المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

أكدت مصادر أمنية إسرائيلية ومواطنون يهود في مدينة عكا ما يقوله المواطنون العرب في المدينة، منذ وقت طويل، إن عناصر من اليمين المتطرف ومن غلاة المستوطنين يتواجدون في المدينة ويحرضون على العنف ضد العرب في عكا. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 13.10.2003، عن مسؤولين أمنيين في المدينة قولهم إن "من أشعل الأجواء (ليلة) أمس كانوا سكان من (مدينتي) معلوت ونهريا الذين 'استدعوا' لمساعدة أخوانهم وجاؤوا من أجل إثارة استفزازات ضد السكان العرب". وقال موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني، اليوم، إن ناشط اليمين المتطرف المستوطن باروخ مارزِل وصل إلى عكا ويحرض السكان اليهود ضد العرب.

ونقلت يديعوت أحرونوت عن مارزل قوله إنه يعتزم "مساعدة" السكان اليهود في عكا على إقامة "منظمة دفاع عن اليهود" على غرار المنظمة التي أقامها الحاخام الفاشي مائير كهانا في الولايات المتحدة. ويتزعم مارزل تنظيم ينشط ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وخصوصا في مدينة الخليل، حيث يستوطن. وقال مارزل "يؤسفني أنني مضطر لإقامة منظمات كهذه في إسرائيل، لكن على ما يبدو أن اليهود في عكا يشعرون كأنهم في المنفى". ودعا مارزل المستوطنين الذين تم إبعادهم من الضفة الغربية مؤخرا، بعد اعتداءاتهم المتكررة على الفلسطينيين في موسم قطف الزيتون، إلى الانتقال للسكن في عكا الآن.

من جهة أخرى قالت مصادر أمنية لهآرتس إن التقديرات تشير إلى وصول عناصر من اليمين المتطرف من مدينتي معلوت ونهريا إلى عكا، وأن هذه العناصر تسللت إلى الحي الشرقي في المدينة، الذي وقعت فيه معظم اعتداءات اليهود على العرب. وقال مواطن يهودي من عكا، ويسكن في الحي الشرقي، للصحيفة إنه يعمل في النهار حارسا، وفي الليل ينضم إلى المجموعات اليهودية التي تنفذ اعتداءات ضد المواطنين العرب في الحي، وأحرقت يومي الجمعة والسبت أربعة بيوت عربية. وقال هذا المواطن إنه "بحسب ما أعرف، فإنه ينبغي أن تصل الليلة الجماعة من يتسهار وأفرات" وهما مستوطنتان تعتبران من معاقل المتطرفين. وأضاف المواطن اليهودي أنه "ما زالت هناك أهداف. ولم يُحرق حتى الآن سوى ثلاثة أو أربعة بيوت، انتظروا وستروا".

ويوجه العرب في عكا انتقادات كثيرة لأداء الشرطة في المدينة. فعلى الرغم من أنها نشرت قوات كبيرة في المدينة، وتواجدها في الحي الشرقي بشكل مكثف، وتهديدها باستخدام كل الوسائل ضد المتظاهرين اليهود، إلا أنها لم تمنع المظاهرات والتجمعات غير القانونية لليهود في الحي الشرقي ولا تمنع اعتداءاتهم على أملاك العرب فيه. وتحت نظر قوات الشرطة دمّر المتظاهرون اليهود بيوتا عربية في هذا الحي وأضرموا النار في أربعة بيوت عربية فيه حتى الآن. كذلك لم تفعل الشرطة شيئا فيما يتعلق بنزوح 15 عائلة عربية من الحي الشرقي، في أعقاب الأحداث، عن بيوتها وتحول أفرادها إلى لاجئين في مدينتهم، حسبما يقولون..

ورغم أن الليلة الماضي مرت بهدوء على عكا إلا أن الأجواء في المدينة ما زالت بالغة التوتر بسبب التخوف من عودة العنف الذي يمارسه اليهود ضد العرب.

