قال وزير الخارجية الاسباني، ميغيل موراتينوس، إن "الاتفاق بين حماس وفتح على تشكيل حكومة وحدة هو خطوة إيجابية وسيتعين على الاتحاد الأوروبي بعدها بلورة موقفه من السلطة الفلسطينية" وإن الرئيس السوري بشار الأسد يريد التوصل إلى سلام. لكن إسرائيل اعتبرت أن قيام حكومة فلسطينية موحدة تشكلها حركتا حماس وفتح ليس كافيا لتجديد الاتصالات مع السلطة الفلسطينية.
وأشار موراتينوس في حديث نشرته صحيفة "هآرتس" يوم الأربعاء 13/9/2006 إلى البنود في الاتفاق بين الحركتين الفلسطينيين التي التزمت حماس بموجبها بقبول مبادرة السلام العربية التي تمت المصادقة عليها في القمة العربية التي عقدت في بيروت العام 2002 والمذكورة في خطة خارطة الطريق وإلى احترام حماس للاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والتعاون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس فيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل.
ووصف موراتينوس هذه البنود التي التزمت بها حماس بأنها "ايجابية" لكنه أشار إلى أن ثمة ضرورة لمعاينة الاتفاق بين حماس وفتح لتشكيل الحكومة الجديدة بصورة جذرية وبحثه في الهيئات الأوروبية المختلفة.
يشار إلى ان هآرتس نقلت أمس عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها إن إسرائيل والولايات المتحدة تتخوفان من تفكك الجبهة الدولية ضد حماس في أعقاب تشكيل حكومة حماس - فتح وأن تحظى هذه الحكومة باعتراف المجتمع الدولي.
ودعا موراتينوس، وهو السياسي الأوروبي الأكثر ضلوعا في عملية السلام في السنوات الـ15 الأخيرة، إلى تجديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين.
يذكر أن موراتينوس أشغل في الماضي منصب سفير اسبانيا في إسرائيل ومبعوث الاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط.
وقال لهآرتس إنه لم يكن أبدا قلقا من الوضع في المنطقة.
وأضاف أن "أمامنا وقائع مأساة معلنة وإذا لم نبذل جهدا فإننا ماضون نحو كارثة".
وتطرق موراتينوس إلى سورية وقال إن زيارتين قام بهما في الأشهر الأخيرة إلى دمشق تركتا لديه انطباعا بأن الرئيس السوري بشار الأسد يرغب بالتوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل مقابل استعادة هضبة الجولان والخروج من العزلة التي يواجهها بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ورفض موراتينوس الإدعاء القائل إن العلاقة مع إيران هي مصلحة استراتيجية لسورية وأن الأخيرة لا تريد قطع هذه العلاقة.
وأضاف أن سورية قلقة بسبب مكانتها في العالم وتطالب بأن تحظى باهتمام المجتمع الدولي والخروج من عزلتها.
وقال موراتينوس إن محاولة تنفيذ هجوم على السفارة الأمريكية في دمشق أمس الثلاثاء تؤكد على الحاجة إلى إبعاد سورية عن جهات إسلامية متطرفة. ورأى أن سورية لا ترفض نشر قوات على طول الحدود وحتى أن سورية أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بأنها ستنشر كتيبة من الجنود السوريين من أجل منع تهريب أسلحة إلى حزب الله.
ولفت موراتينوس إلى أن القوة العسكرية الاسبانية ستنتشر قرب منطقة الحدود السورية اللبنانية وستعمل هذه القوة على إحباط كل محاولة لتهريب أسلحة من سورية إلى حزب الله.
وأكد موراتينوس أن الجنود الإسبان لن يعملوا على نزع سلاح حزب الله.
ولم يستبعد موراتينوس أن يتم انتهاج اسلوب نشر قوات دولية في لبنان بعد إقامة دولة فلسطينية ونشر قوات دولية لحفظ السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى انه في تفاهمات طابا بين إسرائيل والفلسطينيين في العام 2001 والتي لخصها موراتينوس في حينه يوجد بند يتحدث عن نشر قوات دولية لحفظ السلام في المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل.
لكن إسرائيل اعتبرت أن قيام حكومة فلسطينية موحدة تشكلها حركتا حماس وفتح ليس كافيا لتجديد الاتصالات مع السلطة الفلسطينية.
وأفادت صحيفة "هآرتس" بأن اتصالات إسرائيلية أمريكية تمهيدا للقاء وزيرتي خارجية الدولتين تسيبي ليفني وكوندوليزا رايس أظهرت أن الإدارة الأمريكية تؤيد موقف إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل ستخرج إلى "معركة كبح سياسي" ضد الحكومة الفلسطينية المزمع تشكيلها "بهدف الضغط عليها للاستجابة للشروط الثلاثة التي وضعتها الرباعية الدولية والمتمثلة بالاعتراف بإسرائيل وبالإتفاقيات الموقعة ونبذ العنف".
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي تهديده بأنه "إذا لم توافق الحكومة الفلسطينية بصورة واضحة على الشروط، لن نجري معها مفاوضات ولن نجدد نقل أموال الضرائب" التي تجبيها إسرائيل لصالح الفلسطينيين وفقا لاتفاق بين الجانبين.
وتتحسب إسرائيل من اعتراف دولي بالحكومة الفلسطينية الجديدة من دون أن تلبي هذه الحكومة الشروط الثلاثة التي وضعتها إسرائيل قبل الرباعية الدولية لدى تشكيل الحكومة الفلسطينية برئاسة حماس قبل ثمانية شهور.
واستمعت ليفني إلى تقييمات خبراء الاستخبارات وقسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإسرائيلية الذين حذروا مما وصفوه بـ"الاحتمال الأسوأ" وهو اعتراف دولي بالحكومة الفلسطينية الجديدة.
وقالت ليفني أثناء لقائها مع نظيرها الاسباني ميغيل موراتينوس في القدس الغربية إن على الرئيس الفلسطيني أن يختار أحد بديلين، إما تلبية الشروط الثلاثة أو رفض هذه الشروط ومواصلة المسار الحالي وهو ما يعني، بالنسبة لإسرائيل، عدم التقدم في عملية سياسية.
وحثّت ليفني موراتينوس قائلة إن "هذا هو وقت المجتمع الدولي لإثبات الحزم فيما يتعلق باستجابة الفلسطينيين للشروط الثلاثة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن لدى استقباله رئيس الوزراء البريطاني توني بلير السبت الماضي عن أنه مستعد للالتقاء بعباس "فورا" و"من دون شروط مسبقة" لكن مع الإشارة إلى ان الموضوع الأول الذي سيطرح خلال لقاء كهذا سيكون إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور في قطاع غزة غلعاد شليط.
واعتبر المحلل السياسي في "هآرتس"، آلوف بن "تشكيل حكومة وحدة فلسطينية سوف تعزز الدعم الشعبي لعباس في إجراء مفاوضات مع إسرائيل لكنه من الجهة الأخرى سيقلص حيّز ليونة عباس في القضايا الجوهرية وستكون قراراته خاضعة لفيتو حماس".
وقال بن إن على أولمرت أن يقرر ما إذا كان سيعمل على عرض انتهاء ولاية الحكومة برئاسة حماس على أنها "انتصار" لإسرائيل والتعامل مع عباس كمحاور تلقى الدعم من شعبه لدى انتخابه أو الادعاء بأن حكومة الوحدة هي الحكومة الحمساوية ذاتها وتتستر وراء قناع الاعتدال الذي يمثله عباس.
وأشار بن إلى أن موقف أولمرت من ذلك سيتحدد بعد لقاء ليفني مع رايس ونتائج هذا اللقاء والرسائل التي ستجلبها ليفني معها من واشنطن.
ولفت بن إلى دراسة جديدة أعدها "معهد ريئوت" الإسرائيلي للدراسات وحذر فيها من إصرار الحكومة الإسرائيلية على تلبية الفلسطينيين للشروط الثلاثة لتجديد الاتصالات بين الجانبين ومن أن هذا الأمر سيقود إلى شلل سياسي.
وأوضحت الدراسة أن لإسرائيل مصلحة في وجود سلطة فلسطينية تمارس أعمالها ومهامها في الأراضي الفلسطينية مقابل عدم وجود أي احتمال لأن تتنازل حماس عن مبادئها وتعترف بإسرائيل.
وخلصت الدراسة إلى نتيجة أنه من الأفضل لإسرائيل أن تتعلم كيف تتعايش مع حكومة فلسطينية تشارك فيها حماس وتحاول بلورة جدول العمل السياسي اليوم مقابل الفلسطينيين بما يتناسب مع الواقع.
ليفني إلى الولايات المتحدة للقاءات مع رايس ووزراء خارجية عرب
غادرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى الولايات المتحدة مساء الثلاثاء لعقد لقاءات مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في واشنطن وفي وقت لاحق مع وزراء خارجية عرب في نيويورك.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إن ليفني ستناقش عددا من المواضيع مع رايس بينها تجديد الاتصالات على المسار الفلسطيني ولبنان والبرنامج النووي الإيراني.
ونفت المتحدثة ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية بأن ليفني ستبحث مع رايس تسليم المدن الفلسطينية لحرس الرئاسة الفلسطينية التابع مباشرة لإمرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وستتركز محادثات ليفني ورايس ايضا على الموضوعين الإيراني واللبناني وانتشار القوات الدولية في لبنان كما ستشدد ليفني على انتشار القوات الدولية عند المعابر الحدودية بين سورية ولبنان لمنع تمرير أسلحة من سورية إلى حزب الله.
وقالت المتحدثة إن إسرائيل تسعى لأن يصل الوضع في لبنان إلى ان تتمكن الحكومة اللبنانية من أن تبسط سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية وإن الموقف الإسرائيلي هو التوصل إلى مرحلة يمكن فيها التحادث مع الحكومة اللبنانية من خلال "استغلال التغيير الحاصل في هذه الدولة".
وأشارت إلى أن ليفني ستتوجه لاحقا إلى نيويورك للمشاركة في افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقالت إن ليفني ستنتهز الفرصة وستلتقي على هامش أعمال افتتاح الجمعية العامة مع عدد من وزراء الخارجية العرب "وهو ما أصبح شبه تقليد" فقد كان وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم يلتقي مع مسؤولين عرب في مثل هذه المناسبات.
ومن المتوقع أن تلتقي ليفني مع وزراء خارجية مصر والأردن والمغرب وتونس وموريتانيا والبحرين وقطر.
وأوضحت المتحدثة أن ليفني ستبحث مع نظرائها العرب في هذه اللقاءات في عدة مواضيع خصوصا في الموضوعين الفلسطيني واللبناني.