المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

منذ إعلان ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو، يوم 26/12/2018، نهاية ولايته والذهاب إلى انتخابات مبكرة تشهد خارطة الأحزاب الإسرائيلية تغييرات سريعة وغير متوقعة. وخلال أقل من أسبوعين منذ إعلان حل الكنيست والذهاب إلى انتخابات يوم 9 نيسان القريب بدل الموعد الأصلي، يوم 5 تشرين الثاني المقبل، ظهرت على الخارطة السياسية الإسرائيلية عدة أحزاب جديدة.
وأكثر ما يميّز هذه الأحزاب الجديدة أنها تدور حول شخصيات وليس حول إيديولوجيا.


هنا أبرز هذه الأحزاب:
حزب "حوسن ليسرائيل" ("مناعة لإسرائيل")

حزب أقيم حديثا ويترأسه الجنرال احتياط بيني غانتس، رئيس هيئة الأركان العامة السابق. وتتنبأ الاستطلاعات بفوزه بعدد مقاعد كبير في الانتخابات القريبة.
وكان الملفت أن غانتس نفسه يلتزم الصمت ولا يتحدث كثيرا عن طرحه السياسي، لكنه بتسجيل حزبه أكّد أنه ينوي خوض الانتخابات.
وأطلق هذا الحزب الجديد، الأسبوع الماضي، حملته الانتخابية تحت شعار "إسرائيل قبل الجميع". وقال غانتس في أول فيديو قصير في إطار الحملة: "بالنسبة إليّ إسرائيل ستكون قبل الجميع. انضموا إلى حزبي كي ننطلق إلى طريق جديدة. يجب أن ننتهج خطاً آخر، وهذا ما سنقوم به". وختم الفيديو القصير قائلاً إنه يعتقد أنه تحدث أكثر من اللازم.
وأشار مقربون من غانتس إلى التشابه بين شعار حزب "مناعة لإسرائيل" وهو "إسرائيل قبل الجميع" وشعار الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية وهو "أميركا أولاً". كما أشاروا إلى أن غانتس اختار اللون الزيتي لحملته، وهو لون زي الجيش الإسرائيلي الذي يُعدّ من المؤسسات الأكثر شعبية لدى الإسرائيليين.
وكان غانتس أكد في مطلع الأسبوع الماضي مساندته لناشطين دروز وصلوا إلى منزله في إطار نضالهم ضد "قانون القومية" الإسرائيلي، وتعهّد أمامهم بأن يبذل كل ما يستطيع من أجل تغيير الوضع القانوني الذي يمس مبدأ المساواة للأقلية العربية في إسرائيل ولا سيما للطائفة الدرزية التي يخدم شبابها في صفوف الجيش.
وتعرض غانتس لانتقادات حادة من أحزاب اليمين بعد حديثه عن تغيير "قانون القومية"، وقال حزب "اليمين الجديد" بزعامة الوزيرين نفتالي بينيت وأييلت شاكيد إنه بات واضحاً أن غانتس ينتمي إلى اليسار.
ويقول مقربون من غانتس إنه في السنوات الأربع الأخيرة أنشأ بنية تحتية متينة ودرس الوضع السياسي، منتظرا الفرصة لدخول السياسة من باب واسع. ومن ناحية التوجه السياسي للحزب، يشير محللون إلى أن غانتس لا ينتمي إلى اليسار أو اليمين وإنما إلى الوسط السياسي، بدليل أنه ينوي إقامة ائتلاف مع يائير لبيد وحزبه "يوجد مستقبل".

حزب "تيلم" ("تلم")

حزب أقيم حديثا ويدور حول شخصية أمنية مرموقة، إذ يترأسه موشيه يعلون، رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع في السابق. وكان يعلون قد انشق عن حزب الليكود، وترك حكومة نتنياهو بعد أن علم أن نتنياهو ينوي نقل حقيبة الدفاع إلى أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا". وأصبح يعلون بعدها معارضا كبيرا لحكم نتنياهو وأعلن أنه ينوي خوض الانتخابات على رأس حزب جديد.
وفي بيان إعلان انطلاق الحزب قال يعلون إنه سيعرض قريبا قائمة بشخصيات انضمت إلى الحزب والمشترك لهم هو النزاهة السياسية. ومن الواضح أن دعايته الانتخابية ستكون حول النزاهة في ظل التحقيقات مع رئيس الحكومة الإسرائيلية في ملفات فساد.

حزب "اليمين الجديد"

حزب أقيم حديثا برئاسة الوزيرين أييلت شاكيد ونفتالي بينيت نتيجة انشقاق هذين السياسيين البارزين عن حزب "البيت اليهودي".
الدافع الرئيس وراء إقامة هذا الحزب، من ناحية بينيت الذي كان يترأس "البيت اليهودي"، هو الانفصال عن الجهات المتطرفة في اليمين المتدين الصهيوني، واستقطاب المزيد من العلمانيين اليمينيين إلى حزب. وثمة سبب آخر هو إقامة حزب يميني مستقل يمكن أن ينازع نتنياهو على أصوات اليمين وعدم البقاء كحزب تابع لنتنياهو ومتعلق به. وأفلح الحزب منذ انطلاقه في ضم شخصيات إعلامية وسياسية بارزة ويتوقع له أن يحقق مفاجأة في الانتخابات القريبة.

حزب "جيشر" ("جسر")

حزب أقيم حديثا برئاسة عضو الكنيست أورلي ليفي- أبكسيس التي انشقت عن حزب "إسرائيل بيتنا". وهي نجلة السياسي الإسرائيلي اليميني المعروف من أصول مغربية دافيد ليفي، الذي شغل منصب نائب في الكنيست الإسرائيلي نحو 37 عاما وتولى عدة مناصب وزارية. والملفت أن الاستطلاعات تشير إلى أن حزب ليفي أبكسيس في صعود مستمر.
وتؤكد ليفي في المقابلات معها أن همها الأكبر هو العمل الاجتماعي، وأن حزبها الجديد سيضم شخصيات تطمح إلى إحداث تغييرات اجتماعية في إسرائيل لكسر احتكار رأس المال وجسر الفجوات بين المركز والأطراف ودعم الطبقات الضعيفة لتنعم بحياة مشرفة في إسرائيل.

حزب "هتنوعا" ("الحركة")

أقيم حزب "الحركة" العام 2013 برئاسة تسيبي ليفني. حتى قبل عدة أسابيع كان الحزب جزءا من "المعسكر الصهيوني"، وهو تحالف مع حزب العمل برئاسة آفي غباي. لكن زعيم العمل أسقط قنبلة سياسية بالإعلان عن فك الوحدة مع ليفني في بث مباشر من دون أن يعلمها بهذا مسبقا.
وتشير الاستطلاعات إلى أن ليفني التي كانت يوما تنتمي إلى حزب الليكود وثم إلى حزب كديما برئاسة أريئيل شارون ثم إيهود أولمرت، لن تنجح في دخول الكنيست لوحدها. لذلك من المتوقع أن تتحد مع حزب آخر. وكانت ليفني قد أوضحت أن المهم هو إنشاء كتلة من أحزاب اليسار والمركز ضد كتلة اليمين التي يترأسها نتنياهو.

 

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات