كشف خبر بثته القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي حول إمكانية تمديد ولاية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، عن توتر وأزمة شديدة في العلاقات بين أشكنازي ومكتبه وبين وزير الدفاع، ايهود باراك، ومكتبه. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء – 10.2.2010، إنه "منذ فترة طويلة يغلف بخار الوقود المكتبين، بحيث أن عود الثقاب الذي سيؤدي إلى الانفجار الكبير هو مسألة وقت وحسب".
وكان السبب المباشر للكشف عن التوتر بين باراك وأشكنازي الخبر الذي نشرته القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، أمس، حول دراسة إمكانية تمديد ولاية أشكنازي على خلفية التوتر بين إسرائيل وإيران. فيما عبر مكتب باراك عن غضب شديد من الخبر وشدد على أنه لم يتم بحث إمكانية التمديد لأشكنازي في أية هيئة، خصوصا وأن قرارا كهذا هو بأيدي باراك بصفته وزير للدفاع.
وأصدر مكتب باراك في أعقاب نشر الخبر بيانا شديد اللهجة اتهم فيه الناطق العسكري، أفي بنياهو، بالمسؤولية عن نشر الخبر وأنه "من صناعته". وجاء في بيان مكتب باراك أن "ثمة تقدير كبير لرئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي في جهاز الأمن لكن موضوع تمديد ولايته بسنة إضافية لم يتم بحثه أبدا في أية هيئة". وأضاف المسؤولون إن "نشر الخبر الذي هو من صناعة الناطق العسكري أفي بنياهو، ألحق ضررا بمكانة رئيس هيئة الأركان وبمؤسسة رئاسة هيئة الأركان".
ولفت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن نص بيان مكتب باراك كان غير عادي، لأنه ذكر اسم الناطق العسكري بشكل واضح، وهو ضابط ما زال يرتدي الزي العسكري ويعمل تحت إمرة رئيس هيئة الأركان. كما أنه لم يكن ممكنا إصدار البيان بدون موافقة باراك شخصيا على نصه، الأمر الذي يكشف عمق الأزمة في العلاقات بين مكتبي باراك وأشكنازي اللذين يفصل بينهما باب وحسب.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن الأزمة نشأت عندما بدأ مدير مكتب باراك، يوني كورين، عمله. وكان الناطق العسكري بنياهو قبل ذلك شخصا مرغوبا فيه في مكتب باراك وكان بإمكانه التوجه مباشرة إلى باراك، الذي اقترح على بنياهو، في الماضي، الخروج من الجيش وتولي إدارة مكتب وزير الدفاع. وأضافت الصحيفة أن الخصومة بين بنياهو وكورين تعود إلى أواسط سنوات التسعين، عندما كان بنياهو ضابطا في وحدة الناطق العسكري وكورين مدير مكتب رئيس الأركان، باراك، في حينه. وبعد تولي كورين منصب مدير مكتب وزير الدفاع استبعد بنياهو عن مكتب باراك.
ووفقا ليديعوت أحرونوت فإن هذا الخلاف يخفي تحته خلافا أكبر بين باراك وأشكنازي وعدم رضا الأخير من قرار باراك بتعيين اللواء بيني غانتس، نائبا لرئيس الأركان قبل شهور.
من جهة ثانية قالت صحيفة هآرتس ومحللون في الإذاعة الإسرائيلية العامة إن التوتر بين باراك وأشكنازي نابع من تخوف باراك من خوض أشكنازي المعترك السياسي، بعد خروجه من الخدمة العسكرية، وأن يصبح أفضل المرشحين لتولي وزارة الدفاع، الأمر الذي يهدد المستقبل السياسي لباراك.