المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

* الإحصائيات الرسمية تضيف إلى هذا العدد 253 ألف فلسطيني وسوري من القدس والجولان * نسبة الفلسطينيين في إسرائيل 8ر16% ونسبة تكاثرهم 5ر2% مقابل 5ر1% لدى اليهود * 24% من المواليد في إسرائيل هم من الفلسطينيين ومشروع تهويد الجليل يفشل بسبب العامل الديمغرافي *

أصدرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، في الأسبوع الماضي، تقريرها السنوي حول التعداد السكاني، بمناسبة حلول رأس السنة العبرية، وتضمن عدد السكان وتكاثرهم وتوزيعتهم الجغرافية، وغير ذلك من التفاصيل.

وأشار التقرير إلى أن عدد سكان إسرائيل بلغ 2ر7 مليون نسمة، إلا أن هذا العدد يشمل فلسطينيي القدس المحتلة الذين يقدر عددهم، وفق تقارير إسرائيلية وأيضا فلسطينية، بحوالي 235 ألف نسمة، كما يشمل قرابة 19 ألف سوري في هضبة الجولان السورية المحتلة، وهذا بموجب قانون الضم الاحتلالي لهاتين المنطقتين.

وينعكس هذا الأمر في التعداد السكاني على النسب المئوية لتوزيعة السكان، لأنه من دون قرابة 250 ألف نسمة، فإن سلسلة من المعطيات والنسب المئوية ستتغير حتما، وخاصة في ما يتعلق بالتوازن الديمغرافي بين اليهود والعرب، فحسب دائرة الإحصاء المركزية، فإن نسبة العرب في إسرائيل بلغت 9ر19% (413ر1 مليون) مقابل 8ر75% لليهود (393ر5 مليون)، مقابل 3ر4% ممن لم يعرفوا عن انتمائهم، وفي الغالب هم يهود لا تعترف المؤسسة الدينية اليهودية بيهوديتهم.

أما عدد سكان إسرائيل، من دون القدس والجولان، فهو 95ر6 مليون نسمة، في حين أن عدد الفلسطينيين في إسرائيل (مناطق 1948) هو حوالي 16ر1 مليون نسمة، ويشكلون نسبة 8ر16% من السكان، في حين أنّ نسبة اليهود وفق هذه المعطيات ترتفع إلى 5ر77%.

وحسب التقرير فإن نسبة التكاثر الطبيعي بالمجمل العام في إسرائيل كانت في العام الأخير 8ر1%، وهي نسبة مشابهة للسنوات الأخيرة، ومطابقة لسنوات الثمانين من القرن الماضي، ولكنها أقل من معدل سنوات التسعين الماضية (3%)، ويعود هذا بالأساس إلى تراجع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل في السنوات الست الأخيرة، من 100 ألف مهاجر سنوي بالمعدل، إلى حوالي 14 ألف مهاجر سنويا، بعد اختزال قرابة سبعة آلاف مهاجرين عكسيا (يغادرون إسرائيل سنويا).

ويتضح من المعطيات أن نسبة تكاثر اليهود بلغت 5ر1%، مقابل 5ر2% لدى الفلسطينيين في إسرائيل، بعد خصم نسبة تكاثر الفلسطينيين في القدس المحتلة والسوريين في هضبة الجولان، إلا أنه في تفاصيل التكاثر الطبيعي فإن الإحصائيات الإسرائيلية تعتمد التوزيع الطائفي، وتقول إن نسبة التكاثر بين المسلمين هي 8ر2%، مقابل 6ر1% بين الدروز، و5ر1% بين المسيحيين.

ومن الجدير ذكره أن التمايز في نسبة التكاثر هو ليس بسبب الانتماء الديني بالأساس، وإنما هذا متعلق بالتوزيعة الجغرافية لدى الجميع، وما يرفع التكاثر عند المسلمين إلى هذه النسبة هو منطقة النقب، حيث العشائر البدوية، التي يصل معدل الولادات لدى المرأة الواحدة فيها إلى حوالي ثماني ولادات، بينما في المدن يهبط إلى معدل ثلاث ولادات.

وينعكس الفارق في التكاثر على نسبة الولادات، ففي حين أن نسبة الفلسطينيين في إسرائيل 8ر16%، فإن نسبتهم من بين المواليد الجدد هي 24%، وهنا أيضا بعد اختزال مواليد القدس والجولان، وهي نسبة ترتفع بوتيرة ضئيلة، فمثلا نسبة الطلاب العرب من مجمل طلاب المدارس في إسرائيل (من جيل 5 إلى 18 عاما) هي أكثر بقليل من 22%.

