يعتزم الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية ممارسة ضغوط كبيرة على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، لدى زيارته واشنطن، وذلك حتى يعبر الأخير عن موافقته على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ويبدأ مفاوضات مكثفة مع الفلسطينيين. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الاثنين – 13.4.2009، عن مساعد لأوباما ضالع في الإعداد لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قوله إن "أوباما ينوي بكل تأكيد أن يُبين لنتنياهو من هو الرئيس هنا".
ويتوقع أن يلتقي أوباما مع نتنياهو في البيت الأبيض في 4 أيار المقبل، وقبل ذلك سيلتقي أوباما مع كل من الملك الأردني عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وبحسب يديعوت أحرونوت فإن أوباما سيصر خلال لقائه نتنياهو على وضع جدول زمني وإطار عمل للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وسيوضح لنتنياهو أنه يتوقع منه العمل على إحداث تقدم في الموضوع الفلسطيني، وفي المقابل أن يشرف أوباما شخصيا على معالجة الموضوع الإيراني بصورة مكثفة.
وأضافت الصحيفة أن تقديرات مسؤولين في الإدارة الأميركية تشير إلى أن المواجهة بين أوباما ونتنياهو هي "حتمية" وذلك على خلفية رفض نتنياهو الإعلان عن التزامه بحل الدولتين. وتابعت يديعوت أحرونوت أن المسؤولين في البيت الأبيض يدرسون في هذه الأثناء إمكانية عقد قمة ثلاثية تجمع أوباما بنتنياهو وعباس وأنه سيكون بالإمكان عقد قمة كهذه فقط في حال تبين أنه في ختامها سيصدر بيان مشترك يتم التعبير من خلاله عن الاستعداد للتوصل إلى حل يستند إلى مبدأ الدولتين للشعبين.
من جهة أخرى ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، اليوم، أنه فيما تلقى عباس وعبد الله الثاني، في الأيام الأخيرة، دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض فإن نتنياهو لم يتلق بعد دعوة مماثلة. وأضافت الإذاعة أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الإدارة الأميركية تحاول بذلك إرسال تلميح غير مباشر إلى حكومة نتنياهو تعبّر من خلاله عن استيائها من تصريحات وزير خارجية إسرائيل، أفيغدور ليبرمان، التي رفض فيها الالتزام بعملية أنابوليس وأعلن أن العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين "وصلت إلى طريق مسدود". لكن التقديرات في إسرائيل لا تشير إلى حدوث أزمة سياسية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وذلك على ضوء العلاقات الإستراتيجية المتينة بينهما.
على صعيد آخر ثارت مخاوف في إسرائيل، مؤخرا، من احتمال تقليص الولايات المتحدة مساعداتها المالية لإسرائيل والمتعلقة بتطوير منظومة صواريخ "حيتس" المضادة للصواريخ الإيرانية والسورية الطويلة المدى. ويتوقع أن يكون هذا الموضوع أحد القضايا المركزية التي سيبحثها نتنياهو مع أوباما والمسؤولين الأميركيين خلال زيارته. ويعتزم نتنياهو من جانبه أن يركز خلال لقائه مع أوباما على الملف النووي الإيراني وخصوصا تحديد فترة الحوار الذي ستجريه الولايات المتحدة مع إيران وممارسة ضغوط عليها في موازاة الحوار.
المصطلحات المستخدمة:
يديعوت أحرونوت, باراك, رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, أفيغدور ليبرمان