المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 621

"المشهد الإسرائيلي" - خاص

 

افتتح المرشح لرئاسة حزب كديما، شاؤل موفاز، حملته الانتخابية قبالة أسوار القدس، في تلميح واضح لأحزاب اليمين الإسرائيلية، وخصوصا حزب شاس، حيال مواقفه من المفاوضات مع الفلسطينيين ورفضه أي انسحاب من القدس. من جهة ثاني، ذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء – 6.8.2008، أن موفاز سيركز خلال حملته الانتخابية على نيته تشكيل حكومة يمينية وعلى خبرته الأمنية. وزار موفاز قبيل افتتاح حملته الانتخابية، أمس، الزعيم الروحي لشاس، الحاخام عوفاديا يوسف. ويعتبر موفاز أن شاس هو مفتاح تشكيل حكومة برئاسته في حال فاز في الانتخابات الداخلية في كديما.

 

 

وتعهد موفاز في الاجتماع الذي افتتح به حملته الانتخابية، وعقد في فندق مقابل لأسوار القدس، "بالحفاظ على القدس موحدة كعاصمة إسرائيل الأبدية". وعبّر عن توجهاته العسكرية – الأمنية، خصوصا فيما يتعلق بالصراع العربي – الفلسطيني، وقال إنه "مريح أحيانا ارتكاب أخطاء بسبب أوهام خطرة، خصوصا في فترات التهدئة، وكأن القضايا الأمنية ليست ملحة". واعتبر أن "التجربة والخبرة في هذا المجال (الأمني) ليست مجرد أفضلية. بل هي ضرورة بالنسبة لكل رئيس حكومة في إسرائيل". ولفتت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن كلمة "أمن" تكررت 22 مرة خلال خطاب موفاز الذي أعلن من خلاله ترشيح نفسه رسميا لرئاسة كديما، في الانتخابات التي ستجري في 17 أيلول المقبل.

 

وفيما يتعلق بالعملية السياسية، قال موفاز إنه سيدفع المفاوضات مع الفلسطينيين قدما نحو حل دائم، وأن المفاوضات السياسية ستكون على رأس سلم أولوياته. وأوضح موفاز في حديث لهآرتس أنه "بمجرد أن تكون لدي صلاحيات رئيس حكومة، سأقود المفاوضات مع الفلسطينيين بنفسي. سأضع كل ثقلي وسأعمل في هذا الاتجاه بصورة شخصية". ونقلت هآرتس عن مصادر رفيعة في السلطة الفلسطينية قولها إن فوز موفاز برئاسة كديما سيكون "كارثة لعملية السلام". واعتبرت المصادر الفلسطينية، بحسب هآرتس، أن "الخطة الأميركية – الفلسطينية للتقدم في المحادثات حول قضايا الحل الدائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تعتمد على فوز خصم موفاز في الانتخابات لرئاسة كديما، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني". وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن هآرتس لم تشر بتاتا إلى هوية المصادر الفلسطينية "الرفيعة" التي تحدثت معها، لكن القيادة الفلسطينية تمسكت خلال معارك انتخابية سابقة بمبدأ عدم التدخل في انتخابات إسرائيلية وعدم الإعراب عن مواقف تجاه مرشحين فيها.

 

ورد موفاز على التحفظات الفلسطينية منه، وقال لهآرتس إنه يتعهد بالتوصل لنتائج من خلال مفاوضات يقودها هو مع الفلسطينيين. وقال "أنا جلست معهم (أي مع الفلسطينيين) ليال وحللت قضايا أمنية واقتصادية وإنسانية، عندما توليت منصب رئيس أركان الجيش ومنصب وزير الدفاع". وأضاف أن بإمكان المسؤولين في السلطة الفلسطينية أن يشهدوا بأنه نفذ كل ما وعدهم به، "أنا لست سهلا في المفاوضات وأنا لست رجل كلام وإنما رجل أفعال وأنا أعد بأن أحقق نتائج".

 

في غضون ذلك تواصل ليفني رفضها التوقيع على وثيقة "بيان منافسة" والتعهد من خلالها بالبقاء في كديما في حال خسرت رئاسة الحزب. ويرى المحللون الإسرائيليون أن موقف ليفني هذا هو رسالة موجهة لأعضاء حزب كديما، مفادها أنه في حال لم تفز برئاسة الحزب فإنها ستخرج من صفوفه، وأنه إذا لم ينتخبها أعضاء كديما رئيسة للحزب فإن عليهم ألا يتوقعوا بقاءها لتستقطب أصوات الناخبين في انتخابات عامة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ليفني هي الشخصية الأكثر شعبية في كديما لدى الرأي العام الإسرائيلي. من جهة أخرى، فإنه على الرغم من تأييد معظم أعضاء الكنيست من كديما لليفني إلا أنها تخشى القوة الميدانية لمؤيدي موفاز، الذي يحظى أيضا بتأييد غير معلن من جانب رئيس الحكومة، ايهود أولمرت.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات