سحب رئيس بلدية القدس، نير برْكات، خارطة هيكلية من شأنها تسهيل أعمال البناء للفلسطينيين في القدس الشرقية وفي المقابل يعتزم المصادقة على أربع بؤر استيطانية جديدة في ضاحية سلوان الملاصقة للبلدة القديمة، وذلك على الرغم من مطالب دولية، أميركية وأوروبية، بوقف إقامة بؤرة استيطانية في فندق "شيبرد" في ضاحية الشيخ جراح.
وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 22.7.2009، أن جمعية "إلعاد" الاستيطانية والتي تدير ما يسمى ب"مدينة داوود" في سلوان، قدمت أربعة طلبات شملت مخططات بناء في سلوان إلى بلدية القدس،خلال الشهور الماضية، وتوقع مقربون من الموضوع أن البلدية لن ترفض هذه الطلبات. ويتوقع أن تثير مخططات جمعية "إلعاد" ضجة دولية على ضوء مطالب بوقف إقامة البؤرة في الشيخ جراح، المؤلفة من 20 وحدة سكنية، وأيضا على ضوء إصدار البلدية عشرات أوامر الهدم لبيوت فلسطينيين قريبة من المواقع التي تخطط "إلعاد" إقامة البؤر الجديدة فيها.
وشملت مخططات "إلعاد" الجديدة إقامة عدد من المباني السكنية لليهود وموقف سيارات كبير وكنيس وروضة أطفال ومواقع سياحية وشق شوارع ومشاريع أخرى، وستنظر لجنة التنظيم والبناء في منطقة القدس في هذه المشاريع لإقرارها خلال الأشهر القريبة المقبلة. وتقع جميع هذه المخططات في حي وادي الحلوة في سلوان والذي يطلق عليه المستوطنون اسم "مدينة داوود".
وفي مقابل هذه المخططات فإن السلطات الإسرائيلية ترفض كافة طلبات الفلسطينيين للبناء في سلوان. ونقلت هآرتس عن يهوديت أوبنهايمر، المديرة العامة لجمعية "عير عاميم" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان في القدس الشرقية، قولها إن "الفلسطينيين لا يتمكنون من بناء حتى درجة واحدة في وادي الحلوة، بينما جمعية ’إلعاد’ مستمرة في الاستيلاء على الحي من خلال الحصول على دعم كامل من السلطات".
من جهة ثانية أصدر المستشار القانوني لبلدية القدس، المحامي يوسي حافيليو، تعليمات، في نهاية الأسبوع الماضي، باتخاذ إجراءات قضائية ضد مباني غير قانونية أقامتها "إلعاد" في "غابة السلام" الواقعة في الطرف الجنوب لضاحية سلوان. كما طالب حافيليو مهندس بلدية القدس بإنهاء تحقيق في الموضوع بأسرع وقت.
من جهة أخرى سحب بركات مخطط الخارطة الهيكلية البلدية في أعقاب طلبات من وزير الداخلية ورئيس حزب شاس، إلياهو يشاي، وأعضاء المجلس البلدي من أحزاب اليمين بزعم أن الخارطة "مؤيدة للفلسطينيين"، وذلك على الرغم من أن بركات أقر الخارطة الهيكلية ووقع عليها قبل شهرين ونصف. وعارض يشاي وأعضاء البلدية اليمينيين الخارطة الهيكلية لأنها تشمل منح الفلسطينيين في القدس الشرقية آلاف تصاريح البناء في أراضيهم وهو ما يعتبر "تصحيح غبن تاريخي" بحقهم ارتكبته السلطات الإسرائيلية منذ احتلال المدينة في العام 1967 من خلال رفض إصدار تصاريح بناء، في موازاة إقامة أحياء استيطانية كبيرة. ويطالب يشاي وأعضاء البلدية بتعديل الخارطة الهيكلية بشكل يقلص عدد تصاريح البناء للفلسطينيين وإقامة حيين استيطانيين جديدين في القدس الشرقية.