دعا مستشار سابق في الحكومة السعودية إسرائيل إلى الإعلان عن موافقتها على مبادرة السلام العربية لحل الصراع العربي - الإسرائيلي، وقال إن العاهل السعودي الملك سلمان وكبار مستشاريه يؤيدون المبادرة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الاثنين عن مدير "مركز الدراسات الإستراتيجية والقانونية" في جدة الدكتور أنور عشقي، قوله إنه "بعد أن شكل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حكومته الجديدة، فإنني أدعوه إلى أن يقول نعم لمبادرة السلام العربية. والمبادرة ما زالت سارية المفعول ومطروحة ولم تختفِ بعد تغيير الحكم في السعودية".
وأضاف عشقي، في مقابلة أجرتها معه مراسلة "يديعوت أحرونوت" للشؤون العربية سمدار بيري في العاصمة القطرية الدوحة، أن "الملك سلمان وكبار مستشاريه يؤيدون المبادرة. وحان الوقت لأن توافق إسرائيل عليها أيضا. ولا توجد خطة سلام أخرى".
وأوضح عشقي أنه لا يتردد في التحدث إلى صحيفة إسرائيل لأن "الموضوع هام ويجب تمرير رسالة إلى نتنياهو والوزراء والجمهور الإسرائيلي مفادها أنه توجد خطة سلام بانتظار مصادقتكم عليها".
وتابع أنه "إذا وافقت إسرائيل على مبادرة السلام والتزمت بتطبيقها، فإن 22 دولة عربية و20 دولة إسلامية أخرى ستتعهد بتطبيع العلاقات معكم"، وأنه "عليكم أن تستوعبوا أننا نريد التعايش بين الدول العربية وإسرائيل".
وقال عشقي إن "السعودية تلتزم بتعهداتها دائما، وسترون عندما يحين أوان التطبيع أننا سنقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل سوية مع 22 دولة عربية وسنقيم تعاونا تجاريا وعلاقات ثقافية".
واعتبر عشقي أنه "يقولون إن نتنياهو شكل حكومة متطرفة. هذا لا يزعجني بل على العكس. ومن الجائز أن هذا أفضل من أجل تحقيق السلام، لأنه إذا وافق نتنياهو ووزراؤه على المبادرة، فإنه لن يعيقه أحد".
وحول تحفظات إسرائيل من المبادرة، قال عشقي إن "مبادرة السلام تنص على إخلاء المستوطنات وإسكانها بالفلسطينيين، لكن بالإمكان إجراء تبادل أراض وفقا للمتطلبات الأمنية وبموافقة الجانبين، والفلسطينيون الذين يقرروا ألا يعودوا سيحصلون على تعويض مالي".
وتابع أنه ستجري مفاوضات حول "المواضيع الإشكالية" تحت رعاية السعودية والولايات المتحدة ومصر والأردن، وأن المبادرة تشكل الحل السياسي الأنسب لأنها تستند إلى قرارات الأمم المتحدة.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كرّر الأسبوع الفائت أن هناك دولاً عديدة في منطقة الشرق الأوسط باتت تعي الخطر الذي تشكله إيران بالنسبة إليها بل بالنسبة للعالم بأسره، وشدّد على أن هذا الأمر ربما يساهم في توسيع عدد الجهات التي تمد أيديها للسلام.
وكان آخرها في سياق كلمة ألقاها خلال الجلسة الخاصة التي عقدها الكنيست لإحياء ذكرى مرور 70 عاماً لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية الأربعاء الفائت، قال فيها إن مواجهة التهديد الإيراني ستحتل مكاناً رئيساً في أولويات حكومته الجديدة التي من المتوقع أن تواجه تحديات كثيرة سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية. وأضاف أن العبرة التاريخية التي تم استخلاصها من الحرب العالمية الثانية تقضي بعدم تقديم تنازلات لنظام متطرّف يدعو إلى إبادة شعب ولديه طموحات توسعية.
وعقب رئيس الحكومة على ما قاله مساعد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أن إيران لديها إذن إلهي لتدمير إسرائيل، فأكد أن هذه الأقوال تثبت أنه حتى في حالة التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران والدول الست الكبرى فإن طهران لديها مهمة مقدسة لن تتخلى عنها هي تدمير دولة إسرائيل، ويسمع ممثلو الدول الكبرى المتفاوضون مع إيران هذا الكلام لكنهم برغم ذلك يواصلون المفاوضات كالمعتاد.
وأشار نتنياهو إلى أن هناك دولاً عديدة في منطقة الشرق الأوسط باتت تعي الخطر الذي تشكله إيران وهذا الأمر ربما يساهم في توسيع عدد الجهات التي تمد أيديها للسلام.
وشدّد نتنياهو على أن إسرائيل لن تكفّ عن المسعى الذي تقوم به لتحذير الدول الكبرى من أن التوصل إلى اتفاق ينطوي على تقديم تنازلات لإيران، سيتبيَّن لاحقاً أنه خطأ باهظ الثمن، وعلى أن إسرائيل ستدافع عن نفسها بقواها الذاتية أمام أي تهديد وقد أصبحت الآن خلافاً للماضي قادرة على حماية نفسها إزاء التهديدات بالقضاء عليها، مشيراً إلى أن مثل هذه التهديدات واجهها اليهود قبل 70 عاماً وعجزوا عن حماية أنفسهم منها.
وتكلم في الجلسة رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست إسحاق هرتسوغ فأكد أن على إسرائيل بذل قصارى جهدها لضمان الأمن والهدوء لمواطني الدولة من خلال استخدام القوة العسكرية وعقد تحالفات إقليمية والسعي المستمر للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع مع الفلسطينيين.