رجال الأعمال الاسرائيليون ما عادوا مكترثين بحضور مؤتمر قيسارية
يُقال إنه إذا كان المرء كذوباً فعليه أن يكون ذَكوراً، أي قوي الذاكرة حتى لا يتناقض مع نفسه فينفضح أمره ويحبط عمله. وفي إدارته لقضية استفزاز الفرنسيين اليهود نحو الهجرة إلى إسرائيل، وقع رئيس الوزراء الإسرائيلي اريئيل شارون في هذا المحظور. لقد كان كذوباً ولم يكن ذكوراً!. فهو دعا يهود فرنسا فعلاً الى الهجرة فورا إلى إسرائيل بسبب ما وصفه بتفجر موجة من معاداة السامية، مُعللاً ذلك بوجود نسبة كبيرة من الفرنسيين من ذوي الأصول العربية. وأحد أوجه الخطأ هنا أن هذا التصريح هو من الوضوح و"الطزاجة" بما لا تجدي معه محاولات الترقيع والتجميل والانسحاب المنظم عبر الاعتذار الممجوج والمبتذل بالقول بأن "الكلام أُسيء فهمه".
تتواصل في اسرائيل ردود فعل الأوساط السياسية والامنية على التحذيرات التي اطلقها وزير الامن الداخلي، تساحي هنغبي، السبت، بشأن احتمال قيام اليمين الاسرائيلي المتطرف بتنفيذ عملية ارهابية إستراتيجية ضد الحرم القدسي الشريف، في محاولة لمنع تنفيذ خطة "فك الارتباط" القاضية باخلاء مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات في الضفة الغربية.
رأى معلقون إسرائيليون للشؤون الحزبية أن الإجتماع "التظاهري"، الذي عقده (الأحد) وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم، وحضره المئات من أنصاره في حزب "الليكود" المعارضين لتحركات رئيس الوزراء وزعيم الحزب، أريئيل شارون باتجاه تنفيذ خطة الإنسحاب من قطاع غزة وإخلاء المستوطنين القاطنين هناك وضم حزب "العمل" لحكومته، إنما يعكس وبالدرجة الأولى تخوف "شالوم" على مصيره ومستقبله "الشخصي"، أكثر من أن يكون (الإجتماع) وسيلة للتعبير عن مواقف وقناعات سياسية، يناضل وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء من أجلها، وهو الذي سبق له أن أيد "خطة شارون" !
الصفحة 800 من 1047