قال ألوف بن، المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، الذي رافق رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، في جولته الأميركية، في معرض تلخيصه لهذه الجولة، إن خطاب أولمرت في مؤتمر الجاليات اليهودية في لوس أنجلوس، أوضح أن إسرائيل ماضية في طريق التصادم مع إيران... وقد حاول أولمرت أن يخفّف قليلاً مما قاله في هذا المؤتمر، وأسرّ للمراسلين في طائرته العائدة إلى إسرائيل بأن أقواله استهدفت "إثارة الرأي العام والحكومات في العالم". غير أن العالم نائم. ورئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، اتفق مع أولمرت على وجوب إيقاف البرنامج النووي الإيراني "لكن أميركا ملزمة بالحصول على دعم الأسرة الدولية، من أجل أن ننجح في إزالة هذا التهديد القاتل"، على حد قول رئيس الحكومة. المشكلة أن الأسرة الدولية تسمع تهديدات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بالقضاء على إسرائيل وتسمع تصريحاته بأن إيران ستحتفل قريبًا "ببلوغ حقوقها النووية" ولا تتأثر تمامًا.
تثير مغادرة أكثر من ألف من سكان بلدة سديروت جنوب إسرائيل الى مدينة إيلات البعيدة (بمحاذاة طابا المصرية) هرباً من قذائف «القسام» الفلسطينية التي قتلت أحد السكان الأربعاء الماضي، جدلا واسعا في إسرائيل لسببين، أولهما أن الصور التي تبثها شاشات التلفزة عن التدافع الى 20 حافلة أقلت الهاربين الى الاستجمام والراحة في إيلات قد تمس بمعنويات عموم الإسرائيليين وبصورة الدولة العبرية في العالم الذي سبق ان رأى مئات آلاف الإسرائيليين يغادرون الصيف الماضي شمال إسرائيل الى مركزها وجنوبها هربا من صواريخ الكاتيوشا التي أطلقها «حزب الله»، والسبب الثاني يعود الى حقيقة أن من وفر الفنادق لاستقبال الهاربين من سديروت لم تكن الحكومة الإسرائيلية إنما البليونير الإسرائيلي الروسي الأصل أركادي غايدماك من جيبه الخاص.
تجدّدت حرب الجنرالات في الجيش الإسرائيلي مؤخرا بشكل غير مسبوق وسط توقعات داخل الجيش بتعيين الجنرال في الاحتياط غابي أشكنازي خلفا لرئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس.
إسرائيل لا تشكّل مركبًا مركزيًا في تعريف الهوية اليهودية للشبان اليهود في الولايات المتحدة
تبلغ نسبة اليهود الذين يقيمون في إسرائيل والولايات المتحدة 80 بالمائة من عددهم الإجمالي. وقد درجت العادة على النظر إلى هؤلاء باعتبارهم شعبًا واحدًا. غير أن نتائج بحثين جديدين نشرا مؤخرًا تتناقض مع هذا الاتجاه.
يشير البحث الأول، الذي أجري في جهاز التعليم الحكومي في إسرائيل، إلى أن معلومات الطلاب الإسرائيليين اليهود حول يهود الولايات المتحدة تكاد تكون صفرًا. أما البحث الثاني، الذي أجري بين أبناء الشبيبة لدى يهود الولايات المتحدة، فقد أشار إلى أن إسرائيل تشغل مكانًا هامشيًا في الهوية اليهودية لهؤلاء.
في إطار البحث الإسرائيلي، الذي أنجز من قبل "كلية ليفينسكي" بين 150 مدرسًا للتاريخ والمدنيات، أجاب 13% فقط من بين المستطلعين بأنّ موضوع يهود الولايات المتحدة يجري تدريسه في مدارسهم "مرة واحدة على الأقل". وقال أكثر من 60% من المدرسين إن الموضوع لا يتم تدريسه البتة. ولم يعرف 25% منهم كيفية الإجابة عن السؤال.
وقال الحاخام إدوارد ريطيغ، من اللجنة اليهودية- الأميركية، الذي أشرف على تركيز البحثين، إنه فوجئ من خطورة النتائج التي تدل على "فشل تربوي وتدهور في منزلق الاغتراب المتبادل". وقال ريطيغ أيضًا إن مفتشين رفيعي المستوى في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية حاولوا إفشال البحث ومنعوا الباحثين من التوجّه المباشر إلى المدرسين.
