المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال ألوف بن، المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، الذي رافق رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، في جولته الأميركية، في معرض تلخيصه لهذه الجولة، إن خطاب أولمرت في مؤتمر الجاليات اليهودية في لوس أنجلوس، أوضح أن إسرائيل ماضية في طريق التصادم مع إيران... وقد حاول أولمرت أن يخفّف قليلاً مما قاله في هذا المؤتمر، وأسرّ للمراسلين في طائرته العائدة إلى إسرائيل بأن أقواله استهدفت "إثارة الرأي العام والحكومات في العالم". غير أن العالم نائم. ورئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، اتفق مع أولمرت على وجوب إيقاف البرنامج النووي الإيراني "لكن أميركا ملزمة بالحصول على دعم الأسرة الدولية، من أجل أن ننجح في إزالة هذا التهديد القاتل"، على حد قول رئيس الحكومة. المشكلة أن الأسرة الدولية تسمع تهديدات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بالقضاء على إسرائيل وتسمع تصريحاته بأن إيران ستحتفل قريبًا "ببلوغ حقوقها النووية" ولا تتأثر تمامًا.

وتابع بن: أولمرت صعّد اللهجة دون أن يتشاور مع الجهاز المهني الذي يعمل في مواجهة إيران... فما الذي أدى إلى تغيير موقفه؟ حسب تقدير موظفين حكوميين رفيعي المستوى فإن ما دفع أولمرت إلى ذلك هو ضائقته السياسية في مواجهة قادة المعارضة وحتى في مواجهة بعض أعضاء حكومته.

خبراء في الإستراتيجيات يشككون في مقدرة إسرائيل على أن تهاجم إيران بواسطة قصف جوي يدمّر المنشآت النووية، مماثل للهجوم على الفرن الذري العراقي في 1981. وهؤلاء يعرضون ثلاثة شروط مسبقة لعملية كهذه: 1. استخبارات دقيقة ومستجدة حول موقع الأهداف، التي تم إخفاء قسم منها عميقًا في باطن الأرض وفي خنادق محصنة، 2. تسلح مناسب يمكنه إبادة الأهداف بصورة أكيدة تمامًا، 3. تنسيق سياسي مع الأميركيين. ففي الطريق من إسرائيل إلى إيران هناك قوات كبيرة من الجيش الأميركي في العراق والسعودية. ومن شأن الأميركيين أن يتعرضوا للمسّ من ردّ فعل إيراني، تمامًا كما أن من شأن إسرائيل أن تتعرّض للمسّ في حالة هجوم أميركي على إيران. ولذا فلا وجود لهجوم إسرائيلي مستقل من غير إذن مسبق من رئيس الولايات المتحدة. فهل حصل أولمرت على موافقة كهذه، ولذا خرج راضيًا جدًا في زيارته في البيت الأبيض؟.

وختم قائلاً: التحدي الذي أخذه أولمرت على عاتقه ليس بسيطًا. وكلما صعّد تحذيراته فسيكون من الصعب عليه أن ينزل عن الشجرة مستقبلاً وأن يقنع الجمهور الواسع أنّ في الإمكان التعايش مع قنبلة نووية إيرانية. ولذا يمكن التقدير بأن المواجهة آخذة في الاقتراب.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات