المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 21.8.2009، أنه فيما اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، السويد بالصمت إبان محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية إلا أن السويد خصوصا عملت على إنقاذ عدد كبير من اليهود في حينه. كما أن ليبرمان قد يقدم على إلغاء زيارة لنظيره السويدي، كارل بيلدت، إلى إسرائيل. وتؤكد التصريحات التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون، مؤخرا، ضد السويد اتساع الأزمة في العلاقات بين إسرائيل والسويد، على خلفية نشر تقرير في صحيفة سويدية اتهم الجيش الإسرائيلي باستئصال أعضاء من أجساد أسرى فلسطينيين بعد إعدامهم بهدف المتاجرة فيها.

ويطالب ليبرمان نظيره السويدي بالتنديد فورا بالتقرير الذي نشرته صحيفة "أفتونبلاديت". وقالت هآرتس إنه في حال رفض السويديون استنكار ما جاء في التقرير فإنه ستتم دراسة إمكانية إلغاء زيارة بيلدت لإسرائيل قريبا، علما أن السويد هي الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي الآن.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله أمس إنه "خسارة أن وزارة الخارجية السويدية لا تتدخل في الفرية الدموية ضد اليهود" وأن "الأمر يذكر بموقف السويد في الحرب العالمية الثانية، إذ أنها لم تتدخل حينئذ أيضا". وقالت هآرتس إن ليبرمان يسبب حرجا كبيرا لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، خصوصا على ضوء تشويه ليبرمان للحقائاق التاريخية إذا أن السويد بالذات عملت على إنقاذ عدد كبير من اليهود خلال المحرقة.

ويلتقي السفير الإسرائيلي في ستوكهولم، بيني داغان، مع نائب وزير الخارجية السويدي، اليوم، وسيكرر طلب إسرائيل أمامه بأن تنشر الحكومة السويدية، فورا، بيان تنديد بالتقرير الصحفي. وبحسب هآرتس فإن التقديرات في وزارة الخارجية الإسرائيلية هي أن الحكومة السويدية سترفض الطلب الإسرائيلي ولذلك فإن إسرائيل تستعد لاتخاذ خطوات أخرى مثل إرجاء زيارة بيلدت لإسرائيل المتوقعة بعد عشرة أيام. كذلك تدرس الخارجية الإسرائيلية إمكانية تحويل زيارة بيلدت لإسرائيل إلى تظاهرة احتجاج إعلامية وأن يرفض المسؤولون الإسرائيليون التحدث معه في أي موضوع سوى موضوع التقرير الصحفي.

وفي سياق متصل أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، تعليمات للمستشار القانوني لوزارته بدراسة إمكانية رفع دعوى قذف وتشهير ضد الصحفي السويدي، دونالد بوستروم، الذي أعد التقرير الذي يتهم الجيش الإسرائيلي. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس، أن باراك بعث برسالة إلى بيلدت كتب فيها أنه يتوقع من الحكومة السويدية أن تتنصل من "النشر الكاذب والفضائحي الذي يتهم جنود الجيش الإسرائيلي باستئصال أعضاء من فلسطينيين".

وكان التقرير الذي نشرته الصحيفة السويدية "أفتونبلاديت" قد بدأ بقصة اليهودي الأميركي ليفي يتسحاق روزنباوم من بروكلين في نيويورك، الذي كان ضالعا مؤخرا في قضية المتاجرة بالأعضاء والتي أثارت عاصفة من ردود الفعل في الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف التقرير أنه يوجد شبهات لدى الفلسطينيين بأن شبانا أسرهم الجيش الإسرائيلي أرغموا على التنازل عن أعضاء في أجسادهم قبل أن يتم "إعدامهم" مثلما يحدث في الصين وباكستان. وتابعت الصحيفة أن شبهات من هذا القبيل من شأنها أن تقود محكمة العدل الدولية إلى إجراء تحقيق بشبهة ارتكاب إسرائيل جرائم حرب.

وقال باراك إن "الادعاءات التي أوردتها الصحيفة ليست انتقادات شرعية وإنما فرية عبثية لا أساس ولا مكان لها ولا حتى في محيط ديمقراطي يتمتع بحرية الرأي". واعتبر في رسالته إن "الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية في العالم وليس مستعدا لتلقي فريات تشوه اسمه واسم جنوده".

وصعدت قضية التقرير الصحفي الأزمة الحاصلة أصلا في العلاقات بين الدولتين وتبادل الاحتجاجات بينهما على خلفية انتقادات السويد لإسرائيل بسبب سياستها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكانت إسرائيل قد أعلنت عن أنها لا توافق على سلسلة الاحتجاجات السويدية "غير المتوقفة" منذ أن بدأت السويد تولي رئاسة الاتحاد الأوروبي.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات