المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 815

 

 

قال الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريس، متطرقا إلى اعتقال نشطاء من حزب الله في مصر، إن إيران تتطلع إلى بسط الهيمنة الفارسية على الشرق الأوسط وأن الصدام معها حتمي. وقال بيريس في مقابلة أجرتها إذاعة الجيش الإسرائيلي معه، اليوم الاثنين – 13.4.2009، إن "لدى إيران نزعة كولونيالية باسم الدين وبسط تيارها، الفارسي، على الشرق الأوسط الذي بمعظمه عربي سني، ولهذا فإن الصدام يكاد يكون حتميا".

 

 

وأضاف بيريس أن "العالم يرى وجه حزب الله، والشبكة الإرهابية تشير إلى طبيعة حزب الله وهو عمليا عميل إيراني". ومضى، مشيرا إلى أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وقال إن "الرجل الذي يغطي نفسه بعباءة شيخ مستعد لأن يقتل، وفي الفترة القريبة المقبلة سيتم الكشف عن ذلك أمام العالم برمته". وقال بيرس إنه لا ينبغي على إسرائيل التدخل في الصراع الحالي بين مصر وإيران.

 

وفي وقت سابق من اليوم، قال بيريس إنه سعيد بأن مصر وإيران تتصارعان بدون أن تكون إسرائيل ضالعة في ذلك. وقال أثناء خروجه من بيت الزعيم الروحي لحزب شاس، الحاخام عوفاديا يوسيف، إن "المشكلة الوحيدة في العيد (الفصح اليهودي) كانت حوادث الطرق، وبقدر كبير فإنه تحقق العدل لأنه يوجد انتعاش اقتصادي ولأنهم يتصارعون بدوننا، وهذا جيد".

من جهة أخرى، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم بأن التقديرات في جهاز الأمن الإسرائيلي تشير إلى احتمال أن نشطاء حزب الله الذين اعتقلتهم مصر خططت لمهاجمة أهداف إسرائيلية. لكن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي شددوا على أن الحديث يدور عن صدام بين حزب الله ومصالح مصر الداخلية "المتعلقة باستقرار الحكم فيها". وأضاف المسؤول الأمنيون الإسرائيليون أن "اعتقال نشطاء حزب الله (في مصر) يشكل تصعيدا في التوتر بين إيران وحزب الله وبين مصر".

من جانبه رأى محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس، تسفي بارئيل، أن توقيت الكشف عن مجمل قضية نشاط حزب الله في مصر، الذي اعترف نصر الله بقسم منه، يأتي في سياق "عدم رضا مصر والسعودية من ارتفاع مكانة إيران (في المنطقة) وبالأساس من نية واشنطن فتح حوار مع إيران". واعتبر بارئيل أن مصر باتت هامشية في جدول الأعمال الأميركي "بعدما فضّل الرئيس (الأميركي باراك) أوباما بدء جولته 'الإسلامية' في تركيا وليس في السعودية أو مصر، وحتى أنه منح دفعة للنظام الإيراني بخطابه (أمام البرلمان التركي). ويشكل الكشف عن مؤامرات إيران فيما 'أيديها ملطخة بالدماء'، في هذه الفترة، خطوة سياسية ضرورية بالنسبة لمصر".

وأضاف بارئيل أنه "سيكون مبالغا فيه القول إن مصر خائفة من احتمال سقوط نظامها بأيدي حزب الله، لكن لا شك في أن المصريين سئموا منذ فترة طويلة المنظمات التي تحاول لعب دور دول، مثل حماس وحزب الله أو حتى الأخوان المسلمين في مصر. وإذا كانت هناك حاجة لمساعدة الفلسطينيين فإن مصر سوف تفعل ذلك بنفسها، وعندما دعت الحاجة فإنها عرفت جيدا كيف تغض النظر عن تهريب الأسلحة ومواد أخرى إلى داخل قطاع غزة أو عمليات تهريب نفذتها دول أخرى مثل السودان".

وتابع بارئيل أن "المصلحة المصرية الأساسية هي السيطرة المطلق على مجرى الأحداث، من السماح لأية جهة أجنبية بتحويلها إلى مركز إطلاق عمليات إرهابية. وبالنسبة للمصريين، فإن الحديث لا يدور عن سيادة وكرامة فقط، وغنما هذه مسألة أمن قومي".

ورأى محلل الشؤون العربية في صحيفة معاريف، جاكي حوجي، أن التطورات الأخيرة في قضية معتقلي حزب الله ليست بالأمر الخطير، وطالب بأنه "إذا تم إحباط هجوما خطيرا في هذه الحالة، فحدثونا عنه". واعتبر أن "كل ما قالته لنا المصادر المخولة بذلك، حتى الآن، كان بصعوبة يبرر الضجة الحاصلة، فقد قيل أن أعضاء الشبكة استأجروا شققا في العريش من أجل حفر أنفاق منها. لكن حماس ليست بحاجة إلى حزب الله من أجل تنفيذ ذلك، فلديها نشطائها. وتم الإدعاء أيضا أنهم راقبوا حركة السعن في قناة السويس. وماذا بعد؟ قالوا إنهم جندوا شبانا لمحاربة إسرائيل، لكن من أجل تحقيق كل هذا، حزب الله ليس بحاجة لممارسة نشاط في مصر. فلديه كتائب من الكارهين لإسرائيل".

وكتب حوجي أن "هذه القضية تبدو كمحاولة انتقام مصرية متأخرة من نصر الله بعد عملية الرصاص المصبوب. حينئذ حاول نصر الله تحريض الشعب المصري على التظاهر ضد رغبة قيادته. وقد انفجرت مصر غضبا، لكنها بيّنت لنصر الله من يملك الكرامة في الحي، عندما أدارت هي وليس أحدا آخر محادثات التهدئة".

وأضاف حوجي أنه "يتم استخدام الفلسطينيين ذريعة، وليس سببا، في صراع أكبر بين المعسكر المعتدل، الممثل بمصر والسعودية والأردن ودول أخرى، والمعسكر الراديكالي، الذي تقوده إيران وحزب الله وحماس. وهذه ليست خصومة بين قوى عظمى شرق أوسطية فقط وإنما بين وجهتي نظر، الأولى موالية للغرب وعلمانية والثانية شيعية ودينية، وواحدة تسارع لبناء قنبلة نووية والثانية بقيت في الخلف في هذا السباق". وخلص الكاتب إلى أن "مصر سجلت فوزا على حزب الله بالنقاط، وخصوصا لدى الرأي العام، لكن المصريين يعلمون جيدا أنه ليس هذا ما سيعيد هيمنتها في المنطقة".

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, باراك

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات