"المشهد الإسرائيلي" – خاص
تعتزم إسرائيل إعداد قائمة تشمل 450 اسما لأسرى فلسطينيين، بعضهم أدينوا بقتل إسرائيليين، لتشكل قائمة بديلة لقائمة حماس بأسماء الأسرى الذين تطالب بإطلاقهم مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليت. وأفادت صحيفة هآرتس، اليوم الجمعة – 29.8.2008، بأن اللجنة الوزارية الإسرائيلية الخاصة لوضع معايير إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، التي يرأسها النائب الأول لرئيس الحكومة، حاييم رامون، ستجتمع يوم الأحد المقبل لإعداد قائمة إسرائيلية تشمل 450 أسيرا وبعضهم "ملطخة أيديهم بالدماء" ليتم إطلاقهم مقابل شاليت.
وقالت هآرتس إن حماس رفعت مؤخرا عدد الأسرى الذين تطالب بإطلاقهم مقابل شاليت إلى 1500 أسير فلسطيني. وذكرت الصحيفة أنه خلال اجتماع عُقد في إسرائيل، أمس الأول الأربعاء، للتداول في صفقة شاليت، أشار رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، يوفال ديسكين، والمكلف بشؤون الجنود الإسرائيليين الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، إلى أن التهدئة الحاصلة في قطاع غزة هي التي أدت إلى "التصلب المتطرف" في موقف حماس حيال الصفقة. واعتبر الاثنان أنه من أجل تسريع المفاوضات ينبغي ممارسة ضغط على حماس في قطاع غزة حتى لو أدى ذلك إلى تشكيل خطر على التهدئة. واقترح ديكل خلال الاجتماع بوقف إمداد القطاع بالوقود. وشارك في هذا الاجتماع رامون ورئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ووزير الدفاع، ايهود باراك، الذي أطلع المجتمعين على نتائج مباحثاته بخصوص قضية شاليت مع الرئيس المصري، حسني مبارك، ومدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، خلال زيارته للإسكندرية يوم الثلاثاء الماضي.
ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله إن الطلب الأولي لحماس كان إطلاق سراح 450 أسيرا وحتى أنها مررت قائمة شملت عشرات الأسرى الذين أدينوا بقتل إسرائيليين. وأضاف المصدر أنه قبل بضعة شهور رفعت حماس العدد إلى ألف أسير، 450 مقابل شاليت و550 أسيرا يتم إطلاق سراحهم بصورة تدريجية، والآن تطالب الحركة بإطلاق سراح 500 أسير إضافي.
وستشمل القائمة البديلة التي ستعدها إسرائيل، 70 أسيرا وردت أسماؤهم في قائمة حماس ووافقت إسرائيل على إطلاقهم وعددا آخر من قائمة حماس ستتم المصادقة على إطلاقهم بعد تعديل اللجنة الوزارية لمعايير إطلاق أسرى فلسطينيين، والقسم الآخر سيكون من الأسرى الذين سترشح إسرائيل إطلاقهم ويكملون العدد 450. وبعد ذلك سيتم تمرير القائمة البديلة إلى مصر التي ستعرضها بدورها على حماس.
ونظمت عائلة شاليت وأصدقاء الجندي الأسير، أمس، تظاهرة تضامنية في بلدة "متسبيه هيلا"، حيث تسكن عائلة شاليت، بمناسبة عيد ميلاد الجندي الإسرائيلي الثاني والعشرين وكون هذا عيد ميلاده الثالث الذي يحل وهو في الأسر. وقالت أفيفا شاليت، والدة الجندي الأسير، خلال التظاهرة إن "من يريد الامتناع عن دفع ثمن 'غال' مقابل جندي في الجيش الإسرائيلي أسير أو يريد خفض الثمن، فإنه توفر لديكم كل الوقت ومضت أكثر من سنتين من أجل القيام بذلك... فهذه ليست صفقة أسهم أو خيارا عقاريا وإنما الحديث يدور عن حياة ابن وعن حياة جندي في الجيش الإسرائيلي. وفي هذا السياق، اخترت أن أقتبس من أقوال قائد الجيش الإسرائيلي السابق، شاؤل موفاز، بأن 'الدولة التي تنسى جنودها، نهايتها بأن ينساها جنودها'".