى وقوف مرشح "العمل" عمرام متسناع امام مشكلة عويصة، فهو لا ينجح في "التحليق" حتى عندما تبدو الظروف في صالحه بالتأكيد. ومع ان الرأي العام يتصرف بانفعال، والامور قد تتغير، لكن الفترة المتبقية على الانتخابات لا تتجاوز الاسبوعين والمدة المطلوبة لتحقيق "الانقلاب" تتناقص.
"شينوي" ايضا لديه الاسباب لكي يبدأ القلق، ليس بسبب الهبوط الخفيف في قوّته فحسب، وانما ايضا بسبب وضعه الأصعب في اوساط الناخبين "المضمونين"، أي اولئك الذين يصرحون انهم يعتزمون التصويت بالفعل. لدى هؤلاء الناخبين، يحصل "شينوي" على 11 مقعدا فقط، بينما يعزز "يهدوت هتوراه" و "شاس" من قوّتهما بالمقابل. كلما اقترب موعد الانتخابات ترتفع اهمية النتائج في اوساط الناخبين "المضمونين"، ومن السابق لأوانه أن يطمئن "شينوي" الى نجاحه الحالي في الاستطلاعات.
يشير الاستطلاع ايضا الى ارتفاع نسبي في قوة حزب "عام إحاد"، وكذلك حزب "عليه يروق"، الذي يؤيد تشريع استخدام القنب في القانون، وهو يعبر لأول مرة نسبة الحسم بوضوح في الاستطلاعات. من ناحية حسابية خالصة، هذان الحزبان هما الحاصلان على المقاعد التي فقدها "العمل".
في هذا الاستطلاع ايضا تحصل كتلة اليمين على 63 مقعدا، وفي مثل هذا الوضع فان شارون، على رغم كل شيء، قادر على فرض بنية الائتلاف والمضي في خططه تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسته.
مع ذلك، من السابق لأوانه التسليم بالنتائج بأنها نهائية. فالرأي العام الاسرائيلي مزاجي ومتقلب، ومتأثر جدا بالاخبار الجديدة عن الفساد. وستكون التوجهات التي يحملها الاستطلاع الجديد معقولة فقط على فرض ان الفترة المتبقية على الثامن والعشرين من كانون الثاني الجاري لن تشهد المزيد من الكشف عن الفساد، وهي فرضية لا احد يمكنه، وبالذات شارون، ان يؤسس عليها.
* نتائج الاستطلاع (القديمة بين قوسين):
- كتلة اليمين – المتدينون: 63 (62)
- كتلة الوسط: 18 (17)
- كتلة اليسار والعرب: 39 (41)
* مقاعد الاحزاب:
- الليكود: 32 (30)
- العمل: 20 (22)
- شينوي: 13 (14)
- شاس: 9 (10)
- الاتحاد القومي: 9 (9)
- ميرتس: 8 (8)
- يهدوت هتوراه: 5 (5)
- المفدال: 4 (4)
- القائمة العربية الموحدة: 4 (4)
- الجبهة – التغيير: 4 (4)
- التجمع: 3 (3)
- عام احاد: 3 (2)
- يسرئيل بعلياه: 3 (3)
- عليه يروق: 2 (1)
- حيروت: 1 (1)
شمل الاستطلاع الف شخص مع هامش خطأ بنسبة 4،5%