ووصل اليوم إلى عكا الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، في محاولة لتهدئة الخواطر في المدينة وإجراء مصالحة بين العرب واليهود. وتقرر خلال لقاء عقده بيرس مع قادة محليين عرب ويهود تشكيل هيئة دينية مؤلفة من حاخامات وشيوخ بهدف "الخروج فورا إلى الشارع والتحدث مع الجمهور الشاب من أجل تهدئة الأجواء. ومتابعة التطورات الميدانية واستمرار الهدوء الذي ساد المدينة الليلة الماضية". ودعا بيرس اليهود والعرب إلى توخي الحذر أثناء حديثهم "لأن الكلمات بإمكانها أن تكون قاتلة، وينبغي في هذه الساعة الهامة التفكير جيدا واستغلال الكلمات الخارجة من الفم للتهدئة وحسب". وأضاف بيرس أنه "توجد في دولة إسرائيل ديانتان وقانون واحد".

من جانبه أعلن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، دافيد كوهين، في ختام لقائه مع بيرس في بلدية عكا، أن "قوة الشرطة المنتشرة في المدينة، التي يصل عدد أفرادها إلى 500 شرطي في ساعات النهار و700 شرطي في ساعات الليل، ستبقى في المدينة إلى ما بعد عيد العرش" الذي يبدأ مساء اليوم وينتهي الأسبوع المقبل.

وأكد قائد الشرطة في منطقة شمال إسرائيل، شمعون كورين، أمس الأحد، على أن المتظاهرين اليهود هم الذين ينفذون أعمال شغب في مدينة عكا. وقال كورين لموقع يديعوت أحرونوت الالكتروني إن "الجهة الأساسية التي تقوم بأعمال شغب هم اليهود. ونحن لا نعتزم التنازل لهذه المجموعة ونعلم من يقف وراء إضرام النار (في البيوت العربية) والتحريض، فهذه مجموعة صغيرة جدا وسوف نعالج أمرها".

واعتقلت الشرطة منذ بداية الأحداث في عكا، ليلة الأربعاء – الخميس الماضية، 54 مواطنا وقال كورين "لدينا معتقلين عربا ويهود شاركوا في المواجهات، وفي بعض الحالات تُنسب لهم مخالفات خطيرة ستؤدي إلى استمرار اعتقالهم إلى حين انتهاء الإجراءات القضائية، كذلك لدينا أدلة وسنقدم لوائح اتهام وسننفذ اعتقالات أخرى حتى لو هدأت الخواطر".

وشارك كورين، الذي تواجد في عكا منذ اندلاع الأحداث فيها، في اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي، أمس، وقدم تقريرا حول أحداث عكا وصورة الوضع فيها وجاهزية الشرطة وعمل دائرة المباحث. وقال كورين إن "الشرطة ستبقى متأهبة في عكا خلال الأيام المقبلة ومن يعتقد أنه في حال ساد الهدوء فإنه لن تكون هناك اعتقالات فإنه مخطئ".

ورفض كورين المقارنة بين الأحداث الحالية والأحداث التي وقعت في عكا في شهر تشرين الأول من العام 2000، بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعندما وقعت مواجهات بين المواطنين في المدن والبلدات العربية داخل الخط الأخضر والشرطة وأسفرت عن مقتل 13 مواطنا عربيا برصاص الشرطة. وقال كورين في هذا الصدد إن "ما يحدث في عكا بعيد جدا عما حدث في أكتوبر 2000، فعندها تظاهر العرب ضد عمليات (عسكرية نفذتها) الدولة، والأحداث الآن هي بين شخص وآخر ارتدت لباسا قوميا فيما لا أحد يذكر ما هو الحدث الأولي" الذي أشعل فتيل المواجهات الحالية.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, يديعوت أحرونوت, الخط الأخضر

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات