بحضور 75 من اعضاء المجلس التشريعي الـ 85، افتتح المجلس التشريعي الفلسطيني (الثلاثاء 29/4) في رام الله دورته للتصويت على الثقة بحكومة رئيس الوزراء المكلف محمود عباس (ابو مازن) . وافتتح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رسمياً هذه الدورة الاستثنائية في احدى قاعات المقاطعة، المقر العام للسلطة الفلسطينية.وقال احمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في كلمة افتتاحية لة امام المجلس: "نقول للعالم شكراً لكلم على محاولتكم ولكننا الان جميعًا بقيادة الاخ ابو عمار ننتظر ان توفوا بالتزاماتكم، ننتظر ان تتركونا وشأننا، فنحن شعب ناضج من طول المعاناة والنضال الشجاع".
واضاف ابو علاء: "القرار قرارنا والاصلاح شأننا. كفى ان تمارسوا ضغطكم علينا. قولوا بصراحة للمحتل ان ينهي احتلاله وللمعتدي ان يوقف عدوانه حتى نستطيع ان نعود مرة اخرى الى طاولة المفاوضات لنواجه الالتزام الدولي الاكبر والاهم الذى اطلقة الرئيس جورج بوش بقيام دولة فلسطينية مستقلة".
الرئيس عرفات يدعو اسرائيل للتحرك من اجل السلام ويبدي استعداده لتنفيذ المسؤوليات الامنية
ودعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الشعب الاسرائيلي الى التحرك من اجل السلام مبديا في الوقت نفسه استعداده لتنفيذ المهام الامنية اذا انسحبت اسرائيل من الاراضي الفلسطينية. وقال الرئيس عرفات في كلمة امام المجلس التشريعي: "اننا ندعو الشعب الاسرائيلي بكافة قواه الى التحرك من اجل التحرك الجدي من اجل السلام لمستقبل اطفالنا واطفالهم".
واضاف "لنعش في امن وسلام وجوار حسن بدون احتلال وبدون استيطان وبدون تهديد لامن شعبنا وبدون مصادرة وتجريف المنازل والمزارع والاغتيالات والضرب والدمير لبنيتنا التحتية وفي مواجهة مايسمى بحائط برلين حول القدس وبيت لحم وتهويد القدس الشريف وبيت لحم والسور الواقي الذي ياكل اراضينا ومزارعنا".
واشار عرفات الى "ان استمرار هذا الاحتلال الاسرائيلي والحصار لشعبنا الفلسطيني وقيادته المنتخبة يغلق الطريق امام أي محاولة دولية لحل المشكله على اساس السلام الحقيقي العادل والدائم والشامل ودولة اسرائيل والانسحاب من جميع الاراضي العربيه المحتله ".
ومن جهة اخرى ابدى الرئيس الفلسطيني استعداد الاجهزة الامنية لتنفيذ المهام الامنية التي تطالب بها اسرائيل اذا ما انسحبت من المناطق التي اعادت احتلالها في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال الرئيس عرفات "ان شعبنا واجهزتنا الامنية على اتم استعداد للقيام بمهامها الامنية المنصوص عليها في الاتفاقات الامنية بيننا وبين اسرائيل في حال انسحاب القوات الاسرائيلية الى مواقعها السابقة، واستئناف عمل مكاتب الارتباط والتنسيق الامني وفق ما نصت عليه الاتفاقات بين الجانبين وتفاهمات جورج تينت وتقرير ميتشيل". واكد "ان انسحاب القوات الاسرائيلية الى خط 28 ايلول 2000 وتسلم قوات الامن لفلسطينية لمهامها هو الخطوة الاولى لانجاح خريطة الطريق ومفاوضات السلام بيننا وبين الاسرائيليين".
وعلى الصعيد الداخلي شدد عرفات على وحدة الشعب الفلسطيني وقال "ان وحدتنا الوطنية هي مصدر قوه وصمود هذا الشعب العظيم في وجه هذه الالة العسكريه المدمرة وفي مواجهة الاعصار التي تواجهه امتنا العربية في هذا الوقت المصيري والعمل الجاد والدؤوب لتعزيز وحدتنا".
ودعا الرئيس عرفات حكومة ابو مازن "الى استئناف الحوار الوطني في الداخل والخارج مع كافة القوى الفلسطينية في الداخل والخارج في القاهره وداخل الوطن". واكد انه "لابد من المحافظة على سلامة السفينة الفلسطينية وسط الاعاصير في الشرق الاوسط وهذا يتطلب منا الالتزام ببرنامج العمل الوطني بجانب حماية كل المدنيين الفلسطينيين والاسرائيليين، وادعو الجميع على ابداء الحرص على سمعة شعبنا امام الاسرة الدولية التي تعمل على مساعدة شعبنا".
وتابع الرئيس قائلا: "يجب ان يكون معلوما للعالم ان الاحتلال والاستيطان والعقاب الجماعي هي مصدر كل الشرور في الشرق الاوسط ومصدر الخطر الذي يهدد امن المنطقه وادعو كل الاحرار للعمل على انهاء الاحتلال على العراق الشقيق ارض الرافدين".
وشدد في النهاية على ان "المرحلة صعبة والوضع دقيق وخطير كذلك" مطالبا المجلس بـ "منح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة اخي ورفيق دربي ابو مازن ومراقبتها ومحاسبتها كحكومة ووزراء كل في مجال اختصاصه".
واعتبر الرئيس عرفات ان ذلك من شأنه "ان يعزز الديمقراطية الفلسطينية والتلاحم والشفافية وسيادة القانون واستقلال القضاء والحفاظ على وحدتنا الوطنية وتحقيق هدف شعبنا في الاستقلال والحرية واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ابو مازن: لن نقبل "بالتحريض على العنف"
واعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف محمود عباس (ابو مازن) انه لن يقبل من الآن فصاعدا "بلغة التحريض" على العنف، خلال جلسة المجلس التشريعي الفلسطيني للتصويت على الثقة بحكومته. وقال ابو مازن خلال الجلسة في رام الله "ندعو فصائل المعارضة (الفلسطينية) الى الحوار والى وقف لغة التحريض" على العنف.
وتطالب اسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة بوقف العنف و"التحريض على العنف" من الجانب الفلسطيني لاستئناف عملية السلام. ودعا ابو عمار الاسرائيليين الى الاختيار "بين الاستيطان والسلام" خلال جلسة المجلس التشريعي الفلسطيني للتصويت على الثقة بحكومته. وقال ابو مازن متوجها الى الشعب الاسرائيلي "لن يكون هناك سلام حقيقي الا بدون المستوطنات. ولكم ان تختاروا". وتابع "اننا نرفض الارهاب ايا كان مصدره ونمد يدنا لكم من اجل التفاوض".