الإدارة الأميركية توجه انتقادات لإيهود باراك بسبب عدم تقدم أي محادثات يكون ضالعا فيها مقابل الجانب الفلسطيني. وعلى ضوء رفض باراك إزالة حواجز عسكرية في الضفة تغيب يوم الجمعة الماضي عن اجتماع للجنة المتابعة الثلاثية، المؤلفة من الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، التي تتابع تطبيق الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمرحلة الأولى من خريطة الطريق
"المشهد الإسرائيلي"- خاص:
توقعت إسرائيل أن تمارس الإدارة الأميركية ضغوطا عليها وعلى السلطة الفلسطينية لدفع العملية التفاوضية قبل زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش لإسرائيل في شهر أيار المقبل. وذكرت صحيفة هآرتس اليوم الأحد- 16/3/2008- أن تعود وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، إلى المنطقة في وسط الأسبوع المقبل في زيارة ثانية لها خلال الشهر الحالي وستعمل خلالها على حث الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على تنفيذ التزاماتهما لخريطة الطريق ودفع المفاوضات على قضايا الحل الدائم.
وكان مسؤولون في الإدارة الأميركية على رأسهم رايس قد أعربوا مؤخرا عن استيائهم من الممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وخصوصا عدم التزام إسرائيل بتعهداتها بتجميد أعمال البناء في المستوطنات، في القدس الشرقية والضفة الغربية، إلى جانب المماطلة في تفكيك بؤر استيطانية وعدم تسهيل حياة الفلسطينيين والامتناع عن إزالة حواجز عسكرية في الضفة الأمر الذي يقيد حرية التنقل.
ونقلت هآرتس عن مصدر أميركي رفيع المستوى قوله إن "زيارة الرئيس (بوش) في أيار تهدف لتنفيذ أعمال وتحقيق نتائج، ولذلك فإن الإدارة مهتمة أن ترى تقدما ما في الموضوع الفلسطيني". وتدقق وزارة الخارجية الأميركية في هذه الاثناء في افكار تتعلق بنشاط سياسي بين الجانبين تظهر حدوث تقدم وبالإمكان دفعها عشية زيارة بوش. وحذر المصدر الأميركي إسرائيل من أن "بوش لا يعتزم أن يكون أداؤه بمثابة بطة عرجاء ولذلك فإن شيئا ما يتوجب أن يحدث حتى زيارته". وتأمل الإدارة الأميركية بأن تعمل إسرائيل على تطبيق قانون "إخلاء وتعويض" مستوطنين في بؤر استيطانية عشوائية مشيرة إلى أن هذه ستكون خطوة مهمة جدا بالنسبة لبوش.
وتوجه الإدارة الأميركية انتقادات لوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بسبب عدم تقدم أي محادثات يكون الأخير ضالعا فيها مقابل الجانب الفلسطيني. وعلى ضوء رفض باراك إزالة حواجز عسكرية في الضفة تغيب يوم الجمعة الماضي عن اجتماع للجنة المتابعة الثلاثية، المؤلفة من الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية وإسرائيل، التي تتابع تطبيق الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق، ويرأس هذه اللجنة الجنرال الأميركي وليام فريزر، وحضر الاجتماع عن وزارة الدفاع الإسرائيلية رئيس الدائرة السياسية الأمنية فيها عاموس غلعاد. وقد شارك عن الجانب الفلسطيني في هذا الاجتماع رئيس الحكومة سلام فياض.
ويزعم مكتب باراك في هذا الخصوص "اننا نجري اتصالات مع المستوطنين" لإخلاء بؤر استيطانية من خلال تفاهم معهم، فيما أعلن المستوطنون أنهم يعارضون إخلاء كهذا. إضافة إلى ذلك فإن وزارة الدفاع تمتنع حتى الآن عن تنفيذ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بخصوص الجدار العازل وتعديل مقاطع من مساره لتكون على الخط الأخضر وليس داخل الضفة وترى أميركا أن تنفيذ إسرائيل لقرار المحكمة من شأنه أن يظهر تغيرا في الوضع الميداني لينعكس على أجواء المفاوضات.
لكن المصدر الأميركي قال إن "الولايات المتحدة لا تريد فرض خطوة من أي نوع على إسرائيل وإنما أن تقرر إسرائيل نفسها ما الذي تريد فعله". وكانت رايس قد وجهت أمس انتقادات لإسرائيل والسلطة الفلسطينية ووصفت الوضع في المنطقة بـ"الصعب". وقالت إنه "لم يتم عمل ما يكفي لإظهار أن إسرائيل والفلسطينيين يفهمون الوضع" لكنها أردفت أن "ثمة مكانا كبيرا للتحسين في كلا الجانبين".
وتتوقع إسرائيل أن تعاود رايس خلال زيارتها التشديد على ضرورة تغيير الوضع في الضفة. وقال المصدر الأميركي الرفيع المستوى إن "التوجه الإسرائيلي الحالي نحو الحياة اليومية للفلسطينيين (في الضفة) يقوي حماس في الضفة" وإن الإدارة الأميركية تبذل جهودا كثيرة لتوفير حلول للمطالب الأمنية الإسرائيلية، لكنه أكد على أنه من أجل التقدم في ذلك على إسرائيل أن تتحرك وتحدث تغيرا في ممارساتها في الضفة.
ويذكر في هذا السياق أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني سيصل إسرائيل هذا الاسبوع كما سيزور إسرائيل المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية جون ماكين وليس متوقعا أن يحاول الاثنان ممارسة ضغوط على إسرائيل في الموضوع الفلسطيني.
وتبدأ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم زيارة رسمية لإسرائيل يرافقها فيها خمسة وزراء. وستلتقي مع المسؤولين الإسرائيليين كما ستلقي خطابا في الكنيست.