لم يكن وزير المالية بنيامين نتنياهو، ورئيس الهستدروت، عمير بيرتس، معنييْن بالاضراب الشامل في المرافق قبل "الفصح" اليهودي. وقد بحث الاثنان في الأيام الأخيرة عن سلم "ينزلان" بواسطته إلى الأرض الصلبة - ولكن من دون المسّ بمكانتيهما. وقد وجدا مساء أمس (9/4) الصيغة الملائمة لإبعاد خطر الاضراب، في الوقت القريب على الأقل، وللبدء في مفاوضات موضوعية حول الخطة الاقتصادية التي طرحتها المالية، وحول حقوق العاملين في القطاع العام.
كان الرئيس الأمريكي مصممًا. "عليكم أن تسهّلوا على ‘أبو مازن‘ لكي ينجح كرئيس للحكومة الفلسطينية"، قال لوزير الخارجية الاسرائيلي. وقد حاول سيلفان شالوم أن يوضح أن تعيين "أبو مازن" هو خطوة أيجابية، لكن إسرائيل ستفحص خطواته وما إلى ذلك. بوش قاطعه: "من المهم بالنسبة لي أن تساعدوه، لكي ينجح". وفي جلسة "المديرين" في قيادة النظام الأمريكي توجه الرئيس إلى وليام برينز، رئيس قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية: "أجلب لي ‘أبو مازن‘". برينز أجاب بأن التوقيت إشكالي، بأن المعانقة الأمريكية ستضر بالرئيس الجديد. "أريده في واشنطن"، أجاب الرئيس.وقد قال إسرائيليون عادوا من واشنطن إن هناك شائعات في المدينة مفادها: الرئيس يرغب بـ "شيء كبير" في الشرق الأوسط بعد فوزه في العراق. وابتداءً من اللحظة التي سيجلس في "أبو مازن" في كرسيه، فإن النظام سيكون أقل صبرًا تجاه خطوات إسرائيل العنيفة، بدءًا بالجدار الفاصل وتوسيع المستوطنات وانتهاءً بالمسّ بالفلسطينيين. ويتوقع النظام الأمريكي بعض اللفتات من جانب إسرائيل مثل إطلاق سراح أسرى، إخلاء مُستمسكات (مناطر استيطانية - المترجم) ونقل مُسرَّع للأموال. ومقابل ذلك، وُعدت إسرائيل بألا تُجبر على تسوية مع "الارهاب" الفلسطيني، أو على التحدث مع (الرئيس الفلسطيني) ياسر عرفات.
دقائق معدودة قبل انفجار العبوة الناسفة في مدرسة جبع جنوب شرق جنين (الاربعاء 9/4)، وصلت الى اجهزة الصحفيين المحمولة بيان جاء فيه ان تنظيم "انتقام العتاة" – الذي لم تكن هويته معروفة حتى الحادث – هو المسؤول عن العملية.ومن المعلومات التي نشرتها الصحف الاسرائيلية (الخميس 10/4) يتبين ان "انتقام العُتاة" هو تنظيم ارهابي يهودي غير معروف، اعلن مسؤوليته حتى الآن عن عملية ارهابية واحدة: قبل عام انفجرت عبوة ناسفة كبيرة جدًا في ساحة المدرسة في صور باهر في القدس الشرقية المحتلة.
بعد أن تنصرف البلدوزرات، هذا إذا ظهرت أصلا في قلب الناصرة، وبعد أن تُهدم أساسات الباطون لما خُطط ليكون مسجد "شهاب الدين"، من المفترض أن يُبنى في الموقع "ميدان سياحي عام"؛ هذا ما أمرت به الحكومة الاسرائيلة قبل سنة، وفي الطريق إلى تنفيذ هذا المخطط أمرت المحكمة، يوم الخميس (6 آذار)، بهدم المبنى <غير القانوني> الذي يمتد على مساحة 450 مترًا. ويقول موظفون حكوميون، إن هناك خططًا مفصلةً للميدان الجديد في الجوارير، وهناك ميزانية أيضًا؛ إلا أن الأساسات الإسمنتية القائمة إلى جانب الخيمة الاحتجاجية التي أقامتها الحركة الاسلامية على الأرض المتنازع عليها منذ سبع سنوات، ما زالت تبدو من داخل الخيمة متينة وراسخة.
الصفحة 889 من 1047