أما عضو الكنيست ميخائيل ملكيئور (ميماد- العمل)، والذي بادر إلى إجراء نقاش في الكنيست حول نتائج البحثين، فقد أكدّ أن "وعود وزراء التربية والتعليم في إسرائيل بزيادة حصص دراسة الشعب اليهودي هي مجرد ضريبة كلامية، وعمليًا فإنّ جميع برامج التعليم حول هذا الموضوع بقيت على الرفوف".
وقد وعدت وزيرة التربية والتعليم الحالية، يولي تامير، مؤخرًا بزيادة موضوع تدريس اليهودية، وقالت إن من شأن ذلك أن "يسهم بصورة كبيرة في بلورة الهوية اليهودية للطلاب". لكن خلال النقاش الذي جرى في الكنيست تبيّن أن وزارة التربية والتعليم لا تعمل على تطبيق برامج تعليم جديدة حول الموضوع، رغم أن إعداد هذه البرامج انتهى منذ مدة طويلة. فقد تأجل تطبيق برنامج جديد لتدريس التاريخ لسنة واحدة. أما تطبيق برنامج تدريس المدنيات فلا يزال ينتظر قرار الوزيرة بتوسيع تدريس المدنيات من وحدة واحدة إلى اثنتين. وهناك برنامج تعليم إضافي في موضوع يهود الشتات مخصص لطلاب الصفوف التاسعة يجري العمل به منذ عامين كمشروع تجريبي في مدارس القدس وبئر السبع.
ووفقًا لصحيفة "هآرتس"، التي نشرت تقريرًا عن ذلك، فإن البحث الذي أجري في الولايات المتحدة يجمل نتائج جميع الأبحاث التي أنجزت في السنوات الأخيرة بين حوالي مليون ونصف مليون يهودي أميركي في سن 20 و30 عامًا. والخلاصة المشتركة لجميع هذه الأبحاث أن إسرائيل لا تشكّل مركبًا مركزيًا في تعريف الهوية اليهودية لهؤلاء الشبان. وهكذا، مثلاً، فإنه في البحث الذي أجري في العام 2000، تمّ تدريج إسرائيل في المكان الـ 11 من مجموع 15 مركبًا للهوية تم عرضها على المستطلعين. وأظهرت جميع الأبحاث هبوطًا مضطردًا في مستوى التماثل مع إسرائيل كلما كان عُمر المستطلعين أصغر. كما حصل تراجع ملموس في شعور الانتماء إلى الشعب اليهودي مع تغيّر الأعمار: مثلاً أظهر بحث من العام 2001 أن أقل من 30% من الشبان يشعرون بالانتماء إلى "الشعب اليهودي" مقابل 42% من أبناء 65 عامًا فما فوق.
وقد توجّه الحاخام ملكيئور، خلال جلسة البحث التي ذكرناها أعلاه، إلى طلاب ثانويين حضروا إلى القاعة بالصدفة وسألهم عما إذا كانوا يعرفون شخصية يهودية أميركية واحدة. وقد أجابوا بالرفض.
وقال الطلاب إنهم درسوا عن يهود الولايات المتحدة بين الحربين العالميتين في إطار دروس التاريخ، وبحسب أقوالهم فإنّ برنامج التعليم لم يكن مثيرًا للاهتمام ولم يتم شمله في امتحانات البجروت (التوجيهي). وقالت إحدى الطالبات إن هذا البرنامج يمكن أن يكون أكثر إثارة إذا ما شمل لقاءات مع يهود أميركيين في عمرها.
وقال د. رافي شنياك، أحد المشاركين في جلسة النقاش، إنّ النقاش في الكنيست لم يتطرّق إلى الأسئلة الجوهرية في علاقات إسرائيل ويهود الشتات وفي مقدمة ذلك السؤال فيما إذا كان "اليهود ما زالوا شعبًا واحدًا". وأضاف شنياك، وهو مؤسس مركز تدريس الشعب اليهودي في "كلية ليفينسكي"، أنه يتمّ تحويل اليهودية في الولايات المتحدة إلى دين "طبيعي"، كما يجري تحويل اليهود في إسرائيل إلى "شعب طبيعي". وفسر شنياك ذلك بقوله إن تعامل يهود الولايات المتحدة مع إسرائيل واللغة العبرية مماثل لتعامل المسيحية الكاثوليكية مع اللاتينية والفاتيكان، في حين أن إسرائيل تجعل الهوية اليهودية متماثلة مع اللغة والثقافة العبريتين.
الصفحة 269 من 489