المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 696

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

ركزت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد – 24.8.2008، على الجانب الإعلامي لوصول زورقي الحرية إلى شواطئ غزة أمس، السبت. ولم يُخف المتحدثون الإسرائيليون سبب عدم منع وصول الزورقين إلى غزة بأنه تخوف من حدوث تعاطف عالمي مع الفلسطينيين وضد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة. ووصفوا سعي الزورقين لاختراق الحصار على القطاع بأنه "استفزاز". وأشار ناشط إسرائيلي وصل غزة على متن أحد الزورقين إن الهدف هو خرق الحصار المفروض على الفلسطينيين في القطاع وليس على حكم حماس.

 

وقالت صحيفة معاريف إنه خلال الأسابيع الماضية، عقد رئيس دائرة الإعلام الوطنية الإسرائيلية، يانكي غالانتي، عدة اجتماعات شارك فيها ممثلون عن مكتب الناطق العسكري ووزارة الخارجية ورئيس الطاقم الإعلامي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، يردن فيتيكاي. وجرى خلال هذه المداولات البحث في كيفية التعامل مع الزورقين لدى وصولهما إلى غزة. وقرر المجتمعون التوصية أمام السلطات الإسرائيلية بعدم منع دخول الزورقين إلى ميناء غزة "كونهما لا يشكلان خطرا أمنيا".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع قوله إنه جرت مشاورات حول موضوع الزورقين، يوم الجمعة الماضي، بين رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، ووزير الدفاع، ايهود باراك، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، وتقرر في ختامها عدم منع وصول الزورقين إلى شاطئ غزة. وأضاف المصدر أن السلطات في اليونان وقبرص دققوا في هوية المسافرين وفتشوا حمولة السفينتين قبل انطلاقهما إلى غزة "وتأكدت هذه السلطات من أنه باستثناء معونات إنسانية لا توجد على متنهما أسلحة". وتقرر أيضا أنه لدى مغادرة السفينتين غزة سيقوم سلاح البحرية الإسرائيلي بتفتيشهما "للتأكد من أنهما لا يحملان أسلحة أو مطلوبين".

وذكرت معاريف أن هدف إبحار الزورقين إلى غزة هو التعبير عن التضامن مع سكان غزة، الذين يخضعون لحصار بحري منذ سيطرة حماس على القطاع. رغم ذلك، فإن المشاركين في المداولات التي أجريت في إسرائيل اعتبروا أن هدف نشطاء السلام هو "التوصل إلى مواجهة عنيفة مع سلاح البحرية الإسرائيلي، الأمر الذي سيلفت بشكل طبيعي أنظار وسائل الإعلام بصورة واسعة". وقال غالنتي "لقد أرادوا أن يضربوا رأسهم في الحائط، ولذلك قررنا أن نزيح الحائط". وقال مسؤولون سياسيون إسرائيليون إنه "تبلور لدينا قرار بالسماح لهم بأن يرسو لأن هذا أهون الشرور. وهكذا سيكون بإمكانهم إفراغ شحنتهم البائسة، لكنهم لن يحظوا بمواجهة مع تغطية إعلامية". وتجدر الإشارة هنا إلى أن المقصود تغطية إعلامية عالمية وليس عربية.

من جانبه قال رئيس اللجنة الشعبية الإسرائيلية لمنع هدم البيوت، البروفيسور جيف هلبر، والذي وصل غزة على متن أحد الزورقين، لصحيفة هآرتس، إنه "أثبتنا أن بإمكان أناس بسطاء أن يقوموا بعمل ما وينجحوا به. فحتى (ممثل الرباعية الدولية) توني بلير لم يتمكن من الذهاب إلى غزة، لكن بإمكان أناس بسطاء يقومون بمبادرة وأن يفعلوا ذلك... إنني أشعر وكأننا مثل هواء نقي دخل إلى السجن الذي يُحتجز فيه مليون ونصف مليون شخص حي. وأقول لنفسي: إننا في عالم عصري، في القرن الواحد والعشرين. يا له من تأثر بالغ، وعلى ماذا كل هذا؟ على أمر مفهوم من تلقاء نفسه وهو أن زورقين وصلا غزة. هذا تحول إلى عيد وطني هنا. فعزلتهم مطلقة للغاية".

وأضاف هلبر، مشيرا إلى أن الفلسطينيين في غزة يريدون السلام وليس الحرب وقال إن "سكان غزة يرغبون بالتحدث معي بالعبرية. كان واضح أن الناس متعطشون للتحدث بالعبرية. لقد تحدث إلي الناس عن السنوات التي عملوا فيها في تل أبيب. والانطباع الذي نحمله بأن غزة هي حماس، وأنه يوجد هناك كراهية وحسب، هو انطباع خاطئ. فهؤلاء أناس يريدون العيش وحتى أن يتحدثوا العبرية. وقد فرحوا كثيرا لأن ثمة من يتحدثون معه. إنهم يريدون العيش معنا في دولة واحدة. وأدركت من ذلك أننا الحاجز أمام السلام أكثر من الفلسطينيين. وأريد أن أذكّر بالجندي المخطوف غلعاد شاليت وأن أقترح أن نأخذه معنا في الزورق. أريد أن أذكر سديروت أيضا. لكن لا أريد إجراء مقارنة: إنهم يعيشون تحت الاحتلال ونحن لا نعيش تحت الاحتلال. يوجد فرق بين الجانبين. وإذا أعدنا الأسرى الفلسطينيين فإنهم سيعيدون غلعاد شاليت. وأعتقد أنهم يتعاملون بصدق في المفاوضات، ونحن لا نتعامل معهم بصدق. إن كل مفاوضاتنا هي تضليل. وإذا توجهنا إلى الأمر بصدق فإنه بالإمكان القيام بذلك غدا" في إشارة إلى تبادل الأسرى.

المصطلحات المستخدمة:

هآرتس, باراك, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات