ردّت إحدى الكاتبات على مجموعة مقالات نشرتها مؤخرًا بعنوان "مسائل في الصهيونية" وادعت أن المشكلة الأساسية لأمراض إسرائيل هي الدين، أو كما عكست ذلك في العنوان الفرعي لمقالها "كيف ابتليت الصهيونية السياسية بالدين اليهودي". وكتبت هناك: "عندما ولدت الصهيونية كفكرة متنورة ومثيرة وغنية بالوعود، لم تعرف تماما كيف تفصل المستقبل الصهيوني عن الماضي اليهودي". وطرحت أسئلة مثل: "لماذا يتصرف الشعب الإسرائيلي بشكل لا يتلاءم تماما مع مجموعات كولونيالية أخرى"؟.
قراءة في وثائق إسرائيلية ووثائق الأمم المتحدة
لسنا بصدد دراسة شاملة ومستفيضة لما آلت إليه أملاك الطائفة الأرثوذكسية في فلسطين، إلا أن الأحداث الأخيرة تفرض علينا بعض الإضاءات على صفحات، ربما تكون مظلمة.
شيعت إسرائيل يوم 26/4/2005 رئيسها السابق، أحد اكبر جنرالاتها العسكريين عيزر فايتسمان الذي غيبه الموت يوم السبت عن 81 عاما قضى ثلثيها في النشاط العسكري والسياسي، وهو الذي بدأ حياته صقرا جارحا آمن بـ«أرض إسرائيل الكاملة» وأنهاها معترفاً بأن للقوة العسكرية حدوداً وأن لا خيار آخر سوى تحقيق السلام بين الدول العربية وإسرائيل يقوم على انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1967.
الكلام الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون في شأن شعر محمود درويش ونشرته صحف ومواقع إلكترونية عدة، يستحق وقفة تأمل، ليس لأن قائله هو هذا السياسي المتهور والمتعنت الآتي من صفوف العسكر بل لأن الكلام يعبّر عن حقيقة طالما تغاضى عنها المحتل الإسرائيلي وتجاهلها قصداً. أبدى شارون إعجابه بشعر محمود درويش وقال إنه يحسده ويحسد الشعب الفلسطيني على علاقته بأرضه، وهي العلاقة التي كان درويش خير من عبّر عنها في قصائده. قال شارون هذا الكلام في سياق حديث له عن الأدب الإسرائيلي اليساري والمتمرد معلناً أن السياسة شيء والإبداع شيء آخر.
الصفحة 696 من 1047