عشية تقديم النيابة العامة في إسرائيل، في مطلع السنة الجديدة 2016، لوائح اتهام ضد ثلاثة من المستوطنين لضلوعهم في جريمة إحراق عائلة دوابشة الفلسطينية في بلدة دوما، في 31 تموز 2015، أجرى "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" استطلاعاً للرأي بين الجمهور اليهودي في إسرائيل أراد، من خلاله، تقصي آراء ومواقف الجمهور اليهودي حيال الإرهاب اليهودي، من خلال الإجابات عن الأسئلة المركزية التالية: هل يقرّ الجمهور اليهودي بحقيقة وجود إرهاب يهودي في إسرائيل؟ هل يعتقد بأنها مجموعات هامشية فقط؟ وهل يميز بين المنفّذين اليهود والمنفذين الفلسطينيين في تقييمه مدى صرامة التحقيقات والعقوبات؟
إذا كان بنيامين نتنياهو قد نجح في إقصاء كل مَن يمكن أن ينافسه على رئاسة الليكود، وفي أن يقلص حجم التأييد له في الحزب، فإن نتنياهو "ينعم" بغياب البديل له في الساحة السياسية، وخيار البديل التقليدي الوحيد تاريخيا لحزب الليكود هو حزب "العمل"، رغم أن هذا الخيار سقط من خانة "الاحتمالات الواقعية"، منذ 15 عاما. وساهم في هذا خطاب حزب "العمل" وقادته على مر السنين. وبعد تراجعات متوالية لقوة هذا الحزب في الانتخابات البرلمانية، جاء إسحاق هيرتسوغ ليستعيد قسطا ليس قليلا نسبيا من قوة حزبه، ولكن بدلا من أن يستغل الأمر كرافعة للحزب كله وطرحه كبديل، عاد إلى مربّع سابقيه، وشرع في منافسة خطاب اليمين، ظنّاُ منه أن هذا يعزز احتمالات وصوله إلى رئاسة الوزراء. بيد أن تجارب الماضي وواقع الحلبة السياسية، يؤكدان أن هذا الاحتمال أقرب إلى الصفر، وهذه نتيجة ساهم في تثبيتها حديثا هيرتسوغ ذاته.
في نهاية تموز 2015 طرح حزب العمل الإسرائيلي صيغة سياسية جديدة، رأت تحليلات متطابقة أنها تشف عن تحوّل في موقف هذا الحزب في ما يتعلق بالاتفاق المستقبلي مع الفلسطينيين.
طرح عضو الكنيست ميكي زوهر من حزب الليكود، مؤخرا، مشروع قانون يقضي بإرغام المحال التجارية على الإغلاق في يوم السبت، وبأن تتوقف المواصلات العامة عن العمل. ويبدو أن مشروع القانون هذا موجه أساسا ضد مدينة تل أبيب، النابضة والصاخبة، التي لا تتوقف فيها الحركة.
تزايد في السنوات الماضية حضور كبار المسؤولين السابقين في جهاز الأمن العام (الشاباك) في الحلبة السياسية الإسرائيلية، سواء بانخراطهم في المعترك السياسي كممثلين لأحزاب في الكنيست والحكومة، أو بحضورهم المتزايد في وسائل الإعلام كمحللين أمنيين، بحيث أصبحوا يحلون مكان كبار ضباط الجيش الذين أنهوا مهامهم العسكرية وأصبحوا في قوات الاحتياط.
"تؤكد التحليلات الاقتصادية أن لا مستقبل لدولة إسرائيل بدون تقليص الفجوات بين شرائحها الاجتماعية المختلفة، بينما تفرض السياسات الإسرائيلية استمرار تعميق الفجوات، طوال السنين. وليس ثمة طريقة سهلة لقول الحقيقة التالية: دولة إسرائيل تتقدم في مسار انتحاري وتقضي على مستقبلها. وهي تفعل هذا بعينين مفتوحتين. فرفض الأغلبية اليهودية إدراك حقيقة أن مجموعات الأقلية هي الشرط الضروري لنجاحها المستقبلي يحكم عليها (على الأغلبية اليهودية) بالفشل المحتوم. فقط حين يفهم اليهود أن مساعدة العرب هي، أولا وقبل كل شيء آخر، مساعدة لهم أنفسهم ـ فقط عندئذ يمكن أن تقوم لنا قائمة"!
الصفحة 288 من 324