وثيقة أعدتها الأمم المتحدة تؤكد أن غالبية العوائق في طرقات الضفة، التي تعهدت إسرائيل أمام الولايات المتحدة بإزالتها، هي عوائق مؤقتة وليست مهمة وإزالتها لا تؤثر على تسهيل نسيج الحياة الفلسطيني ومعظمها كانت إسرائيل قد تعهدت بإزالتها منذ شهرين أمام المحكمة العليا
المشهد الإسرائيلي- خاص
أكدت وثيقة سلمتها الأمم المتحدة لمبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط، توني بلير، على أن الحواجز والعوائق التي وضعها الجيش الإسرائيلي في طرقات الضفة الغربية ما زالت على حالها ولا تسهل تنقل الفلسطينيين، وذلك خلافا للتعهدات التي التزمت بها حكومة إسرائيل أمام الولايات المتحدة. وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة- 11.4.2008، إن وضع الحواجز والعوائق كشف عنه نشاط ميداني لمنظمات حقوق إنسان وتضمنته وثيقة أعدها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وسلمها إلى بلير أمس.
وبحسب الوثيقة فإن غالبية العوائق (السواتر الترابية والمكعبات الاسمنتية الكبيرة) في طرقات الضفة التي تعهدت إسرائيل أمام الولايات المتحدة بإزالتها هي عوائق مؤقتة وليست ثابتة وهي أساسا ليست مهمة وإزالتها لا تؤثر على تسهيل نسيج الحياة الفلسطيني. بل أن الوثيقة شددت على أن معظم العوائق التي تمت إزالتها فعلا، في بداية الشهر الحالي، كانت إسرائيل قد تعهدت بإزالتها قبل ذلك، من خلال رد السلطات على التماس نظرت فيه المحكمة العليا الإسرائيلية قبل فترة ولا علاقة لها بالاتفاق مع الولايات المتحدة.
وأفادت هآرتس أن مندوبين أميركيين مكلفين بالإشراف على تطبيق خطة خريطة الطريق عبروا لدى لقائهم مسؤولين إسرائيليين، في الأيام الأخيرة الماضية، عن استيائهم جراء عدم وجود تغيير في سياسة تقييد حرية التنقل والتي تمس بالحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين في الضفة.
وبحسب وثيقة "أوتشا" فإن إسرائيل أزالت حتى الآن 44 من أصل 61 عائقا عسكريا تعهدت أمام الولايات المتحدة بإزالتها. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قد تعهد بإزالة العوائق والحواجز أمام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال زيارتها لإسرائيل الشهر الماضي.
رغم ذلك، تبين من تدقيق ميداني أنه فقط خمسة من ال44 عائقا تعتبر عوائق ذات أهمية فيما تمت إزالة العوائق ال39 الأخرى من دون علاقة بتعهدات إسرائيل للأميركيين، أو أنها ليست هامة بالنسبة لتحسين نسيج حياة الفلسطينيين، وحتى أن قسما منها موجود في مناطق عسكرية مغلقة أو عند مشارف مستوطنات. وبعض العوائق ال39 تمت إزالتها من دون علاقة بالخطوة الحالية. وبعض هذه العوائق معرفة على أنها "ذات أهمية ضئيلة" كونها موجودة بمحاذاة حواجز عسكري.
كذلك أظهرت تدقيقات أجرتها منظمات حقوق إنسان أن قسما من العوائق التي تمت إزالتها كانت عبارة عن سواتر ترابية في طرقات فرعية وقام المواطنون الفلسطينيون بأنفسهم بإزالتها. وفي بعض الحالات عاد الجنود الإسرائيليون ووضعوا سواتر ترابية جديدة، مثلما حدث في موقع شمال مستوطنة "شافي شومرون". وقالت هآرتس إن هؤلاء الجنود الإسرائيليين دعوا مصورين صحافيين لتخليد إزالة الساتر الترابي، في قرية الناقورة القريبة من المستوطنة، وبعد أقل من ساعة عاد الجنود ووضعوا ساترا ترابيا جديدا.
ودلت تقارير منظمات حقوق الإنسان على أن معظم العوائق التي ازيلت، وعددها 27، هي عوائق مؤقتة تمت إقامتها في شهر شباط الماضي في منطقة شمال الضفة وهدفها عزل المنطقة عن بقية أنحاء الضفة. وكان الجيش الإسرائيلي قرر إقامة هذه السواتر في أعقاب العملية التفجيرية التي وقعت في بلدة ديمونا بجنوب إسرائيل في بداية شهر شباط الماضي وعلى إثر معلومات استخبارية حول سيارة مفخخة يفترض أن تخرج من منطقة جنين. وتعهدت النيابة العامة أمام المحكمة العليا الإسرائيلية في 11 آذار الماضي بإزالة هذه العوائق.
كذلك تبين أنه خلافا لمزاعم الجيش الإسرائيلي حول ازالة حاجز الطيبة العسكري قرب أريحا فإن الفلسطينيين لم يحصلوا على ممر حر باتجاه البحر الميت إذ يوجد في هذه الطريق حاجزان عسكريان آخران يتواجد فيهما جنود باستمرار.
وقالت هآرتس إن مكتب وزير الدفاع امتنع عن التعقيب على هذا التقرير فيما عقب عليه الناطق العسكري الإسرائيلي قائلا إنه "بموجب قرار القيادة السياسية أزال الجيش الإسرائيلي في الأول من نيسان 50 ساترا ترابيا وحاجزا واحدا بهدف تسهيل نسيج حياة الفلسطينيين. إضافة إلى ذلك تمت ازالة عشرة عوائق أخرى في 3 نيسان. وسيستمر الجيش الإسرائيلي في إجراء تقديرات للوضع والتدقيق في إمكانيات أخرى حول كيفية تسهيل نسيج حياة الفلسطينيين، إلى جانب مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تحاول المس بالجبهة الداخلية الإسرائيلية وبالحيز العام"، في إشارة إلى المستوطنات.