هآرتس: العقارات التي يجري تسجيلها في الطابو الإسرائيلي هي عقارات بملكية يهودية وتقع جميعها في الحي اليهودي في البلدة القديمة، الذي يخضع للاحتلال الإسرائيلي سوية مع القدس الشرقية منذ حرب حزيران * مسألة ملكية العقارات في البلدة القديمة معقدة للغاية، إذ أن معظمها غير مسجلة في الطابو أو في أي سجلات رسمية أخرى
"المشهد الإسرائيلي"- خاص:
بدأت الحكومة الإسرائيلية، في الأشهر الأخيرة الماضية، بتسجيل عقارات في البلدة القديمة في القدس المحتلة في سجلات الطابو، مرسخة بذلك ملكية يهودية على عقارات من الناحية القانونية الفعلية.
وقالت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء- 11/3/2008، إن العقارات التي يجري تسجيلها في الطابو الإسرائيلي هي عقارات بملكية يهودية وتقع جميعها في الحي اليهودي في البلدة القديمة، الذي يخضع للاحتلال الإسرائيلي سوية مع القدس الشرقية منذ حرب سنة 1967.
وبحسب معطيات "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية" تبلغ مساحة الحي اليهودي حوالي 133 دونما ويشكل 15% من مساحة البلدة القديمة، كذلك تمتلك إسرائيل 40 دونما أخرى في البلدة القديمة وتقع خارج الحي اليهودي. وذكرت هآرتس أن مسألة ملكية العقارات في البلدة القديمة معقدة للغاية، إذ أن معظم العقارات في الأحياء الأربعة التي تشكل البلدة القديمة، اليهودي والإسلامي والنصارى والأرمني، غير مسجلة في الطابو أو في أي سجلات رسمية أخرى.
وتنفذ عملية تسجيل العقارات في الطابو الآن، باسم دولة إسرائيل ووزارة الإسكان، "الشركة لتطوير الحي اليهودي". وتأتي عملية التسجيل هذه في وقت تجري فيه إسرائيل مفاوضات مع السلطة الفلسطينية حول مستقبل القدس الشرقية بما فيها البلدة القديمة، ضمن مفاوضات على قضايا الحل الدائم.
وأشارت هآرتس إلى أن طريقة تسجيل العقارات في الطابو الإسرائيلي تسير بصورة مغايرة عن طريقة التسجيل المتبعة في الطابو.
وقال مدير عام "الشركة لتطوير الحي اليهودي"، نيسيم أرزي، إن الشركة بدأت منذ خمسة أعوام بفحص طريقة تسجيل الحقوق على العقارات في الطابو، لكنها واجهت عقبات كثيرة، لأن المباني والمؤسسات في البلدة القديمة مبنية بارتباطات علوية وسفلية مع قطع أرض وقسائم أخرى والحدود بين الأملاك ليست واضحة. ولذلك تم إيجاد طريقة تسجيل خاصة. وفيما يتم في العادة تسجيل كل عقار في الطابو بموجب قطعة الأرض والقسيمة وقسيمة ثانوية من دون التطرق إلى رقم المبنى، فإنه يتم تسجيل العقارات في الحي اليهودي في الطابو وفقا لاربعة مقاييس وهي قطعة الارض والقسيمة ورقم المبنى ورقم الشقة في المبنى. ولغرض تنفيذ التسجيل تم قياس الحي اليهودي ورُسمت خرائط للمباني وتم ترقيمها وتم وضع رقم لكل شقة أيضا. وتم حتى الآن تسجيل أكثر من 120 بيتا من أصل 600 عقار على شكل شقة أو حانوت أو مؤسسة.
وبحسب هآرتس فإنه خلال عملية المسح هذه ظهر عدد كبير من البناء غير المرخص، وخصوصا لدى سكان حفروا أقبية تحت بيوتهم بهدف توسيعها. وأكد أرزي أن هدف المسح الذي أجرته الشركة ليس البحث عن مخالفات وإنما التسجيل في الطابو، الذي قال إنه "ينطوي على أهمية وطنية وتاريخية".
وتبلغ مساحة البلدة القديمة في القدس 870 دونما، أي اقل من كيلومتر مربع واحد. وبحسب معطيات "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية" فإن 24% من الأرض وتعادل 210 دونمات بملكية الوقف الإسلامي، 29% وتعادل 250 دونما بملكية مسيحية لكنائس وأديرة مختلفة، 28% وتعادل 240 دونما بملكية خاصة عربية و19% وتعادل حوالي 170 دونما بملكية دولة إسرائيل.
وخلال الأعوام الماضية اشترت الجمعيات الاستيطانية اليهودية أراضي في البلدة القديمة، بينها أراض تقع خارج الحي اليهودي أيضا، وخصوصا في الحي الإسلامي. ولاحظ الدكتور يسرائيل كمحي، من "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية"، في بحث أجراه مؤخرا، وجود توجه لدى الجمعيات الاستيطانية "لشراء عقارات تقع على طول شارع هغاي (الواد) للارتباط بأراض بملكية الدولة قرب باب الساهرة". وذكر كمحي أنه يتوقع أن تتحول المباني التي تستخدم كبيوت في حي النصارى وفي المناطق التي بملكية الكنائس إلى مؤسسات دينية وكنائس على أثر انخفاض عدد السكان المسيحيين في هذا الحي.
ويذكر أنه خلال مفاوضات كامب ديفيد في سنة 2000 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية اقترح الرئيس الأميركي بيل كلينتون أن يخضع الحي الإسلامي وحي النصارى وقسم من الحي الأرمني للسلطة الفلسطينية فيما يخضع القسم الآخر من الحي الأرمني والحي اليهودي لإسرائيل. لكن في نهاية المطاف لم يتم الاتفاق على حل بخصوص البلدة القديمة خصوصا بعد أن وضعت إسرائيل عقبات تتعلق بالسيادة على الحرم القدسي.