المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، في خطاب أمام الكنيست لدى افتتاح دورته الشتوية يوم الاثنين 8/10/2007 أن إسرائيل لن تنفذ أي انسحاب من الضفة الغربية قبل "اجتثاث الإرهاب" في قطاع غزة فيما ركّز الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس خطابه على إيران وأعرب رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو عن معارضته لتنفيذ انسحابات من الضفة الغربية وخصوصا من القدس الشرقية.

وقال أولمرت إنه "يتوجب إعطاء فرصة للمفاوضات (مع الفلسطينيين)، ففي إسرائيل ذرائع جيدة لتبرير جمود في المفاوضات لكني لا أنوي البحث عن ذرائع وأنا مصرّ على إعطاء دفعة واحتمال لعملية سياسية جوهرية بالشراكة مع أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) وأي خيار آخر سيؤدي إلى صراع ديمغرافي غارق بالدموع".

واضاف أولمرت، الذي قاطع أعضاء كنيست من اليمين خطابه مرارا وذكروه بمعارضته لمعاهدة السلام مع مصر في حينه، أن "ثمة ما يتوجب الحديث حوله ويجدر التحدث" مع الفلسطينيين.

واعتبر أولمرت أن "الطريق لتحقيق اتفاق ما زالت طويلة ومليئة بالعقبات والصعوبات، فالإرهاب من غزة ما زال مستعرا ولا يوجد ولن يكون هناك انسحاب إسرائيلي بأي شكل قبل اجتثاثهم هم أيضا" في إشارة إلى حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية في القطاع.

ومضى أولمرت "ماذا سنقول إذا أهدرنا الفرصة؟ فدائما ندرك متأخرين ما كان بالإمكان إدراكه منذ البداية والمطلوب إصرار على القيام بحسم شجاع يشمل تنازلا عن تطبيق كامل ومطلق لأحلام غذت أساطيرنا الوطنية طوال سنوات كثيرة" في إشارة إلى فكرة "أرض إسرائيل الكبرى".

وقال أولمرت إن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق الذي وقع معاهدة السلام مع مصر مناحيم بيغن "أعطى مثالا رائعا وفضل مخاطر السلام على آلام الحرب، فما الذي سيحدث إذا خسرنا الأمل؟ وكم مرة تألمنا لأننا لم نفعل في زمن حقيقي ما اضطررنا للقيام به لاحقا؟ ويتوجب وقف هذه الدوامة لكي لا نضطر للقول لأنفسنا كم كنا نفتقر للحلم".

وأضاف أن الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية ستبحث في الفترة القريبة المقبلة خطة سيعرضها وزير الدفاع ايهود باراك لمحاربة استمرار إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل وأن "قرارات حاسمة سنتخذها قريبا".

من جانبها كررت رئيسة الكنيست داليا ايتسيك لدى افتتاحها الجلسة دعوتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزب الليكود اليميني بادعاء أن "حالة الطوارئ لم تتغير، فنحن نخوض حربا ضد حماس وهناك خطر وجودي علينا من جانب إيران".

وخصص الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس معظم خطابه حول الموضوع الإيراني وتمحور حول وجوب منعها من حيازة سلاح نووي وتصريحات الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ضد إسرائيل وشبه بيريس أحمدي نجاد بالزعيم النازي أدولف هتلر.

واعتبر بيريس أنه "إذا وصلت إيران لحيازة سلاح نووي فإن هذا السلاح قد يصل إلى أيدي الإرهابيين إذ أن إيران هي أيضا مركز إرهاب عالمي وعندها سيتحول العالم إلى حالة فوضى".

وقال بيريس إن "القيادة الإيرانية الحالية أعلنت على الملأ عن نواياها للدفع باتجاه ثورة إسلامية- شيعية ليس في العالم الإسلامي فحسب وإنما في كل العالم وهي تبني علنا ترسانة صواريخ طويلة المدى وسرا سلاحا نوويا".

وشبه بيريس كل من يدعو إلى التحاور مع أحمدي نجاد بمن دعوا قبل الحرب العالمية الثانية إلى التحاور مع هتلر وقال "لأسفنا، هنا من يدعي بضرورة إجراء حوار أيضا مع هذا النظام الاستبدادي".

وأضاف أن رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية "تشمبرلين أيضا اعتقد ذلك عندما توجه لإجراء مفاوضات مع هتلر وعاد إلى لندن واستقبل كبطل سلام، وبذلك يكون قد ساعد، من دون أن يقصد، هتلر على تغطية نواياه الحقيقية وعلى بناء معسكرات الإبادة".

من جانبه تطرق رئيس المعارضة وحزب الليكود، بنيامين نتنياهو، إلى الأنباء التي ترددت مؤخرا حول حل في القدس الشرقية ودعوة وزراء إسرائيليين إلى انسحاب من أحياء في القدس الشرقية واعتبر أن "تسليم نصف القدس للفلسطينيين سيؤدي إلى أن لا يتمكن الإسرائيليون في النصف الثاني من المدينة من العيش وستصبح ساحة السوق فارغة مرة أخرى".

ورأى نتنياهو "ليس هكذا يصنع السلام وكم مرة يمكن العودة إلى العمى السياسي".

وادعى نتنياهو أن خطة حكومة أولمرت تقضي بانسحاب إسرائيل في الضفة الغربية إلى حدود العام 1967 وأن ذلك "سيؤدي إلى تسليم المناطق المطلة على السهل الساحلي إلى حماس والإسلام المتطرف ومن هناك سيتمكنون من إطلاق صواريخ مباشرة على تل أبيب والمدن المحيطة بها وعلى مطار بن غوريون الدولي".

وقال نتنياهو أن "غايتنا العليا هي منع حيازة إيران للسلاح النووي والآن أصبح الوقت متأخرا وخلال ما تبقى من الوقت يتوجب ممارسة تأثيرنا على قادة العالم ليضغطوا على إيران".

وأضاف نتنياهو "علينا تجهيز كافة الوسائل من أجل ضمان عدم تحقق الخطر الإيراني وفي هذه القضية المصيرية لا يوجد ائتلاف ولا معارضة ونحن موحدون لضمان عدم تنامي الخطر الإيراني".

وافتتحت الهيئة العامة للكنيست دورتها الشتوية يوم 8/10/2007 وطرحت الحكومة الإسرائيلية على طاولة الكنيست الموازنة العامة للعام 2008.

وأعرب أولمرت عن أمله بأن يصادق الكنيست على الموازنة وقت ممكن.

وقال أولمرت إن الدورة الشتوية للكنيست ستبحث في القضايا المتعلقة بطريقة الحكم، ولا نريد القيام بثورة فهذا سيكون مبالغا فيه لكننا نريد تحسين الوضع.

وأضاف "إننا نؤمن بأن طريقة الحكم الحالية في إسرائيل لا تضمن استقرار الحكم ويتوجب تحسينها وسوف نبذل جهدا كبيرا من أجل تحسين طريقة الحكم من خلال إدخال تعديلات تستوجب إجراء حوار شعبي وبرلماني واسعي".

وتابع أولمرت "آمل أن نتمكن خلال هذه الدورة من طرح مشروع دستور متفق عليه لدولة إسرائيل وعبوره بالقراءة الأولى، فقد أصبح عمر إسرائيل 60 عاما ولا يوجد دستور لدينا وسنبذل جهدا لأن يحظى الدستور بإجماع واسع".

أولمرت: سأبذل جهدا لدفع العملية السياسية مع الفلسطينيين في الضفة ومهاجمة القطاع

قال رئيس حكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت خلال اجتماع لكتلة حزب كديما في الكنيست يوم الاثنين 8/10/2007 إنه سيبذل جهدا لدفع العملية السياسية مع الفلسطينيين في الضفة الغربية فيما سيصعد الهجمات ضد قطاع غزة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله إن "الموضوع السياسي- الأمني هو في مركز اهتمامنا وفي مركز سلم أولويات شعب إسرائيل، سنضطر للقيام بعمل ما في الموضوع الأمني، بالتأكيد بعد أن يستعرض وزير الدفاع (ايهود باراك) اقتراحاته لوقف إطلاق صواريخ القسام من الجنوب وسنبحث ذلك وستتخذ الحكومة قرارات.

"وفي موازاة ذلك سنبذل جهدا للتقدم في العملية السياسية، وفي جميع الأحوال لن أوافق على إهدار فرص التحادث التي ربما قد تقود دولة إسرائيل باتجاه تحسين ملموس للعلاقات بيننا وبين الشعب الفلسطيني".

وطالب أولمرت كتلة حزبه بالتوحد وعدم إطلاق مواقف تتعارض مع موقفه قائلا "سوف ننجح في معالجة جميع هذه المواضيع ووضع بصمتنا عليها وسوف ننجح في إجراء تغيير لدى الرأي العام الإسرائيلي وفي شكل حياة دولة إسرائيل إذا تكتلنا كقائمة واحدة ولن نتمكن من السماح لأنفسنا بامتيازات تأتي فيها الأجندة الشخصية على حساب سلم أولويات تحددها الحكومة والكتلة وتشكل أساسا لوجودنا".

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات