"المشهد الإسرائيلي" - خاص
أصدرت حركة سلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967 تقريرا أكدت فيه على أن إسرائيل تواصل توسيع المستوطنات في الضفة الغربية بهدف محو الخط الأخضر، وذلك على الرغم من تعهدات إسرائيل على لسان رئيس حكومتها، ايهود أولمرت، بتجميد البناء في المستوطنات في الضفة. وقال التقرير الصادر مساء أمس، الاثنين – 25.8.2008، والذي جاء ليلخص النشاط الاستيطاني في النصف الأول من العام 2008، أنه "ازداد خلال السنوات الأخيرة التوجه نحو مسح معالم الخط الأخضر من خلال البناء المكثف الذي يهدف إلى إيجاد تواصل على الأرض للكتل الاستيطانية مع المستوطنات المعزولة في قلب الضفة الغربية".
"المشهد الإسرائيلي" - خاص
في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير صحفية عن وجود خلافات كبيرة، وربما غير قابلة للجسر في المرحلة الحالية، في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وفيما تحدث تقرير أصدرته حركة سلام الآن عن استمرار إسرائيل بالتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، الأمر الذي يعرقل تقدم هذه المفاوضات، اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، أن ثمة تقدما في المفاوضات وأنها لا تقف في المكان الذي كانت فيه قبل عام. ويبدو أن اقتراب رايس من نهاية ولايتها بحلول مطلع العام المقبل، والانتقادات التي تتعرض لها في بلادها على أدائها، ورغبة الإدارة الأميركية في إظهار انجاز سياسي وسط الأوحال التي تغوص فيها الإدارة الأميركية في العراق وأفغانستان ونهوض "الدب الروسي"، كل هذا جعل رايس تمتنع عن رؤية واقع وحقيقة الصراع هنا.
اقتحمت قوات كبيرة من جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والشرطة مكاتب "جمعية الأقصى" التابعة للحركة الإسلامية – الجناح الشمالي برئاسة الشيخ رائد صلاح في مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر قبيل فجر أمس، الأحد – 24.8.2008، وصادرت محتوياتها. وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إنه تم إغلاق مكاتب "جمعية الأقصى" التي تعنى بالحفاظ على المقدسات الإسلامية بعد أن أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، أمرا يعتبر الجمعية "منظمة غير مسموح بها" بادعاء أنها تمول وتقوم بنشاطات مشتركة مع "مؤسسة الدعوة" في القدس الشرقية والتي تعتبرها السلطات الإسرائيلية أنها تابعة لحركة حماس.
"المشهد الإسرائيلي" – خاص
في الوقت الذي يحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، إعطاء انطباع بوجود تقدم في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، والحديث عن تقدم كبير في قضية الحدود، يظهر أن الخلافات كبيرة جدا بين الجانبين حول هذه القضية وأيضا حول الترتيبات الأمنية، في الدولة الفلسطينية بعد قيامها. كذلك فإن الفجوات في مواقف الجانبين حول قضيتي حق العودة للاجئين الفلسطينيين والقدس واسعة جدا، خصوصا وأن أولمرت يرفض الحديث عن مفاوضات حول القدس، تحسبا من انهيار تحالفه الحكومي، على خلفية تهديد حزب شاس بالانسحاب من الحكومة، ويعمل في الوقت ذاته على فرض وقائع على الأرض من خلال التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية وحولها. وفي ظل هذه الخلافات، وخلافات بين القيادة الإسرائيلية حول احتمالات تقدم المفاوضات، تصل وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى المنطقة في محاولة لجسر الفجوات العديدة وإظهار تحقيق إنجازات بعدما تعرضت لانتقادات شديدة في بلادها على أدائها في قضايا عديدة أخرى، بينها أدائها المتعثر في حرب القوقاز.
الصفحة 144 من 489