تحدثت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الأحد 8.2.2009، عن وجود تفاؤل في إسرائيل حيال تقدم في المحادثات حول احتمال التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس، تطلق من خلاله إسرائيل عدد كبير من الأسرى، بينهم العديد من الأسرى الذين شملتهم قائمة حماس، مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة، غلعاد شاليت.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، في تصريحات لوسائل الإعلام "إنني لست متأكدا من أنه سيتم تحرير شاليت قبيل الانتخابات (الإسرائيلية العامة، التي ستجري بعد غد الثلاثاء) لكني آمل أن يتم تحريره قبل انتهاء ولاية الحكومة الحالية" وأنه "يجري بذل جهود عليا لإنهاء هذه القضية". وأكد باراك في مقابلة أجرتها معه القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي على أن "شاليت حي ويتنفس وحالته الصحية جيدة". وعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، مساء أمس، اجتماعا شارك فيه باراك ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، والوزير رافي ايتان، وتم خلاله الاستماع على تقرير من رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس غلعاد، حول المحادثات التي أجراها في مصر يوم الخميس الماضي.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "ثمة تقدم حاصل في المفاوضات لإعادة غلعاد شاليت، ويسود تفاؤل في إسرائيل بأن توافق حماس على التنازل وتليين موقفها". وقال صحيفة هآرتس إن منذ نهاية الأسبوع الماضي "ثمة مبرر لتفاؤل معين، فقد نشأت الآن فرصة حقيقية، ليس لاتفاق تهدئة متواصلة في قطاع غزة وحسب، وإنما، بحسب مصادر عدة مقربة من المفاوضات، لتحرير شاليت أيضا". وبحسب صحيفة معاريف فإنه "كلما تم التقدم باتجاه اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحماس، يبدو أنه طرأ تقدم ملموس على موضوع تحرير شاليت".
ونقلت معاريف عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى قولها إنه تمت بلورة مسار لصفقة مع حماس في موضوع شاليت، وأن من يقف الآن عائقا أمام توصل الجانبين لاتفاق هو رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، الذي لم يمنح ضوءا أخضر لإتمام الصفقة.
ونسبت هآرتس إلى مصادر إسرائيلية وفلسطينية قولها إنه تمت بلورة اتفاق تهدئة بين إسرائيل وقيادة حماس في قطاع غزة بوساطة مصر. وقدرت المصادر الإسرائيلية والفلسطينية أنه من الجائز أن تكون هناك بشرى إيجابية أولية قبل الانتخابات العامة، بعد غد، لكن هذا مرهون بمصادقة مشعل. وأشارت الصحيفة إلى أن الغموض ما زال يلف تفاصيل كثيرة في الاتصالات، لكن اتضح، بحسب هآرتس، أن التغير الهام طرأ على موقف قيادة حماس في قطاع غزة، التي أصبحت مستعدة لصفقة تشمل فتح المعابر ووقف إطلاق النار لمدة سنة ونصف السنة ولتحرير شاليت مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
وقالت يديعوت أحرونوت إن أولمرت يبذل قصارى جهده من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى وإعادة شاليت إلى إسرائيل قبل انتهاء ولايته في بداية شهر آذار المقبل. وأضافت الصحيفة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، يؤيد موقف أولمرت ويرى أنه ينبغي الموافقة على معظم مطالب حماس وإنهاء قضية شاليت بأقرب وقت ممكن. وبحسب يديعوت أحرونوت فإن إسرائيل أوضحت لحماس بواسطة مصر إنها ستوافق على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أدينوا بتنفيذ والتخطيط لعمليات قُتل فيها إسرائيليين وتصفهم إسرائيل بأن "أيديهم ملطخة بالدماء".
لكن محلل الشؤون العسكرية في يديعوت أحرونوت أشار، اليوم، إلى أن إسرائيل تأمل بأن توافق حماس على التنازل وإبداء ليونة فيما يتعلق بقسم من الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاقهم، وذلك في أعقاب "فشلها في عملية الرصاص المصبوب وحاجتها إلى استعراض انجازات أمام مؤيديها". ونقل فيشمان عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن حماس قد تتراجع عن قسم من المطالب على خلفية كونها "العنوان الوحيد للمحادثات حول مصير شاليت" في أعقاب الحرب على غزة.