وفي المقابل فإن نسبة الوفيات بين الأطفال الفلسطينيين الذين ولدوا حديثا هي أكثر من ضعفي النسبة بين اليهود، 7ر6 طفل من كل ألف ولادة، مقابل 9ر2 طفل بين كل ألف ولادة لدى اليهود، وهذا نابع أيضا من تردي مستوى الجهاز الصحي، بالأساس في منطقة الجنوب حيث عشائر النقب.

ويقول التقرير إن نسبة الأطفال حديثي الولادة وحتى سنّ 14 عاما، من مجمل السكان في إسرائيل، بلغت 28% وهي من النسب العالية في العالم، فيما بلغت نسبة الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 65 عاما نسبة 10% من مجمل السكان.

وبلغ معدل عمر الرجال في إسرائيل 5ر78 عاما، بارتفاع شهرين ونصف الشهر عن العام 2005، بينما معدل العمر لدى النساء هو 2ر82 عاما، من دون أي تغيير مقارنة بالعام 2005، ويتضح الفارق في الأعمار من خلال الفارق في التوازن بين الجنسين، ففي حين أنه حتى سنّ 35 عاما يفوق عدد الذكور عدد النساء، فإنه من سنّ 36 عاما يبدأ التراجع، ليصل المعدل بعد سنّ 75 عاما، إلى 673 رجلا أمام كل ألف امرأة.

أما من حيث التوزيع السكاني بين العرب واليهود، فيتضح أن نصف اليهود يعيشون في وسط البلاد، 21% في مدينة تل أبيب ومنطقتها، وقرابة 28% في المدن المجاورة لمنطقة تل أبيب.

أما منطقة الجليل، التي تسعى إسرائيل إلى تهويدها، بمعنى أن يكون عدد اليهود فيها أكبر من عدد العرب، فإن هذا المخطط قد مني بالفشل حتى الآن، حين نعلم أن قرابة 55% من الفلسطينيين في إسرائيل، أي حوالي 610 آلاف نسمة، يعيشون في منطقة الجليل مقابل 530 ألف يهودي، وهذا على الرغم من المحفزات التي تدفعها الدولة للعائلات اليهودية التي تقرر السكن في المنطقة الشمالية، أي أن نسبة العرب في الشمال هي 53%.

وبالنسبة لتوزيعة الفلسطينيين في إسرائيل وفق التقرير، فإن 155 ألفًا منهم يعيشون في صحراء النقب، وقرابة 65 ألفا في مدن يافا واللد والرملة، وقرابة 330 ألفا في منطقة المثلث.

ازدياد عدد المستوطنين

ازداد عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، بحوالي 8ر5%، ليصبح عددهم الإجمالي 470 ألف مستوطن، 190 ألفا منهم يستوطنون في الأحياء الاستيطانية في القدس المحتلة، و280 ألفا في مستوطنات الضفة الغربية، كذلك هناك حوالي 27 ألف مستوطن في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وحول توزيعة أصول اليهود، فقد جرى تحول كبير في السنوات الأخيرة، ففي حين كان عدد اليهود الذين هاجروا من أوطانهم العربية في آسيا وأفريقيا هو الأكبر مقابل أعداد يهود أوروبا وأميركا، فإنه بعد الهجرة اليهودية المكثفة في سنوات التسعين والموجات اللاحقة في السنوات الأخيرة، بات عدد اليهود من أصول غربية 2ر2 مليون نسمة، مقابل 56ر1 مليون من الدول العربية وخاصة المغرب والعراق.

توقعات اقتصادية

بالتزامن مع صدور تقرير التعداد السكاني السنوي، أصدرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية توقعاتها الاقتصادية، وقالت إن نسبة النمو الاقتصادي المتوقعة للعام الجاري 2007، هي في حدود 1ر5%، وهي نسبة مشابهة لما كانت عليه تقريبا في العام الماضي 2006، إذ كانت 2ر5%.

وحسب التقرير ذاته فإن الاستهلاك الفردي للعام الجاري سيرتفع في العام الجاري بنسبة 3ر4%، وهذا بسبب الارتفاع الكبير في مشتريات الاحتياجات الأساسية والحيوية، بنسبة 4ر8% ويقف على رأس هذا الارتفاع، ازدياد شراء السيارات، الذي شهد هبوطا في العام الماضي 2006.

كذلك فإن دائرة الإحصاء تتوقع تقليصا للفجوة القائمة بين الاستيراد والتصدير، فبينما من المتوقع أن يزداد التصدير بنسبة 8%، فإن الاستيراد سيزداد بنسبة 5ر3%. وعلى رأس المنتوجات التي سيزداد تصديرها، المنتوجات الزراعية بنسبة 20%، وعدة فروع صناعية بنسبة 5ر11%، والمجوهرات بنسبة 4%.

المصطلحات المستخدمة:

تهويد الجليل, المثلث

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات