المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 818

 

قال ياريف أوبنهايمر، السكرتير العام لحركة "سلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان، إن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، يعمل على إخلاء خيام وعرش في موازاة توسيع المستوطنات بإضافة آلاف الوحدات السكنية الجديدة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء – 27.5.2009، عن أوبنهايمر قوله إن "باراك يواصل عملية إخلاء خيام وعرش من أجل إظهار كأنه يخلي بؤرا استيطانية، وفي مقابل ذلك يعتزم باراك السماح بتوسيع المستوطنات وإضافة آلاف الوحدات السكنية". وتأتي اقوال أوبنهايمر في أعقاب إخلاء بؤرتين استيطانيتين عشوائيتين في منطقة الخليل، قبيل فجر اليوم.

 

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن قوات من الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود أخلت، قبيل فجر اليوم، بؤرتين استيطانيتين عشوائيتين محاذيتين لمستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل كان قد تم إخلاء إحداهما في الماضي. والبؤرتان اللتان تم إخلاؤهما هما "مزرعة فيدرمان"، التابعة لنوعام فيدرمان الذي يعتبر أحد قادة المستوطنين المتطرفين في الخليل، وبؤرة "التلة 18" التي أقامها طلاب مدرسة دينية يهودية في "كريات أربع". وكان الشرطة الإسرائيلية قد أخلت قبل عدة شهور بؤرة "مزرعة فيدرمان" لكن المستوطنين أعادوا تشييد مبنى فيها.

 

ويذكر أن الشرطة الإسرائيلية أخلت الأسبوع الماضي بؤرة "ماعوز إستير"، لكن المستوطنين أعادوا بناء بيت خشبي فيها بعد ساعات من إخلائها، في عملية وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية ب"قصة القط والفأر".

 

وأضافت الإذاعة أنه تواجد في بؤرة "التلة 18" لدى إخلائها، عند الساعة الثالثة قبيل فجر اليوم، خمسة من شبيبة المستوطنين، وقد هدمت قوات الشرطة عريشتين وصادرت عامود كهرباء، لكن المستوطنين تعهدوا بإعادة بناء البؤرة. وبالفعل، بعد ساعات قليلة من "الإخلاء" أعاد المستوطنون بناء بؤرة "التلة 18". كما أنه يتوقع أن يعيد المستوطنون بناء بؤرة "مزرعة فيدرمان".

وأعلن باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال الأسبوعين الأخيرين، نيتهما إخلاء البؤر ال26 التي تعهدت إسرائيل بإخلائها والتي يبلغ عدد المستوطنين فيها قرابة 1200 مستوطن. وقال باراك خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، الأحد الماضي، إنه سيتم إخلاء 22 بؤرة بعدما تم إخلاء ثلاث بؤر والاتفاق على مصير بؤرة أخرى. وأعرب وزراء كبار في الحكومة الإسرائيلية، بينهم وزير الداخلية، إلياهو يشاي، ووزير العدل، يعقوب نئمان، عن تحفظهم من النية بإخلاء البؤر الاستيطانية، رغم أن إسرائيل تعتبر أنها أقيمت بصورة "غير قانونية". وقال يشاي إنه يجب التعامل مع البناء غير القانوني لدى الفلسطينيين والعرب في إسرائيل في موازاة إخلاء البؤر الاستيطانية.

 

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن فيدرمان قوله، اليوم، إن "رئيس الحكومة الفعلي، ايهود باراك، هو الذي يواصل قيادة سياسة الحكومة فيما وزراء الليكود ينجرون وراءه"، وذلك في محاولة للضغط على أعضاء حزب الليكود اليميني ودفعهم إلى معارضة عملية إخلاء البؤر.

 

وتجدر الإشارة إلى أن جهاز الأمن الإسرائيلي لم يتعامل حتى الآن مع البؤر الاستيطانية الكبرى، التي تقطن في كل واحدة منها عشرات العائلات حيث يتوقع حدوث مواجهات عنيفة بين قوات الشرطة والمستوطنين لدى إخلائها.

وقال عضو الكنيست ميخائيل بن أري، من حزب "الوحدة الوطنية" اليميني المتطرف والناشط السابق في حركة "كاخ" بزعامة الحاخام مائير كهانا، إنه "يتضح اليوم أن حكومة نتنياهو تشكل خطرا على الاستيطان أكثر من (رئيسة حزب كديما ورئيسة المعارضة الإسرائيلية) تسيبي ليفني". وأضاف بن أري أن "نتنياهو وباراك مستمران في زرع الدمار في المشروع الاستيطاني من خلال استهزاء سافر بأعضاء الليكود وبشعب إسرائيل الذي انتخب باراك وليبرمان (رئيس حزب "إسرائيلي بيتنا" اليميني المتطرف ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان) وحصل على اقتلاع بؤر استيطانية".

 

وفي غضون ذلك أفادت تقارير صحفية إسرائيلية بأن شبيبة المستوطنين بدؤوا في الآونة الأخيرة بإقامة بؤر استيطانية في مغر وكهوف في منطقة جبل الخليل وذلك لمنع هدم بؤر استيطانية جديدة.

وتأتي محاولات نتنياهو وباراك إخلاء البؤر بهدف إظهار التزام إسرائيل بتعهدات في هذا المجال، منذ العام 2003، وتخفيف التوتر مع الإدارة الأميركية التي طالبت بتجميد كافة الأنشطة الاستيطانية الواسعة النطاق في القدس الشرقية والضفة الغربية وهو ما رفضه نتنياهو. كذلك تأتي محاولات إخلاء بؤر استيطانية عشية زيارة باراك إلى واشنطن حيث سيلتقي وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع، روبرت غيتس، ومستشار الأمن القومي، جيمس جونز. وتحاول وزارة الدفاع الإسرائيلية إقناع المستوطنين في البؤر بإخلاء أنفسهم طواعية من دون توضيح المقابل الذي سيحصل عليه المستوطنين.

ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم، عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن باراك سيعرض خطة إخلاء البؤر على المسؤولين الأميركيين. وقال المسؤول إنه "يقطن 1200 شخصا في ال26 بؤرة ويشكلون نسبة تتراوح ما بين ثلاثة إلى أربعة بالألف من السكان الإسرائيليين في الضفة. وستبدأ عملية الإخلاء في غضون أسابيع وستنتهي خلال شهور". وزعم "لكن لن يبدأ الإخلاء بعد شهور وينتهي خلال سنين".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات