المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
لوحة إعلانية تجمع نتنياهو وترامب تحتهما جملة: "نتنياهو.. تحالف مختلف"،  في طريق مسدود بلافتة للشرطة ضمن قيود كورونا في مدينة تل أبيب.  (أ.ف.ب)
لوحة إعلانية تجمع نتنياهو وترامب تحتهما جملة: "نتنياهو.. تحالف مختلف"، في طريق مسدود بلافتة للشرطة ضمن قيود كورونا في مدينة تل أبيب. (أ.ف.ب)
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 1157
  • خلدون البرغوثي

استعرض "ميتفيم، المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية" (Mitvim)- "مسارات"- في ورقة جديدة بعنوان "التوجهات نصف السنوية في السياسة الخارجية الإقليمية الإسرائيلية" أبرز هذه التوجهات في الفترة ما بين حزيران - كانون الأول 2020. وتتناول الورقة التي أعدها د. روعي كيبريك ود. نمرود جورن أبرز التطورات المتعلقة بعلاقات إسرائيل مع دول المنطقة، وهي: إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، وتشجيع التطبيع مع دول جديدة في العالم العربي لكن ليس مع مصر والأردن، وتجميد الضم المعلن مع تعزيز الضم الزاحف، واستغلال الانتخابات الأميركية لتعزيز المصالح السياسية، وتعزيز التعاون مع منطقة شرق البحر المتوسط إلى جانب التدخل الحذر في صراعات المنطقة، والاستفادة من

احتياطات الغاز في البحر الأبيض المتوسط لتحقيق منافع سياسية، والجهود السياسية لتشكيل جبهة إقليمية ودولية ضد إيران، وتبني موقف أكثر إيجابية تجاه الاتحاد الأوروبي بالرغم من الخلافات حول القضية الفلسطينية، وجهود وزارة الخارجية الإسرائيلية لتعزيز مهنيتها وتأثيرها وصورتها.

 1- إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب

أقامت إسرائيل علاقات رسمية مع الإمارات والبحرين والمغرب، وأعلنت عن تعزيز عمليات التطبيع مع السودان. وتم ذلك بتشجيع ودعم أميركيين، تم التعبير عنهما عبر تقديم مزايا أمنية وسياسية واقتصادية كبيرة للدول العربية الشريكة في التطبيع. وأدت إقامة العلاقة الرسمية إلى الدفع قدما بسلسلة من الاتفاقيات والتعاون في مجموعة واسعة من المجالات، وقيام وفود سياسية بزيارات متبادلة. كما بُذلت جهود لإشراك المملكة العربية السعودية في هذه الخطوة، وتحدثت تقارير صحافية عن اجتماع ثلاثي بين بنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان ومايك بومبيو.

2- تشجيع التطبيع مع دول جديدة في العالم العربي ولكن ليس مع مصر والأردن

دفعت اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين إلى الأمام مبادرات التعاون الأمنيوالاقتصادي والسياسي، ولاقت هذه المبادرات تشجيعا ودعما من قبل الحكومات. وتم فتح خطوط للرحلات الجوية المباشرة إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين، مع موافقة سعودية على عبورها في مجالها الجوي، إضافة إلى خطوط تجارة بحرية. وكان هناك حماس بارز في تعزيز العلاقات بين إسرائيل على وجه الخصوص، انعكس في اتفاقية للإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول المسبقة لمواطني الدولتين وزيارة آلاف الإسرائيليين إلى الإمارات. تعزيز التطبيع مع الدول الخليجية (في عدة مجالات) جاء على خلفية ركود العلاقات السياسية بين إسرائيل ومصر والأردن.

3- تجميد الضم المعلن مع تعزيز الضم الزاحف

في إثر ضغوط سياسية دولية ومحلية، وبسبب وضع الإمارات شرطا من أجل المضي في التطبيع، أعلن نتنياهو عن تجميد خطة الضم في الضفة الغربية. مع ذلك، استمرت الحكومة التي يترأسها في الترويج للضم الفعلي على الأرض، دون الإعلان عن ذلك رسميا. وضمن هذه السياسة عززت إسرائيل البناء (الاستيطاني) في القدس الشرقية وفي المستوطنات، مع مواصلتها هدم منازل الفلسطينيين في المنطقة (ج)، وواصلت تقديم تمويل خاص للمستوطنات، ودفعت قدماً مشاريع قوانين في الكنيست لشرعنة البؤر الاستيطانية.

4- استغلال الانتخابات الأميركية لتعزيز المصالح السياسية

في الفترة التي سبقت الانتخابات الأميركية، استغلت إسرائيل رغبة إدارة ترامب في تحقيق إنجازات في الساحة الخارجية عبر الدفع باتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، دون الدفع بعملية السلام مع الفلسطينيين إلى الإمام. بعد فوز جو بايدن، عملت إسرائيل على استغلال الأشهر الأخيرة من ولاية ترامب لتعزيز الاعتراف الأميركي بشرعية الاستيطان. كما دفعت نتائج الانتخابات الأميركية السلطة الفلسطينية إلى استئناف التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل. واستعدت إسرائيل لتسلم إدارة بايدن الحكم عبر التركيز على جعل الملف الإيراني أولوية في ظل إمكانية أن يروج الرئيس الجديد لاتفاق نووي محدث مع إيران.

5- تعزيز التعاون مع منطقة شرق البحر المتوسط إلى جانب التدخل الحذر في صراعات المنطقة

عززت إسرائيل تحالفها مع اليونان وقبرص، خاصة في مجالات الأمن والطاقة والصحة والسياحة، ووافقت على المبادرة القبرصية لإقامة أمانة عامة للتحالف في قبرص. ودعمت إسرائيل اليونان وقبرص في نزاعهما حول الحدود المائية مع تركيا ولكن بحذر، كي لا تنجر إلى نزاع هي ليست طرفا فيه، وكي لا تعمق خلافاتها مع تركيا في الوقت الذي ترسل فيها تركيا إشارات حول إمكانية تحسين العلاقات بينهما، خاصة بعد أن وجدت إسرائيل وتركيا أنهما كانتا في الجانب نفسه خلال الصراع في إقليم ناغورني كراباخ.

6- الاستفادة من احتياطات الغاز في البحر الأبيض المتوسط لتحقيق منافع سياسية

استغلت إسرائيل مواردها من الطاقة وموقعها الجغرافي- السياسي لتعزيز التعاون في المدى القريب. وشجعت على تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة دولية معترف بها، بالتعاون مع مصر، وصادقت على ميثاقها. وأجرت مفاوضات مع لبنان بوساطة أميركية للاتفاق على ترسيم الحدود البحرية. كما وافقت على خطة مد خط غاز إلى أوروبا عبر اليونان وقبرص، وعززت التعاون مع الإمارات العربية المتحدة بخصوص إمكانية نقل الغاز عبر خط أنابيب إيلات- عسقلان.

7- جهود سياسية لتشكيل جبهة إقليمية ودولية ضد إيران

واصلت إسرائيل أنشطتها الأمنية ضد قوات إيران وحزب الله في سورية بالتنسيق مع روسيا، وكذلك أنشطتها السياسية ضد الاتفاق النووي ولصالح توسيع العقوبات على إيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة. وساهمت جهود وزارة الخارجية في التأثير على قرارات دول إضافية باعتبار حزب الله منظمة إرهابية. ولعب موقف إسرائيل المناهض لإيران دوراً مهماً في تعزيز العلاقات مع دول الخليج وفي قرار إسرائيل تزويد أذربيجان بالسلاح.

8- تبني موقف أكثر إيجابية تجاه الاتحاد الأوروبي بالرغم من الخلافات حول القضية الفلسطينية

أصدر الاتحاد الأوروبي تصريحات شديدة ضد نوايا نتنياهو تنفيذ خطة الضم في الضفة وضد توسيع البناء الإسرائيلي في المستوطنات والقدس الشرقية. فيما قاد وزير الخارجية غابي أشكنازي حوارا إيجابيا مع الاتحاد الأوروبي وشدد على أهمية تحسين العلاقات معه. وحضر اجتماعا غير رسمي لمجلس وزراء خارجية الاتحاد، وعزز العلاقات مع نظرائه في أوروبا. ومع ذلك، فإن الجهود المبذولة لإعادة عقد مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لم تنجح بعد. أما علاقات إسرائيل مع القادة الشعبويين غير الليبراليين في وسط وشرق أوروبا فلم تجد تحمسا تجاهها، رغم تباهي نتنياهو بها في السنوات السابقة.

9- وجهود وزارة الخارجية لتعزيز مهنيتها وتأثيرها وصورتها

أرست وزارة الخارجية إجراءات عمل جديدة وتم تقديم عشرات التعيينات المهنية، بعضها ما زال ينتظر موافقة الحكومة. وعمل وزير الخارجية أشكنازي على ضمان وجود الوزارة في كل منتدى حكومي ذي صلة، وعلى تعزيز التنسيق مع الوزارات الأخرى. وكثفت وزارة الخارجية من جهودها في الظهور الإعلامي، بما في ذلك العمل على إبراز مساهمتها في دفع العلاقات مع الدول العربية، في ضوء "اتفاقيات أبراهام". كما استثمرت الوزارة جهودها في تشجيع التسجيل في دورة المبتدئين القادمة، والتي قد تكون الأكبر خلال السنوات الأخيرة. وكان عدد الملتحقين بها أعلى بكثير مقارنة بالدورات الأخيرة.

استعراض مجرد!

