المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.

قال شمعون شيفر، المراسل السياسي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (13/12/2006)، إنّ رئيس الحكومة الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بذل خلال زيارته في ألمانيا مجهودًا كبيرًا لتصحيح الانطباع الذي أثارته زلة لسانه والتي تم تأويلها كما لو أنها تصديق رسمي أول بوجود سلاح نووي في حوزة إسرائيل. وقد عاد أولمرت وأعلن لا أقل من ثماني مرات أن "إسرائيل لن تكون الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تدخل السلاح النووي إلى المنطقة".

وكتب شيفر قائلاً: يبدو أنه لم يكن في نية أولمرت أن يشذّ عن سياسة الغموض النووي الإسرائيلي. وخصوصًا ليس في هذا الوقت الذي يتبلور فيه اتفاق دولي على فرض عقوبات اقتصادية على إيران. أكثر من ذلك، فإنه لم يجر في الجهاز السياسي الإسرائيلي أي بحث فيما إذا كان أزف الوقت للتلميح إلى إيران علنًا بالثمن الباهظ الذي من شأنها دفعه إذا ما تزوّدت بالسلاح النووي.

من ناحيته أوضح رونين برغمان، معلق الشؤون الأمنية في "يديعوت أحرونوت" (12/12/2006)، أنّ مصدر مبدأ الغموض النووي يكمن في التفاهمات السرية التي توصلت إليها إسرائيل والولايات المتحدة في نهاية الستينيات. وبحسب هذه التفاهمات فإن إسرائيل لا تكشف النقاب عن تفاصيل تتعلق بقدرتها النووية، إذا كانت مثل هذه القدرة موجودة.

وفي رأي برغمان فقد سعت إسرائيل، بحفاظها على الغموض النووي، إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة: الأول- عدم الكشف عن شيء يحرج الأميركيين. الثاني- عدم إثارة سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. الثالث- عدم إدخال إسرائيل في قائمة الدول التي ليس في وسعها تصدير مواد خام وتكنولوجيات حساسة بسبب قدرتها النووية. وقد رصدت إسرائيل موارد هائلة لمنع التسريبات وإنزال عقوبات شديدة بكل من يهدّد بالخطر نظام الغموض. وقضية فعنونو هي نموذج ممتاز على هذا. لكن بمرور السنوات أصبح الغموض مسألة وهمية، ولا يمكن أن يتلاشى إلا بواسطة تصريح غير قابل للتأويل من طرف مصدر إسرائيلي رسمي يسوي المكانة النووية لإسرائيل. وفي الأسبوع الأخير حصلت زلتا لسان تضعان نظام الغموض تحت علامة استفهام كبرى. بداية حصل ذلك مع المرشح لتسلم منصب وزير الدفاع الأميركي (روبرت غيتس) وأخيرًا تطرّق رئيس الحكومة إيهود أولمرت إلى الموضوع.

وختم برغمان بالقول: يطرح السؤال: هل تصريح أولمرت ينهي الغموض؟. الجواب هو سلبي. طالما أن الولايات المتحدة لا تطلب من إسرائيل الموافقة على المراقبة الدولية، كما تطلب من دول أخرى مثل إيران وكوريا الشمالية، فإنه لا شيء يتغير.

المصطلحات المستخدمة:

يديعوت أحرونوت, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات