"المشهد الإسرائيلي" - خاص
عبرت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، عن قلقها من استمرار البناء في المستوطنات، وذلك خلال اجتماعها مع نظيرتها الإسرائيلية، تسيبي ليفني، في القدس، اليوم الأحد – 15.6.2008. وقالت رايس "إننا قلقون للغاية من البناء غير القانوني الذي قد يضر بعملية السلام. وفي هذه الفترة بالذات يتوجب بناء الثقة بين الجانبين. والوضع الأمني في الشرق الأوسط معقد، كما هو الحال دائما، وثمة حاجة لمفاوضات مع الفلسطينيين".
وكانت رايس قد وصلت لإسرائيل في ساعة متأخرة من مساء أمس، السبت، وستزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية في محاولة لدفع المفاوضات حول قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. واعتبرت رايس أن زيارتها الحالية، وهي الزيارة ال17 خلال السنتين الأخيرتين، "هامة لعملية السلام ولدي شعورا جيدا حيال الزيارة".
من جهة أخرى قالت رايس إنه "بالقدر ذاته ينبغي وقف المس بمواطني إسرائيل" في إشارة إلى إطلاق مسلحين فلسطينيين الصواريخ والقذائف من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل.
بدورها قالت ليفني إنه "ينبغي تحليل الوضع في غزة التي تحكمها حماس". وأضافت أنه "سنطرح الموضوع الإيراني على طاولة المباحثات" مع رايس في إشارة إلى البرنامج النووي الإيراني.
وستلتقي رايس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك كما ستلتقي في رام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وستعقد رايس، غدا، لقائين ثلاثيين تجتمع خلالهما مع باراك ورئيس الحكومة الفلسطينية، سلام فياض، ومع ليفني ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني، أحمد قريع (ابو علاء). وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن يطالب عباس رايس بممارسة ضغوط على إسرائيل لوقف أعمال البناء في المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية.
وكشفت صحيفة هآرتس يوم الجمعة الماضي عن مصادقة السلطات الإسرائيلية على مشروع بناء جديد في الحي الاستيطاني "رمات شلومو" في شمال القدس، ويشمل بناء 1300 شقة جديدة. فيما بلغ عدد الشقق السكنية التي صادقت إسرائيل على بنائها في مستوطنات القدس الشرقية منذ مؤتمر أنابوليس، قبل سبعة شهور، نحو ثمانية آلاف شقة.
وتأتي زيارة رايس الحالية في ظل أزمة سياسية شديدة في إسرائيل ووسط دعوات لأولمرت بالاستقالة من منصبه على خلفية شبهات بحصوله على رشى مالية من المليونير الأميركي اليهودي موريس تالانسكي. ونقلت صحيفة هآرتس، اليوم، عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة قولها إن "الوضع السياسي في اسرائيل لا يسمح بحدوث تقدم ولا توجد شرعية للحكومة الإسرائيلية الحالية لتنفيذ اية خطوات سياسية مع الفلسطينيين".
وأضافت المصادر ذاتها أن "الأحداث السياسية تلقي بظلالها على العملية السياسية وعلى زيارة رايس، وهي تصل في وقت غريب. وبالإمكان الافتراض أن رايس ستطلع خلالها على ما يمكن تحقيقه حتى نهاية العام" فيما يتعلق باحتمالات تقدم المفاوضات. وقالت هآرتس إن رايس حاولت خلال الأسابيع الأخيرة حث ليفني وقريع على الحضور لواشنطن، لكن ليفني رفضت ذلك بسبب الوضع السياسي في إسرائيل وتطلعها لخلافة أولمرت.