"المشهد الإسرائيلي" - خاص يسود تفاؤل حذر في حزبي كديما وشاس في أعقاب الإنذار الذي وجهته رئيسة كديما المكلفة بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني.
وذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الجمعة – 24.10.2008، أن الإنذار الذي وجهته ليفني إلى حزب شاس، ولحزب المتقاعدين أيضا، أمس، أحدث حراكا داخل شاس، يتمثل باجتماع يعقده شاس اليوم، وسيطلع خلاله رئيس الحزب، الوزير ايلي يشاي، الزعيم الروحي لشاس، الحاخام عوفاديا يوسف، على تفاصيل المفاوضات حتى الآن وردود كديما على مطالب شاس. وكانت ليفني قد أنذرت بأنها ستقرر يوم الأحد المقبل فيما إذا كانت ستشكل حكومة أو التوجه لانتخابات عامة مبكرة. وقالت خلال اجتماع لكتلة كديما "لقد أبلغت الرئيس (الإسرائيلي شمعون بيرس) بأنني سألتقي معه يوم الأحد ونقرر بين انتخابات وحكومة. وفي حال جرت انتخابات فإننا سنفوز فيها". ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مقرب من يشاي قوله إنه "ما زالت هناك فجوات، لكن ثمة استعداد كبير لدى الجانبين للتوصل إلى تفاهمات". من جهة أخرى رفضت مصادر في شاس الالتزام بالجدول الزمني الذي حددته ليفني. وقالت هذه المصادر إنه "بالنسبة لنا لا توجد قداسة خاصة ليوم الأحد. هذا هو الجدول الزمني للسيدة ليفني وليس لنا. وإذا حصلنا على اقتراحات جيدة حتى يوم الأحد فربما سنقرر التوصل إلى اتفاق". وجاء تصريح ليفني، أمس، في وقت كان يجتمع فيه طاقما المفاوضات عن حزبي كديما وشاس، والذي تم وصفه بالاجتماع المصيري بعد صعوبات حالت دون توصل الحزبين إلى اتفاق ائتلافي حتى الآن. وتبين خلال هذا الاجتماع وجود سوء تفاهم بين الحزبين حيث اعتقدوا في شاس أن اقتراح كديما تضمن دفع تمويل لشاس يحصل عليه هذا الحزب أصلا ومن دون اتفاق ائتلافي جديد. لكن طاقم المفاوضات عن كديما أوضح أن المقصود منح شاس تمويلا إضافيا. رغم ذلك فإن مصادر في شاس قالت أنه ليس من شأن هذا التوضيح أن يؤدي إلى انضمام شاس لحكومة برئاسة ليفني، وإنما ستستمر المفاوضات. وقالت ليفني، أمس، "أعتقد أنه من الصواب تشكيل حكومة وأنا مستعدة لدفع أثمان، لكني لست مستعدة لدفع كل ثمن وتجاوز كل خط. والأحزاب الشريكة (في المفاوضات الائتلافية) تعرف ذلك". واجتمعت ليفني على انفراد مع وزير المواصلات، شاؤل موفاز، الذي أعلن أنه لن يدعم حكومة ضيقة من دون شاس. وقالت ليفني "كنت أميل إلى الذهاب لانتخابات عامة بعد الانتخابات الداخلية (على رئاسة كديما) لكني فكرت أنه من الصواب تشكيل حكومة مستقرة" أي واسعة وتضم شاس. واضافت "لدينا اتفاق مع حزب العمل ووضعنا اقتراحات معقولة أمام الأحزاب الشريكة الأخرى، وقد أعلنت أننا لن نخرق سقف بنود الصرف (في الموازنة) والاقتراحات التي طرحناها هي اقتراحات اجتماعية وتمكن الشركاء المحتملين من القول أنها حققت انجازا لناخبيها" في إشارة إلى حزب شاس الذي يطلب زيادة مخصصات الأولاد بمبلغ يتراوح ما بين مليار ومليار ونصف شيكل. وأردفت ليفني أن "المفاوضات على وشك أن تستنفذ والوقت لا يسعفها". وقدم كديما اقتراحا لشاس بأن يتم توسيع موازنة العام 2009 بمبلغ مليار شيكل، 650 مليون شيكل لتمويل زيادة مخصصات الأولاد و350 مليون شيكل لتمويل تعهدات لشاس. وحول احتمال تشكيل حكومة ضيقة من دون شاس قالت ليفني "أفضل حكومة واسعة قدر الإمكان لكن هناك خيارات أخرى تجري في موازاة ذلك ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هناك 61 عضو كنيست (يؤيدون حكومة ضيقة) وعندما نتحقق من الوضع سنقرر ماذا سنفعل ووفق ما هو الأفضل لنا. والطريق لتحقيق ذلك هي في إطار وحدتنا" في إشارة إلى موفاز وأربعة أعضاء كنيست من كديما الذين أعلنوا أنهم سيصوتون ضد حكومة ضيقة في حال تم طرحها على الكنيست. من جهة أخرى ألغى حزب المتقاعدين اجتماعا مع طاقم المفاوضات عن كديما في اللحظة الأخيرة، أمس. وقال رئيس حزب المتقاعدين، الوزير رافي ايتان، إن "مسودة الاقتراح التي تلقيناها من كديما تدل على أن جمهور المتقاعدين ليس على رأس سلم أولويات ليفني". ويطالب المتقاعدون بزيادة ميزانيات اجتماعية وخصوصا فيما يتعلق بمخصصات الشيخوخة بمبلغ مليار شيكل فيما رفض كديما هذا الطلب.