"المشهد الإسرائيلي" - خاص
تخصص الحكومة الإسرائيلية المصغرة للشؤون السياسية والأمنية اجتماعها الأسبوعي، اليوم الأربعاء – 6.8.2008، للبحث في تزايد قوة حزب الله، فيما أعرب ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي عن تخوفه من أن صواريخ مضادة للطائرات بحوزة حزب الله ستهدد الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تخترق الأجواء اللبنانية. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن صورة الوضع التي سيعرضها ضباط الجيش الإسرائيلي خلال اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة، مفادها أن "حزب الله رمم معظم قوته العسكرية وحتى أنه ضاعف قوته في قسم من الأسلحة التي بحوزته".
وأضافت الإذاعة أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله نقل إلى مخازن ومواقع إطلاق صواريخ، في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، مئات الصواريخ ذات آماد مختلفة، وأن هذا النشاط تم بصورة سرية داخل القرى الشيعية وعلى الرغم من تواجد قوات يونيفيل الدولية في جنوب لبنان. ووصفت إذاعة الجيش الإسرائيلي هذا الوضع بأنه "واقع محبط" ويلقي الضوء على عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية وحظر تواجد عسكري لحزب الله في جنوب لبنان.
وأشارت الإذاعة إلى تصريح أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قبل فترة وجيزة، وقال فيه إن "حزب الله مستمر في زيادة قوته بمساعدة السوريين، ومن المناسب أن نقول بعد مرور عامين على حرب لبنان الثانية أن القرار 1701 لم ينفذ ولا ينفذ وعلى ما يبدو فإنه لن ينفذ وهو قرار فاشل". كذلك عبرت إسرائيل عن قلقها من البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الجديدة الذي تم من خلاله التعبير عن الموافقة على استمرار نشاط المقاومة اللبنانية الأمر الذي اعتبرته إسرائيل مصادقة لبنانية على مواصلة حزب الله حربه ضدها.
ورجحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصدام العسكري المقبل بين إسرائيل وحزب الله سيكون على خلفية استمرار الطيران الحربي الإسرائيلي بخرق الأجواء اللبنانية بصورة يومية بزعم أن هذه الطلعات الجوية تزود إسرائيل بمعلومات هامة حول تعاظم قوة حزب الله وتهريب الأسلحة إلى لبنان.
من جهة أخرى نقلت صحيفة هآرتس، اليوم، عن ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي قوله إنه في حال أدخل حزب الله صواريخ حديثة مضادة للطائرات إلى الأراضي اللبنانية فإنه سيتعين على سلاح الجو إجراء تغيير كبير في شكل تحليق طائراته في سماء لبنان. رغم ذلك أضاف الضابط أن سلاح الجو الإسرائيلي عرف في الماضي كيف يواجه "تهديدات كهذه" في مناطق أخرى في الماضي ووضع حلولا تمكنه من تقليص "خطورة المشكلة".
وأجرت الحكومة والجيش في إسرائيل مداولات عديدة مؤخرا، تمحورت حول احتمال أن ينشر حزب الله صواريخ مضادة للطائرات في جبال لبنان، في محاولة منه لتقييد تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في سماء لبنان والمبادرة لحرب جديدة. وأشارت هآرتس إلى أن قسما من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين وصفوا احتمال إدخال صواريخ مضادة للطائرات إلى لبنان أنه "خط أحمر" يتعين على إسرائيل الرد عليه بتوجيه "رسائل مؤلمة" لحزب الله.