أدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون بمقابلات خاصة للصحف الإسرائيلية الثلاث ظهرت يوم الخميس، 30/6/2005، وذلك غداة أعمال الاحتجاج العنيفة التي شهدتها إسرائيل من طرف نشطاء المستوطنين واليمين المتطرف.
اتسمت المواقف الغربية تجاه أعضاء الجماعات اليهودية بازدواجية واضحة تكاد تخلو من العقلانية. إذ يُنظر إلى اليهود لا باعتبارهم أقليات مختلفة فيهم ما في البشر العاديين من الخير والشر، بل باعتبارهم كياناً جماعياً واحداً يُسمى "اليهود" أو الشعب اليهودي، وهو في الوقت نفسه شعب مختار، ومقدس، وروحاني. ومع ذلك، فقد كان يُنظر إليهم على الدوام بوصفهم تجاراً ومرابين، أو أشياء بشرية يمكن نقلها من مكان إلى آخر طبقاً لاحتياجات الطبقة الحاكمة، أي إنهم باختصار جماعة وظيفية.
عندما سُئل تساحي هنغبي (وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي)، مؤخرًا، بنوع من السخرية، ان كان قد تبنّى تقاليد الوزراء البريطانيين الذين يحرصون على عدم الحديث سوى في قضايا وزاراتهم، لم يضحك. اللباقة البريطانية؟ ليست متوفّرة بعد. ولكن يصعب تذكّر متى تحدّث الوزير الأكثر يمينية في "الليكود"، والأكثر تطرفا وحماسة، حول خطة الفصل مثلا.
تلوين المدى ديمغرافيًا
منذ تهجير الفلسطينيين في 1948 وفيما بعد التهجير الداخلي والخارجي في الخمسينيات، تقوم حكومات اسرائيل المتتالية بعملية "تلوين المدى" والتي تستهدف تلوينه بالابيض. ولكن، تشوب هذا البياض بعض البقع السوداء التي تحاول الحكومة الاسرائيلية تقليصها بقدر الامكان.
الصفحة 873 من 1047