ودّع الموظفون في وزارة الخارجية الإسرائيلية وزيرة الخارجية المنصرفة، تسيبي ليفني، بتوجيه انتقادات شديدة لها على أدائها، واتهموها بأنها أولت اهتماما لتقدم مكانتها الشخصية على حساب الاهتمام بالسياسة الخارجية لدولتها. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء – 31.3.2009، عن رئيس لجنة الموظفين السياسيين في الوزارة، يعقوب ليفنا، قوله لليفني ومدير عام وزارة الخارجية، أهارون أبراموفيتش، خلال حفل وداع لهما، أمس، إنه "رغم أنه تم تحقيق عدة انجازات خلال فترة ولايتكما إلا أن تسيبي ليفني خصصت وقتا أكبر لتقدم مكانتها السياسية على حساب دفع سياسة الخارجية الإسرائيلية".
وأضاف ليفنا، الذي يعتبر دبلوماسيا مهنيا، أنه "خلال فترتكما تراجعت الخدمة الدبلوماسية، ولم يتم تطبيق تقرير مراقب الدولة المتعلق بموضوع التعيينات (الدبلوماسية)، ولم يتم استخلاص العبر من الفشل في حرب لبنان الثانية، وفشلت ليفني في جلب ميزانيات من وزارة المالية، ورغم أنها لم تنفذ تعيينات سياسية وتعييناتها لم تكن فاسدة إلا أن تعييناتها لم تتسم بالمهنية". وأثارت أقوال ليفنا ضجة في صفوف الحاضرين واحتج بعضهم على هذه الأقوال، وقالوا إنه لا يتحدث باسمهم وأنه ليس مخولا بتوجيه هذه الانتقادات وأنه في جميع الأحوال فإن "هذا ليس المكان ولا الزمان (المناسبين) للمحاسبة".
من جانبها قالت ليفني إن "وراء أي لجنة مستخدمين متذمرة يوجد مستخدمون مخلصون وينظرون إلى عملهم على أنه رسالة، ولا يحضرون إلى العمل من أجل الحصول على الراتب الذي يتقاضونه". وركزت ليفني على التحدث حول انجازاتها بصورة مفصلة وقالت إن "إسرائيل تعيش في حي قاس" في إشارة إلى الشرق الأوسط "ومحاطة بالأعداء والتهديدات ورغم ذلك ينبغي البحث عن الفرص وعدم التقوقع داخل أنفسنا". وأضافت أنه "إذا لاحظتم وجود تصدع في أحد الأبواب في هذا المحيط، وبالإمكان اقتحامه في بحر التهديدات التي حولنا، عليكم أن تضربوا على الطاولة من أجل أن يكون هناك من يفتح هذا الباب".
وتجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية المقبل الذي سيخلف ليفني هو رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، الذي أثار تعيينه مخاوف لدى الدول الغربية والعربية على حد سواء من سياسته المتوقعة.
ووقع حدث محرج آخر خلال حفل وداع ليفني، إضافة إلى الانتقادات الموجهة إليها، عندما قدم نائب مدير عام وزارة الخارجية للشؤون الإدارية، يوسي ريغف، هدية على شكل كتاب طهي وشمل وصفات كتبها موظفو الوزارة. وأثار تقديم "كتاب الطهي" إلى ليفني موجة من الضحك بين الحاضرين، الذين كان بينهم من قال إن "موظفي وزارة الخارجية أرسلوا ليفني إلى المطبخ". من جانبها وعدت ليفني الحاضرين في حفل وداعها بأنها تعتزم أن لا تعمل من خلال صفوف المعارضة البرلمانية في شؤون الطهي وحسب.
المصطلحات المستخدمة:
مراقب الدولة, يديعوت أحرونوت, مدير عام وزارة, أفيغدور ليبرمان