هذه الورقة هي استعراض مجرد للتوجهات الإسرائيلية في الشهور الستة الأخيرة من العام الماضي. ومن الطبيعي أن تكون كذلك، وأن لا تنظر إلى تطورات لازمت بعض هذه التوجهات، حمل بعضها مؤشرات سلبية لم يتم تناولها، جزء منها مثلا يخص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وطريقة تعامله مع وزارة الخارجية التي يقودها غابي أشكنازي ("أزرق أبيض"). فقد تجاهل نتنياهو أشكنازي ووزارته خلال الاتصالات التي أجراها بدعم من الإدارة الأميركية لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والسودان، وتم استثناؤه أيضا من مراسم توقيع هذه الاتفاقيات رغم طبيعتها الدبلوماسية.

هذا التجاهل قاد نتنياهو في النهاية إلى موقف محرج جدا عندما اكتشف قبيل توقيعه اتفاقيات التطبيع في واشنطن، أنه ليس مخولا بتوقيعها، لأنه لا يمتلك الصلاحية القانونية لذلك، وأنه يجب أن يحصل رسميا على توكيل من وزير الخارجية، حسبما ذكر موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري. واضطر نتنياهو إلى إبلاغ المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت بهذا المأزق، طالبا منه (التوسط) لدى أشكنازي - الذي استثناه نتنياهو من رحلته إلى واشنطن- للحصول على توقيعه على التوكيل الذي يخوّل رئيس الحكومة التوقيع على اتفاقيات التطبيع. وبحسب القناة العبرية السابعة وافق أشكنازي على منح نتنياهو التوكيل، لكن بعد أن اطلع على النسخة النهائية للاتفاقيات، وبعد أن حصل على توضيح بأن الاتفاقيات ستصبح سارية المفعول فقط بعد مصادقة الحكومة والكنيست عليها.

ورغم ترويج نتنياهو للتطبيع مع الإمارات، ورغم تكثيف المنشورات التي سعت إلى تجميل التطبيع، كشف مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت" في دبي في تقرير أعده عن قرب ونشره في أواخر شهر كانون الأول الماضي عن بحث الإسرائيليين المجنون عن المتعة الجنسية في دبي. وذكر المراسل في تقريره الذي أمضى أسبوعا في إعداده في فنادق دبي، أن السائح الإسرائيلي الذي يحمل معه آلاف الدولارات ينتقي فتاة تعمل في الدعارة من حفل في محيط بركة السباحة في أحد الفنادق الفاخرة لترافقه إلى غرفته، ثم يعود لاحقا إلى الحفل حيث الكحول ليرافق عاهرة أخرى وهكذا. ويكشف التقرير أن الإسرائيليين القادمين إلى سوق الدعارة في دبي هم من كل الفئات، شبانا وكبارا ورجال أعمال وأصحاب شركات جاءوا للاستثمار في دبي، من ناحية، لكن همهم كان أيضا الاستمتاع مع أكبر عدد من النساء خلال رحلتهم هذه.

فضائح الإسرائيليين في دبي لم تنحصر في الدعارة، فسمعة السياح الإسرائيليين سيئة عالميا لارتباطها بقيامهم بسرقة غرف الفنادق التي ينزلون فيها. ورغم جهود وزارة الخارجية الإسرائيلية ووزارة السياحة الإسرائيلية لحث الإسرائيليين على تغيير سلوكهم، لكنها لم تفلح، وجاء دور فنادق دبي لتنضم إلى قائمة السطو الإسرائيلي.

فصحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن إسرائيلي اعتاد زيارة دبي بهدف الأعمال منذ سنوات، قوله إنه "صدم في الشهر الأخير عندما رأى موظفي الفندق الذي اعتاد النزول فيه، يفتشون حقائب سياح إسرائيليين قبل خروجهم من الفندق، ويستخرجون منها مناشف الغرف، وحتى سخانا كهربائيا للمياه". ويضيف "ما حدث في تركيا قبل سنوات، يكرره السياح الإسرائيليون الآن في دبي ولكن بشكل مبالغ فيه". ويقول إنه في إحدى الحقائب عثر موظفو الفندق على مصباح ذي إضاءة ملونة، لا يتعدى ثمنه بضعة شواكل.

كما نقلت الصحيفة عن مدير أحد الفنادق الفاخرة في دبي قوله "نستقبل مئات السياح من كافة دول العالم، بعضهم قد يثير المشاكل، لكن أن يقوم أحدهم بسرقة الأغراض الموجودة في غرف الفندق، فهذا أمر لم نكن نتوقعه. وحاليا نتعرض لسياح إسرائيليين يصلون إلى الفندق، ويضعون في حقائبهم كل ما خف حمله، بدءا من المناشف وأكياس الشاي والقهوة، وعلاقات الملابس.. وحتى مصابيح الإضاءة".

حلم ضرب إيران قد يبتعد!

رغم المساعي الإسرائيلية لخلق جبهة دولية ضد إيران، يبدو أن هذا الحلم سيصطدم بالتطورات الأخيرة في الولايات المتحدة، المتمثلة بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة، وإقرار الكونغرس نتائج الانتخابات، وفوز الحزب الديمقراطي بالغالبية في مجلس الشيوخ، وإقدام الرئيس دونالد ترامب على تحريض مؤيديه على رفض نتائج الانتخابات و"استعادة البلد"، ما دفعهم إلى اقتحام الكونغرس خلال جلسة إقرار فوز بايدن، ودعوات قادة الحزب الديمقراطي للحزب الجمهوري للعمل على عزل ترامب من منصبه.

كل هذا قد يقيد قدرات ترامب على التصرف عسكريا ضد إيران، إذا ما أخذ قادة الجيش الأميركي بدعوات الحزب الديمقراطي لعدم الاستجابة لترامب إذا أمر بتوجيه ضربة لإيران فضلا عن تقييد قدرة ترامب في استخدام السلاح النووي.
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قالت في رسالة لأعضاء المجلس إنها تحدثت إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، عن الرئيس دونالد ترامب والقوانين النووية.

ونقلت "سي إن إن" عن بيلوسي قولها: "تحدثت هذا الصباح إلى رئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي لمناقشة الاحتياطات المتاحة لمنع رئيس غير مستقر من بدء الأعمال العدائية العسكرية أو الوصول إلى شيفرات الإطلاق والأمر بضربة نووية".
وأضافت بيلوسي: "وضع هذا الرئيس المختل لا يمكن أن يكون أكثر خطورة، وعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لحماية الشعب الأميركي من هجومه غير المتوازن على بلدنا وديمقراطيتنا". وأضافت أنها "تأمل أن تسمع من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس في أقرب وقت ممكن بشأن عزل ترامب من منصبه".

هذه التطورات لا يمكن تجاهلها، ويمكن أن تؤتي ثمارها على الأقل إذا رفض الجيش الانصياع لترامب في حالة إصداره أوامر بشن هجوم ضد إيران، خاصة إذا كان من الواضح أن دوافع ترامب لشن مثل هذا الهجوم هي دوافع سياسية داخلية لتوريط الإدارة المقبلة في مواجهة عسكرية ليست ضرورية.

ومن المؤشرات على ذلك تأكيد الجنرال ميلي منتصف العام الماضي أنه أخطأ حين انضم إلى ترامب في مسيرة مثيرة للجدل إلى كنيسة بالقرب من البيت الأبيض. وقال ميلي إن مشاركته المسيرة مع ترامب خلقت "تصوراً بأنّ الجيش منخرط في السياسة الداخلية". ومشى ترامب إلى الكنيسة وحمل نسخة من الكتاب المقدس بعدما فرقت السلطات بالقوة احتجاجا سلميا على مقتل الأميركي أسود البشرة جورج فلويد على يد عناصر من الشرطة.

تناقض بين ترامب والاتحاد الأوروبي في ملف الاستيطان

يشير التقرير إلى حالة من التناقض بين جهود إسرائيل لاستغلال الفترة الأخيرة من حكم ترامب لتمرير مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية من ناحية، ومساعي وزير خارجيتها لخلق حوار إيجابي مع الاتحاد الأوروبي بهدف تحسين العلاقات معه من ناحية ثانية. ففيما سعت إسرائيل إلى انتزاع اعتراف أميركي بشرعية الاستيطان، مع التركيز على جعل الملف الإيراني أولوية لدفع الرئيس الجديد للتوصل لاتفاق نووي محدّث مع إيران، يتوافق والمتطلبات الإسرائيلية، يشير التقرير إلى أن جهود إسرائيل في بث الدفء في العلاقات مع الاتحاد الأوروبي تصطدم بالرفض الأوروبي القاطع للسياسية الاستيطانية. ويقر التقرير مثلا بالفشل في إعادة عقد مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. ويبدو أن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة مع الإدارة الأميركية الجديدة إضافة إلى الاتحاد الأوروبي فيما يخص حل الدولتين بشكل عام، وسياسة الاستيطان وخطة الضم بشكل خاص، علما أن الكثيرين ممن كانوا أعضاء في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، الذي ساهم في إقرار قرار مجلس الأمن 2334 ضد الاستيطان، سيكونون أعضاء في إدارة جو بايدن التي تتبنى رسميا حل الدولتين. وقد تعيد إدارة بايدن واشنطن إلى موقفها التقليدي الذي يعتبر الاستيطان مخالفا للقانون الدولي، كي تدخل إسرائيل في مواجهة جديدة مع إدارة تحمل إرث الشهور الأخيرة لإدارة أوباما.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات