يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن خطة الحكومة المقترحة لدمج عدد كبير من السلطات المحلية في البلاد. ويكتنف الغموض الخطة المقترحة، بدءًا بدوافعها ومرورًا بتفاصيلها وطرق تنفيذها وانتهاءً بما ستؤول اليه من نتائج. ووفق النزر اليسير الذي أفضت به الجهات الرسمية حول خطة الدمج، ومن السياق الذي طرحت من خلاله، ألا وهو خطة الطوارئ الإقتصادية للحكومة الحالية، فإن المتوخى منها إحداث تقليص ملموس في ميزانية الحكم المحلي في البلاد.
تعارض وزارة الدفاع الاسرائيلية ورئاسة الاركان العسكرية اخلاء سريعاً لمدن في الضفة الغربية اعيد احتلالها منذ نحو عام، في "بادرة" حسن نية تجاه الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة ابو مازن.وقال نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم في تصريحات صحفية انه "يتعين التصرف بحذر وفي الوقت الحالي ليس لدينا سبب لتعديل سياستنا لان الطريق سيكون طويلا قبل ان يصبح بوسع الحكومة الفلسطينية القادمة الحد من العنف".
تشهد منطقة الشرق الاوسط خلال الايام القليلة القادمة سلسلة من التحركات والمشاورات الدبلوماسية، مع اقتراب موعد نشر خطة "خارطة الطريق" للتسوية السياسية بين اسرائيل وفلسطين، واستكمال تشكيل حكومة ابو مازن، وزيارة وزير الخارجية الامريكي كولن باول الى المنطقة.وتبدأ اسرائيل استعداداتها السياسية لمواجهة المتغيرات في القيادة الفلسطينية، وبالاساس تشكيل اول حكومة فلسطينية ذات صلاحيات كاملة، جاءت تجاوباً مع ضغوط دولية امريكية واسرائيلية، كخطوة اولى ضرورية وحتمية للعودة الى مائدة المفاوضات.
وديع أبونصار انشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الأيام الأخيرة بتحليل فرص رئيس الحكومة الفلسطيني المكلف محمود عباس (أبو مازن) في تحقيق تقدم في العلاقات الفلسطينية - الإسرائيلية المتدهورة. وفي الوقت الذي انشغل فيه بعض الإعلاميين الإسرائيليين بشرح ما يتوجب على أبي مازن فعله من أجل إحراز بعض التقدم في المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية المجمدة، تطرق نفر قليل منهم إلى أهمية قيام رئيس الحكومة الإسرائيلي بتقديم "مساعدات عينية" له، لينجح الأخير في المهمة الشاقة الملقاة على كاهله، في حين يكاد لا يتطرق أحد منهم إلى شرح ماهية المساعدات التي على شارون تقديمها في هذا الصدد.
الصفحة 949 من 1047