مناورات "نقطة تحول 2" تناولت سيناريوهات مختلفة لليوم الرابع لـ"حرب" تسقط خلاله مئات الصواريخ التي أطلقتها سورية وحزب الله باتجاه إسرائيل وتسفر عن سقوط مئات القتلى ومئات أخرى من الجرحى إضافة إلى إصابات مباشرة يتعرض لها مطار بن غوريون الدولي ومصفاة النفط
المشهد الإسرائيلي- خاص
قالت تقارير صحافية إسرائيلية، اليوم الثلاثاء- 8.4.2008، إن الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) شاركت في مناورات الجيش الإسرائيلي في الجبهة الداخلية أمس، وتبين أنه في اليوم الرابع "للحرب" سقط "مئات القتلى" الإسرائيليين بصواريخ سورية وحزب الله. وتعاطت هذه المناورات، التي أطلق عليها اسم "نقطة تحول 2"، أمس، مع سيناريوهات مختلفة لليوم الرابع لـ"حرب" تسقط خلاله مئات الصواريخ التي أطلقتها سورية وحزب الله باتجاه إسرائيل وتسفر عن سقوط مئات القتلى ومئات أخرى من الجرحى إضافة إلى إصابات مباشرة يتعرض لها مطار بن غوريون الدولي في وسط إسرائيل. وبحسب هذه السيناريوهات الحربية فإن إسرائيل تخوض حربا ضد كل من سورية وحزب الله والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ هذه المناورات يوم الأحد الماضي، وستستمر خمسة أيام من دون إشراك قوات حقيقية فيها. وتم خلالها نقل معلومات وتعليمات جديدة للمؤسسات والهيئات العامة في إسرائيل كل ربع ساعة.
وانضم إليها، عند الساعة العاشرة من صباح اليوم، المواطنون في الجبهة الداخلية الإسرائيلية من خلال إطلاق صافرات إنذار في جميع أنحاء إسرائيل، وبدأت عندها مناورات قوات قيادة الجبهة الداخلية وجرى تدريب جميع الهيئات التدريسية والطلاب في المدارس على كيفية التصرف في حال نشوب حرب حقيقية وإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. وشمل هذا التدريب إخلاء جرحى وقتلى والدخول للملاجئ.
وجرى التدريب المركزي في مدرسة ابن سينا في بلدة كفر قاسم في المثلث بمشاركة قوات الجبهة الداخلية وطواقم الإنقاذ والسلطة المحلية وقائد الجبهة الداخلية، اللواء يائير غولان، ووزيرة المعارف يولي تمير.
وشارك وزراء الكابينيت على مدار ساعتين، أمس، في المناورات التي تناولت سيناريوهات حربية مختلفة بينها سقوط صواريخ تحمل رؤوسا متفجرة كيماوية، وأداء الأجهزة المدنية في الجبهة الداخلية فيما مئات آلاف المواطنين يتواجدون في الملاجئ. ولفتت مصادر سياسية إسرائيلية إلى أن اجتماع الكابينيت أمس كان أحد الاجتماعات النادرة التي لم يتغيب عنها أي من وزرائه، وقد أدار النقاش خلال هذا الاجتماع رئيس الحكومة، ايهود أولمرت، بنفسه فيما تطرق الوزراء إلى المعضلات والسيناريوهات المطروحة في التدريب.
وطولب الوزراء بتوفير ردود سريعة لأوضاع معقدة في أجهزة التعليم والصحة والرفاه بما في ذلك تزويد المواد الغذائية والأدوية ووجبات الدم لمناطق مختلفة تتعرض للقصف، كما تناول التدريب الجهات المسؤولة عن الإعلام.
وستتعاطى المناورات غدا، الأربعاء، مع سيناريوهات إصابة منطقة خليج حيفا التي تتواجد فيها مصفاة النفط ومصانع كيماوية وإنقاذ مواطنين من تحت أنقاض مبان مهدمة، فيما سيجري التدرب بعد غد على احتمالات سقوط صاروخ كيماوي في شمال إسرائيل.
وعقدت لجنة حال الطوارئ العليا برئاسة وزير الدفاع، ايهود باراك، ونائبه متان فيلنائي اجتماعا لها أمس في إطار المناورات وتطرق باراك في بداية الاجتماع للتوتر الذي تسببه المناورات في سورية ولبنان بصفة خاصة. قال باراك إنه "لا توجد مصلحة لدى دولة إسرائيل بتصعيد الأوضاع في المنطقة، لكن حرب لبنان الثانية أنشأت وضعا أصبحت فيه الجبهة الداخلية جزءا من الجبهة وصمود الجبهة الداخلية هو شرط للانتصار ونحن نقوم بنشاط كبير كي تكون الجبهة الداخلية في إسرائيل مستعدة لكل احتمال".
ووجه وزير البنى التحتية الإسرائيلية، بنيامين بن اليعازر، تهديدا شديدا لإيران، خلال جولة في الغرفة الحربية التابعة لوزارة البنى التحتية في القدس، أمس، قائلا إن "هجوما إيرانيا سيؤدي إلى رد فعل شديد من جانب إسرائيل سيتسبب بدمار الأمة الإيرانية". وأضاف أن مناورات قيادة الجبهة الداخلية "ليست عرضا كاذبا أو سيناريو وهميا، وبرأيي فإن الواقع المستقبلي سيكون أصعب بأضعاف مما نعرفه الآن".
وتوقع بن اليعازر أنه "بالضربة (الإيرانية) الأولى ستسقط في إسرائيل مئات الصواريخ ولن يكون مكان في الدولة ليس واقعا في مدى صواريخ سورية وحزب الله، وعلينا كوزارة أن نستعد لاحتمال سقوط صواريخ في مواقع إستراتيجية إسرائيلية تقع تحت مسؤولية وزارتي، ولذلك عليكم تشغيل رؤوسكم والاستعداد لمواجهة أصعب الاحتمالات". لكن بن اليعازر أضاف أنه "رغم ذلك فإن المناورات لم تجر لتهدد أيا من الدول المحيطة بنا وهدفها واحد وهو أن نكون مستعدين لكل شيء".
من جهة ثانية قال بن اليعازر إن "الإيرانيين لن يسارعوا إلى مهاجمة إسرائيل لأنهم يعرفون قوتنا لكن رغم ذلك فإنهم يستفزوننا بواسطة حليفيهم سورية وحزب الله ويزودونهما بسلاح كثير وعلينا مواجهة ذلك".